يوميات سورية 23

18 سبتمبر 2021
18 سبتمبر 2021

ـ 1 ـ

أدرت المفتاح في القفل...

لم يفتح الباب

حاولت هادئاً، مرة أخرى...

حاولت نزقاً، مرة أخرى...

لم يفتح الباب

بعد حين اكتشفت أنني في:

العمارة الخطأ

والطابق الخطأ

كنتُ، بعد غياب طويل،

عائد إلى وطني.

ـ 2 ـ

إن تجويع السوري، في بلده الغني، والذي كان يُطعم جيش الاسكندر المقدوني، هو احتقار علني، وهو استفزاز مكشوف لغرائز "الدفاع المميت" عن النفس.

ـ 3 ـ

تجادلت أمس مع صديق حول اللوحات الفنية، وهو رسام، سألني:

هل تعتبرني رساماً طارئاً أم أصيلاً؟ قلت: صياغة السؤال غلط، لأنه محرج. اسمع هذه القصة:

طلب مني فنان صديق أن أكتب شهادة لألبوم سوف يصدر موثقاً لوحاته وأعماله الفنية. فكتبت:

"رسامان يتباريان: من يستطيع رسم العالم بدقة أكبر؟

أحدهما قال: أنا، ودعاه لرؤية ستارة كان قد رسمها.

قال الثاني: افتح الستارة، ودعنا نرى اللوحة.

فأجاب مبتسماً: الستارة هي اللوحة.

ـ 4 ـ

ينشغل ناجحو البكالوريا بانتظار مفاضلات التسجيل في الكليات الجامعية حسب العلامات. ولأن قصة المفاضلة لا تعطي أفضليات حقيقية لقدرة الطالب، فقد سخر أحدهم بها، ووضع كليات ومفاضلات عابثة، في محاولة لتخفيف الدم الرخيص هذه الأيام.

الكليات والمعاهد ـ تعليم عالي:

هندسة ليدات وشواحن (أزمة الكهرباء)

هندسة أنفيرتات وبطاريات (كهرباء)

هندسة تهريب بري وبحري وجوي (أزمة الهجرة)

كلية خطف (موضوع الخطف والفدية)

هندسة حواجز طيارة (ضرائب غير شرعية)

كلية تهريب وتصريف عملات أجنبية (السوق السوداء)

المعهد العالي للبيدونات، قسم البنزين (أزمة وقود)

المعهد العالي للرقص والهز، وأنت تستلم السكر والرز (أزمة مواد غذائية).

ـ 5 ـ

1 ـ ليس الإنسان...وإنما الجثة هي ما يحتاج إلى ثلاثة أمتار من الأرض.

2 ـ كان الكاتب الكسندر دوما يعاني من الضجر، حد البكاء عندما كان طفلاً. سألته أمه: ما الذي يبكي دوما؟ فأجاب:

ـ دوما يبكي لأن لدوما... دموعاً.

وسئل طفل سوري: أطلب من الله ما تريده. فقال: أريد أبي. فقيل له: أين أبوك؟ قال: ميت.

ـ 6 ـ

كنتُ أجيب على سؤال صحفي: ماذا تفعل هذه الأيام؟

"أقرأ. أكتب. أتسلى. وأتقدم في السن".

اليوم: أحاول أن أكتب. وأحاول فهم ما أقرأ. ولكنني لا أتسلى.

مازلت أنجز التقدم في السن.

ـ 7 ـ

أرقام مشبوهة:

1929 كان عدد المسارح 45 مسرحاً وعدد السكان 4 ملايين.

والآن في دمشق ثلاثة مسارح. وعدد السكان 23 مليون.

1964 كان عدد صالات السينما 150 صالة، واليوم صالتان فقط.

1948 عدد الجرائد 45 جريدة واليوم أربع جرائد.

ـ 8 ـ

من دفتر قديم:

لا تطلبنّ محبةً من جاهلٍ

المرء ليس يحب حتى يفهما

إيليا أبو ماضي