يوميات سورية 16

31 يوليو 2021
31 يوليو 2021

ـ 1 ـ

هذا المساء... قدم لي النمل درسا في عناد الغريزة العليا.

هذا المساء قدّم لي ذكر النحل درسا في الغريزة العليا.

والعصفور، وهو يغني قبل النعاس، قدّم لي درسا في تحمل الأحزان.

النمل... للمؤونة من أجل شتاء قادم.

ذكر النحل أدى واجبه في ازدياد الخلايا.

وأنا أتعثر بغموض الكلمات الواضحة.

ـ 2 ـ

خفضت حصة الفرد السوري من الخبز. ولكن أحد المواطنين قدم هذا الطلب بعنوان "استثناء":

السيد المدير العام لمؤسسة المخابز

مقدمه المواطن... بن... الرقم الوطني...

يرجى الموافقة على ثلاثة أرغفة خبز إضافية بتاريخ... نظرا لقدوم ضيوف عدد 3 وذلك في فترة الغداء بالتاريخ المذكور.

ولكم جزيل الشكر.

مقدم الطلب شاهد أول شاهد ثان

الرد من المؤسسة: مع عدم الموافقة لعدم توفر المادة المذكورة.

"إكرام الضيف دفنه". توقيع المدير

ـ 3 ـ

هذا ما حدث في العام 1960 في أحد البلدان:

هروب جماعي للمجانين من أحد مستشفيات الأمراض العقلية حيث تمكن من الهرب إلى الشوارع 243 مجنونا.

استدعى المدير العام الطبيب المناوب وطلب منه حل المشكلة فورا. فأحضر الطبيب صفارة وطلب من بعض الموظفين أن يمسكوا به من الخلف ويلعبوا لعبة القطار.

خرجوا إلى الشارع والطبيب في المقدمة يصفر توووت توووت. ومن خلفه كان كل واحد يمسك بالثاني وكأنه مقطورة.

ما توقعه الطبيب... حصل، فقد جمعهم وأدخلهم المستشفى.

المشكلة ظهرت عندما أحصوا عدد المجانين العائدين. فقد تبين أنهم 612 مجنونا. علما بأن عدد الهاربين كان 243 فقط.

ـ 4 ـ

"بائع النسيان المتجول" عنوان كتاب أقوم بتأليفه هذه الأيام، وهو تفريغ انتقائي لذاكرة تحتمل النسيان، وقد تباع هذه المواد، إلى بائع متجول في تاريخ كل منا.

من الصعب الاستعادة الانفعالية لذاكرة عمرها خمسون عاما، لأسباب عديدة، من بينها النسيان، ومن بينها تجنّب الانفعال المزدوج: مرة عند حدوث الوقائع، ومرة عند كتابتها.

أحيانا أصاب باليأس، وأقرر التوقف عن هذه المغامرة... ولكنني أعود إلى التلذذ باستعادة الرفاق القدامى، والأحداث "القدامى"، وأكمل درب النسيان.

من دفتر قديم: "المجد للضحك، إنه رجل شجاع"

"يفتوشينكو"