يوميات سورية 14

17 يوليو 2021
17 يوليو 2021

- 1 -

أعيد قراءة بابلو نيرودا الشاعر التشيلي، الذي لا تذبل الزهور وكلماته الطيبة الدامعة. ويقرأ له الشعراء المبتدئون أشعارهم، «الحانوت الكبير»... هو الاسم الذي اشتهرت به تشيلي، كمنجم هائل للنحاس، وملح البارود.

كتب نيرودا في مذكراته: «لقد تعاقب على حكم البلد، خلال 180 سنة رؤساء لم يكن من بينهم واحد يغير الثياب المهترئة لعمال المناجم أو يداوي رئاتهم أو يرسل أبناءهم إلى المدارس ..سوى اثنين: كان نصيب الأول هدم القصر الجمهوري على رأسه، وأجبروه على الانتحار أمام الانقلابيين لأنه حاول تأميم مناجم ملح البارود. كان ذلك عام 1891

والرئيس الثاني هو سلفادور الليندي الذي أمم شركات النحاس عام 1974 فقصفوا قصره بالطائرات، وسمح بالسير وراء نعشه لزوجته فقط.

- 2 -

بعد أن عرف اليابانيون حجم الهزيمة المدمرة في الحرب العالمية الثانية، وانتهوا من البكاء والانتحارات. بعد أن جلسوا على ما تبقى من حصائرهم.. حولوا «المندبة « الفادحة إلى «أسئلة « جارحة: ماذا نفعل الآن؟ لقد أعادوا بناء اليابان الحديثة...هذا ما أرادوه وما فعلوه.

أنا أستنتج: من لا يتعلم من الأنقاض..لا يحلم أبدا بالعمران.

- 3 -

الاستثمار في الخراب.. يعني صنع المزيد من الخراب.

عسكريا... تحتاج الجيوش إلى قصف بعض الجسور.

استثماريا.. تحتاج شركات إعادة البناء إلى قصف كل الجسور.

روجيه غارودي - المستشرق الفرنسي (الذي صار اسمه رجاء غارودي بعد أن أسلم) يقول: الحروب مربحة لجهة الفارق بين التدمير والتعمير. لأن أرقام الاستثمار تحسب كتقدم ونمو. ويقدم المثال التالي: إذا استخدمنا مليون فرنسي في هدم بيوتهم، ومليونين في إعادة الإعمار... فإن الإنتاج القومي الصافي يرتفع عموديا.

- 4 -

من دفتر قديم: «إذا أمطرت حرية... هناك عبيد سيرفعون المظلة»