يوم سننتظره بشغف

14 يناير 2023
14 يناير 2023

يبدو أننا سنعتاد أن يكون يوم الحادي عشر من يناير من كل عام - يوم تولي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم / حفظه الله ورعاه / مقاليد الحكم في البلاد - يومُ تُضاف فيها للمواطن العُماني خدمات نوعية جديدة تلامس حياته ويخضوضر بإضافتها عُوده ويقوى فلا يُكتفى احتفاءً بمقدم المناسبة برفع الأعلام وتعليق الزينات ونصب لوحات الابتهاج وبث الأغاني الوطنية ولهذا سننتظره بمحبة وشغف.

شاءت إرادة جلالته / أعزه الله / أن يترافق هذا اليوم مع صدور أوامره السامية التي تستهدف الفرق الخيرية التابعة للجان التنمية الاجتماعية بجميع الولايات عبر تقديم الدعم المباشر لها وتكريم المتطوعين العاملين فيها وتقديم الدعم المالي للجمعيات الخيرية الداعمة لجهود وزارة التنمية الاجتماعية إيمانًا بأهمية أدوارها الحيوية في خدمة المجتمع وتكاملية هذه الأدوار مع ما تقوم به الحكومة دعمًا لهذا الجانب الحيوي.

تأتي هذه الأوامر لتؤكد أولا، تقدير الحكومة لأدوار هذه اللجان والجمعيات في المجتمع كونها الأقرب إلى معرفة التفاصيل الصغيرة التي تهم الأسر وثانيا -كما أرى- لترد على مقولة أن هذه المؤسسات المجتمعية تقوم بعمل الحكومة وتتحمل مسؤوليات لا طاقة لها بها رغم أن أدوارها تطوعية بحتة.

كما تأتي المبادرة لتؤسس لتصور جديد يتصل بدعم المجتمع فهذه المرة لا تركز الأوامر على مخصصات الضمان الاجتماعي أو الخدمات المجانية التي تقدم لبعض الأسر أو دعم طلاب المدارس ماديا إنما لتقوية أفرادها من محدودي الدخل وإقالة عثراتهم الناتجة عن ظروفهم الخاصة وهي جوانب مهمة ستساعد على رتق أي صدع قد يُلحق بهم الضرر.

أتمنى أن توجِهُ هذه الفرق والجمعيات الخيرية الدعم بصورة موضوعية ومتجردة من أي انحياز بما يساعد على تخفيف العبء على المؤسسة الحكومية وبما يُعمق في المواطن شعوره بأنه مُهم وليس وحده وأن قيادة البلاد ممثلة في شخص جلالة السلطان المعظم -أعزه الله- وفي كل مسؤول بحكومته يعنيهم بدرجة أُولى أن يمنح المعيشة التي يستحقها في وطنه.

على هذه الفرق والجمعيات أن تتجاوز القرابات والصداقات والجِيرة ومنظر المُستهدف الخارجي لأن الصورة" لا تعبر عن الحقيقة دائمًا" إذ البعض مثلًا يبدو مستحِقًا للمنزل الذي بنته له الحكومة لكننا نكتشف لاحقًا أنه يقوم بتأجير ذلك المنزل ليصبح مصدرًا للدخل وليس سكنًا لأسرته.

كما أن عليها أن تتخلى " بالتدريج " عن فكرة تقديم الطرود المالية وقسائم الشراء من المحلات التجارية والحزم التموينية " وفق خطة مدروسة والاستعاضة عن ذلك " تدريجيًا " بإقامة مشروعات مستقلة ولو صغيرة حتى لا يكون الأشخاص المستهدفين أسرى لدعم شهري يصنع منهم أفرادا اتكاليين غير منتجين.

أتمنى من القائمين على إيصال الدعم خاصة " المادي " سواء من الجانب الحكومي أو الفرق واللجان أن يأخذوا في الاعتبار أن يتسم بالديمومة والاستمرارية بحيث توظف إمكانات المواهب والخبرات والإمكانات حتى تصبح مستقبلا قادرة على تمويل نفسها بنفسها ودفع رواتب ثابتة للعاملين بها حينها ومن سيأتي بعدهم فإنشاء ورشة للكهرباء أو للميكانيكا أو الخياطة لمجموعة من الشبان أو الشابات الذين ينتمون لأسر مستحقة للدعم أفضل من دعمهم بمبالغ مالية وحزم تموينية وقسائم.

من المؤكد أن مثل هذه الأفكار ممكنة التحقيق خاصة وهي تقام بإسناد ورعاية من قِبل الحكومة.. المشاريع الصغيرة لا شك أنها ستكبر وستفتح أبوابها لآخرين قد يجدونها الخيار الأنسب الذي يوفر لهم الاستقرار المعيشي والأُسري والنفسي والمادي والذي سيكفيهم مستقبلًا معاناة العيش خارج ولاياتهم أو محافظاتهم.

آخر نقطة

" وتأكيدًا على اهتمامنا بتوفير الحماية والرعاية اللازمة لأبنائنا المواطنين فقد وجهنا بالإسراع في إرساء نظام الحماية الاجتماعية لضمان قيام الدولة بواجباتها الأساسية وتوفير الحياة الكريمة لهم وتجنيبهم التأثيرات التي قد تنجم عن بعض التدابير والسياسات المالية ".

السلطان هيثم بن طارق سُلطان عُمان