وطنٌ يمضي باتجاه النور

20 نوفمبر 2021
20 نوفمبر 2021

تهبُّ نسمات ذكرى نوفمبر المجيدة فتخفق لها قلوب العُمانيين ويتجلى الوطن شرقه وغربه شماله وجنوبه واحة رخاء وسلام وعزة وطمأنينة .. هذه الذكرى التي تأبى إلا أن تستوطن قلب كل عماني تخلب لُبه وتستنهض داخله مشاعر الحب والولاء لترابه وسلطانه وتاريخه العريق وحاضره الذي يمضي بركبه في اتجاه النور في ظل القيادة الواعية والمستنيرة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ أعزه الله ـ .

تُعاود ذكرى نوفمبر المجيدة هذه الأيام وبلادنا العزيزة سلطنة عُمان تمضي قُدمًا في نهضتها المتجددة من خلال اعتماد منهج يأخذ في الاعتبار مصلحة ورخاء المواطن وصيانة كرامة الوطن والحفاظ على مكتسباته وتدعيم أركانه في شتى المجالات ومواصلة تنفيذ استراتيجية ٢٠٤٠ الشاملة التي تسعى إلى الارتقاء بحياة المواطن العُماني في مختلف جوانبها وتحسين تصنيف سلطنة عُمان في مؤشر الابتكار العالمي ومؤشرات الحوكمة العالمية وكذلك في مؤشر التنافسية العالمية.

وتستهدف هذه الخطة ضمن أهم طموحاتها زيادة متوسط الدخل ورفع الناتج الإجمالي المحلي الحقيقي وتحسين تصنيف سلطنة عُمان ضمن مؤشر الأداء البيئي ورفع معدلات الاستثمار الأجنبي ومساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي ورفع نسبة القوى العاملة الوطنية من إجمالي الوظائف المستحدثة.

لقد وعد جلالة السلطان المفدى ـ حفظه الله ـ أبناء شعبه منذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم في البلاد في الحادي عشر من يناير من عام ٢٠٢٠ م بحياة كريمة تقوم على العدل والمساواة والإفادة من إمكانات الجميع، كل في مجاله لتواصل سلطنة عُمان نهضتها المباركة التي انطلقت في عام ١٩٧٠م على يد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ بكل ثقة في مختلف جوانب التنمية والبناء التي ترتكز على الإنسان وتقوم على كونه محورها وهدفها ومنتهاها.

وإذا كانت استراتيجية ٢٠٤٠ والخطط الخمسية قصيرة المدى تتطلب المزيد من الوقت للمس نتائجها على أرض الواقع بحكم شموليتها فإن المواطن «وهو مدرك لذلك» مطالب من جانبه بقليل من الصبر خاصة إذا علمنا أن الاقتصاد العماني يشهد هذه الفترة تعافيًا واضحًا في كافة مفاصله ذلك التعافي الذي تُظهره المؤشرات الأولية للأداء الاقتصادي إذ ارتفع خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة ١٠ بالمائة كما أظهرت البيانات الأولية ارتفاع الناتج المحلي الاسمي بنسبة ١ر١٠ بالمائة وتأكد ذلك التعافي كذلك من خلال تعديل النظرة المستقبلية لتصنيف سلطنة عُمان الائتماني إذ صنفته وكالة « موديز « من سلبية إلى مستقرة بينما صنفته وكالة « ستاندرد آندبورز « من مستقرة إلى إيجابية.

لقد بدأ التوجه العام الذي تنتهجه حكومة جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه - في توظيف العمانيين بالقطاعين الحكومي والخاص عبر سياسات تعتمد على جلب الاستثمارات الخارجية والإحلال ودعم القطاع الخاص وتذليل كل العقبات من أجل إيجاد بيئة عمل مستقرة عبر صندوق الأمان الوظيفي .. بدأ هذا التوجه يؤتي أُكُلهُ، إذ انضمت جموع من الشباب والشابات إلى هذه القطاعات بصورة فعلية وبدأت مسيرة العطاء وخدمة الوطن الموعود بسنوات من الرخاء الاقتصادي والاجتماعي والاستدامة المالية.

إن الاحتفاء بذكرى الثامن عشر من نوفمبر هذا العام إنما هو احتفاءُ بتأكيد محبة الوطن ومُلهِمه وبآمال عظيمة وضعها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ أبقاه الله ـ نُصب عينيه والتي تستهدف عِزة الوطن ووضعه في المكانة السامقة التي يستحق وتحقيق طموحات أبنائه وتطلعاتهم فلنقف جميعًا كمواطنين خلف قيادة جلالته الحكيمة ولنكن عونًا له وبُناة مخلصين لهذه الأرض الطيبة.