نوافذ.. نزف الأرواح

25 يوليو 2022
25 يوليو 2022

سنويا نفقد عشرات المواطنين من أبناء هذا الوطن والمقيمين، في ظاهرتين لم نتمكن من إيجاد توعية مجتمعية لهما،

هما ظاهرة حوادث المرور للعابرين إلى محافظة ظفار لقضاء إجازاتهم الصيفية تحت رذاذ الخريف، وظاهرة المجازفين بعبورهم الأودية أو المستظلين تحت أشجارها خلال الأمطار، مما يزيدنا حزنا على أبناء الوطن ..

كل الإحصائيات الصادرة خلال السنوات الماضية تؤكد أمرين: الأول ارتفاع وفيات الطرق خلال هذه الفترة بين شهري يونيو وسبتمبر في ذهاب وعودة السياح إلى محافظة ظفار، وارتفاع حالات الغرق خلال نفس الفترة تقريبا جراء الأنواء المناخية التي تتعرض لها السلطنة منذ عدة سنوات.

هاتان الظاهرتان المستجدتان على المجتمع تحتاجان إلى مراجعة ووضع برامج توعية لها في المرحلة المقبلة ، تتمثل في أهمية إيصال رسالة مؤثرة إلى أولئك الذي ما زالوا مقتنعين أن الموت لا يعرف لهم سبيلا في الطرقات، وأن المجازفة بعبور الأودية خلال جريانها يمثل القدرة على التحدي ويعدون أنفسهم قاهرين لقوى الطبيعة.

نحتاج إلى تلك الرسائل التي تصل للناس وتؤكد على أهمية أن الحياة أثمن ما نملك وأن التأني لدقائق أو الانتظار لساعات أو لأيام، أسلم من فقدانها في طرفة عين نتيجة عدم معرفتنا بالعواقب.

الرسالة التوعوية المقنعة يجب أن تبدأ من الشخص نفسه ومن محيطه ومجتمعه ومن وسائل الإعلام الهادفة ومن المؤثرين والقادرين على صنع الفارق في هذه الوسائل.

المواطن أثمن ما نملك وليس من الحكمة أن نترك الأمور تسير هذا الاتجاه دون مراعاة للعواقب الاجتماعية التي تخلفها مثل هذه الظواهر على الأسرة والمجتمع حتى بلغ الأمر أن يُغلق بيت لأن ركاب السيارة لم ينجُ منهم أحد، أو لأن من عبروا الأودية أو تواجدوا في الأماكن الخطرة لم يخرج منهم أحد سالما.

من المهم أن تكون لدينا خطة واضحة في هذا الاتجاه، وأن نكرر التجربة التي تبنتها مؤسسات الدولة في كبح جماح ارتفاع وفيات الطريق التي كانت ضحاياها بالآلاف، ونجحت في تخفيض ذلك إلى أقل من النصف من هذه المجاميع، بعد أن تكاتف الجميع من البيت والسبلة والحارة والولاية والمحافظة والدولة في التركيز على التوعية التي أدت إلى نتائج مذهلة وكان قد تبنى هذه الحملة جلالة السلطان الراحل طيب الله ثراه فآتت أُكلها ..

نحن اليوم أحوج ما نكون إلى تكرار نفس تلك الحملة التي استطاعت أن تحمي العديد من أبناء عمان وأن تساهم في تبصير الناس بالعواقب وتثقيفهم حول مآلات الخطر الذي يحدق بهم في هذا الجانب.