نوافذ : ما بين مسقط وطهران

23 مايو 2022
23 مايو 2022

Salim680@hotmail.com

ما بين مسقط وطهران جرت الكثير من الأحداث طيلة القرون الماضية، وهي تتجدد اليوم باستقبال حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- لأخيه فخامة إبراهيم رئيسي رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

تمثل الزيارة امتدادا لذلك الإرث التاريخي بين الجانبين والتعاون المستمر بين البلدين خاصة منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، الذي ساهم في تغيير المشهد الذي كان عليه الإقليم عندما تكالبت بعض الأطماع من أطراف أرادت أن يمر الوضع مختلفًا.

هذا التعاون الناجح أسّس لعلاقة تاريخية مهمة لم تزدهر طيلة تاريخ المنطقة بين الجانبين بعد أن كانت بين مد وجزر.

وقد أسّس لأمن واستقرار المنطقة برمتها طيلة العقود الماضية باستثناء الحرب العراقية الإيرانية التي أنهكت المنطقة لمدة 8 سنوات خلال ثمانينيات القرن الماضي.

اليوم تمضي مصالح البلدين إلى آفاق أرحب باستثناء المسار السياسي الذي يتقدم جميعها، لذلك هي تحتاج إلى المزيد من قوة الدفع في المسارات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية والصناعية والزراعية والطبية والثقافية والاجتماعية والرياضية، هذا الدفع يمكن أن يسهم في ارتفاع التبادل التجاري من مليار و336 مليون دولار حسب إحصائية مارس الماضي عن عام 2021 إلى المليارات التي يحتاج البلدان إلى تحقيقها عبر المسارات والقطاعات المختلفة كونهما يملكان مقومات تستطيع أن تقفز بالرقم الحالي إلى أرقام أفضل وتسجيل نمو أكبر في التبادل التجاري..

وينتظر أن تعزز الاتفاقيات والتفاهمات بين الجانبين خلال هذه الزيارة إلى أحداث قفزة في ذلك، تسهم ليس في التبادل التجاري وإنما في المشاريع المشتركة أيضا والتي تسهم في تعزيز إيرادات البلدين خاصة في مجالات الطاقة ونقلها عبر أنبوب إلى الأراضي العمانية.

ما زلنا في البلدين نحتاج إلى أن نرفع مستوى العلاقات التجارية إلى المستوى السياسي وأن يستثمر ذلك في تعظيم تلك الإيرادات التي لا تنقصها البنية الأساسية، بل ينقصها الدعم المستمر والدائم لتنجح وتتقدم وتتطور إلى الأفضل والبناء عليها.

فمثل هذين البلدين الجارين اللذين يملكان من الإمكانيات الكثير، يستطيعان أن يصنعا فارقا مهما في التجارة البينية بين دول الإقليم.

كما أنهما قادران على حفظ أمن واستقرار المنطقة والتفاهم حول المصالح الاستراتيجية والملفات الإقليمية والدولية، ولديهما ارتفاع في سقف الثقة بين العاصمتين، وقادران على توحيد جهود دول الإقليم ضد التدخلات الخارجية وأن يقدما رؤى مشتركة تخدم مصالح جميع الأشقاء وتجعل الجميع في حالة تقارب معا ليساهما في تجنيب الإقليم أيضا ويلات الحروب والمعاناة الإنسانية.

* سالم الجهوري كاتب وصحفي عماني