نوافذ : ما بعد الدقم

07 فبراير 2022
07 فبراير 2022

Salim680@hotmail.com

افتتح ميناء منطقة الدقم الخاصة الاسبوع الماضي، بحضور ملك البلجيكيين وقرينته، والذي يكن كل التقدير والاحترام والدعم لسلطنة عمان في مشاريع قادمة.

نحتاج إلى ما يسند الدقم في المرحلة المقبلة، فالدقم لوحدها جزء من الطموحات التي نسعى إلى تحقيقها، فهي ليست كل الحلول التي ستخفض اعتمادنا على إيرادات النفط، فهناك العديد من الأفكار والمقترحات التي يمكنها أن تتحول إلى واقع، فالساحل العماني يمتد إلى 3165 كيلومترا من مسندم إلى ضربة علي، وهذا رصيد كبير من الإمكانيات الشاطئية المتنوعة.

الدقم الخطوة الأولى، وبعدها نحتاج إلى خطوات أخرى، ليس شرطًا أن نضخ فيها الأموال التي تحتاجها البنية الأساسية، فهناك العديد من الأفكار التي تؤمن ذلك مع الشركاء الدوليين الاقتصاديين والمؤسسات المالية التي يمكن أن تستثمر في هذه الجغرافيا الحية، فعُمان تمتلك موقعًا جغرافيًا يتنامى يومًا بعد آخر ويزداد أهمية.

لكن نحتاج إلى تعريف العالم بمثل الدقم وغيرها من المشاريع الكبيرة مستقبلا، والتي تكون بهذا الحجم، كون أن هذه المنطقة تعد الأقل كلفة في التأمين البحري للوصول إليها، والأقرب جغرافيا لقرابة 3 مليارات إنسان يتوزعون على أسواق مستهلكة قريبة جدًا منا، في شبه القارة الهندية وآسيا وأفريقيا وأوروبا، والأفضل والأقرب لخطوط الملاحة الدولية الرئيسية بين القارات الثلاث، والأسرع للبضائع لمعظم الموانئ الإقليمية الأخرى، وأكثر أمانًا وأيسر حركة.

نحتاج إلى المزيد من العصف الذهني في استغلال هذه الجغرافيا الثمينة، وتأمين إيرادات مهمة جدًا للأجيال القادمة تساعدنا على الانعتاق من تقلبات أسعار النفط التي تحدد أحلامنا وتحقيق طموحاتنا، وموازناتنا المالية، وخططنا التنموية.

الوضع يحتاج نظرة فاحصة للإمكانيات المتوفرة، نستطيع معها أن نغير المعادلة الاقتصادية لنكون رقمًا مهمًا إذا ما أنجزنا ذلك في السنوات المقبلة.

الاقتصاد اليوم عصب الحياة والتجارة هي المحرك الأول لدول العالم التي تسابقت إلى توفير الامتيازات للمستثمرين الباحثين عن قلة التكلفة والأمان وسهولة التواصل مع أسواق العالم.