نوافذ.. قمة.. "لم الشمل"
أمام القمة العربية الـ(31) التي تستضيفها الجزائر غداً تحديات جسام بعد توقف 3 سنوات بسبب الجائحة، وتأخر انعقادها أكثر من مرة بسبب التباين في العلاقات العربية العربية.
التي أخرت الكثير من المصالح منذ عقود التي كان من الممكن أن تدفع بالعرب إلى آفاق أرحب من التقدم على الصعيد الدولي.
9 شخصيات عربية تمثل بلدانها ستكون حاضرة لأول مرة في هذه القمة، وشخصيتان أيضًا من البرلمان العربي ومنظمة التعاون الإسلامي ستكون ضمن هذا الحضور العربي الذي تتطلع الجزائر أن تحدث فيها فارقًا في العمل العربي بدءًا من تسميتها بقمة "لم الشمل" وكأول قمة عربية إلكترونية بدون ورق وهي الثالثة في تاريخ الجزائر بعد الأولى 1973 والثانية بعد الانتفاضة 2008.
أبرز هذه التحديات ما تتعرض له بعض الدول العربية من انقسامات داخلية كاليمن وليبيا وسوريا، وما تتعرض له بعض الدول من تدخلات كلبنان واليمن وسوريا والعراق
وعدم استقرار أمني في 4 منها وتراجع حالة الاقتصاد في أغلبها وهذه كلها ملفات تواجه صعوبة في حلحلتها كون أن هناك أطرافا إقليمية فاعلة في أزماتها.
هناك أيضا الحالة الفلسطينية التي تتراجع مؤشرات حلها أمام تعنت الاحتلال الإسرائيلي يومًا بعد آخر، وتصاعد وتيرة الاعتداءات من قبله على البشر والحجر، وتضاءل فرص السلام، مما يحجب أفق الحل، ويهدد حل الدولتين وسط غياب وصمت دوليين.
كما أن هناك ملفا ثالثا أيضا ومهما وهو إصلاح منظومة جامعة الدول العربية التي تحتاج إلى حالة تجديد تتواكب والمرحلة بعد تراجع دورها وتأثيرها على المسرح الدولي.
والملف الرابع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي تهدد بأزمة عالمية لا تقل عن الحربين العالميتين الأولى والثانية ومدى استعداد العرب لمواجهة تبعاتها، والخامس ملف الإرهاب وتأثيره على المنطقة والذي توحش في السنوات العشر الماضية رغم استعادة أراضٍ عربية من سيطرته في كل من سوريا والعراق، إلى جانب الملف السادس، وهو الأمن الغذائي العربي الذي بات يهدد أجيال العرب بالجوع في ظل غياب استراتيجية عربية موحدة، والسابع ملف أزمة الطاقة الذي أصبح يضع الدول العربية أمام خيارات صعبة جدًا، والثامن التدخلات الإقليمية في بعض الدول العربية مما يجعلها رهينة لخيارات صعبة.
لم يكن حال العرب ليصل إلى هذا الحال من التراجع في معظم المسارات، لو أنها عملت وفق منهجية عصرية منذ القمة الأولى التي عقدت في أنشاص بمصر عام 1946 وكالتي كادت أن تشكل من خلالها كتلة اقتصادية وسياسية وصناعية وزراعية وعلمية خلال الـ76 عامًا لتؤسس كيانا يستطيع أن يؤثر بفاعلية في المجتمع الدولي، فما يملكه العرب من ثروات لا تملكه أغلب الدول في العالم، وكان يمكن أن يكون حالها اليوم أقوى وأفضل من أمم كثيرة على هذا الكوكب، فالثروات النفطية والغاز والأراضي الزراعية، وتوفر مقومات الطاقة النظيفة والثورة الصناعية ومنهجية التعليم والتجارة البينية، وتسهيل المواصلات وتوحيد الجهود الأمنية والعسكرية والكوادر البشرية، كافية أن تجعلنا اليوم في وضع مريح.
