نوافذ.. في عيدها
كانت وما زالت المرأة عنصر الترجيح في نهضة الشعوب التي استطاعت أن تبعث بين الرماد في تجارب العالم الحديثة من شرق آسيا وحتى أمريكا الجنوبية، والمرأة العربية أكدت قيمتها منذ صدر الإسلام في منطقتنا العربية، وقبل ذلك في الحضارات التي بناها العرب من سبأ إلى الأندلس وقبلها الفراعنة والبابليين والسومرين والفينيقين وأينما نشأت حضارات في هذه المنطقة.
لم تكن المرأة العمانية رقمًا مكملًا حاضرًا وماضيًا، بل كانت رقمًا مرجحًا وفاعلًا ومغيرًا وبانيًا وباعثًا في تاريخ عمان الذي صنعت فيه المرأة تاريخًا استثنائيًا في أحلك المواقف والظروف، ولك في السير التاريخية علامات فارقة في الحرب والسلم.
في عصر النهضة المتجددة خلال الخمسين عامًا الماضية ليس أدل تكريم لها من قادة عمان، أكثر من تميزها بهذا العيد الذي يدشن أعياد وأفراح عمان من كل عام، عرفانًا من المجتمع بدورها الرائد في بناء الدولة العصرية، وكما وصفها السلطان الراحل بأنها الجناح الذي تحلق به عمان.
هي كذلك وأكثر فقد سبقت مثيلاتها في المنطقة في الحصول على حق التعليم والوظيفة والمساواة في كل شيء، وهي تقود حركة التطوير والتنوير، فقد صبرت على ظروف الحياة مع أخيها الرجل قبل نهضة السبعين وبعدها، وأسهمت في صناعة عهد مزدهر لأجيال عمان.
مكانة المرأة العمانية محل فخر وتقدير لهذه المربية للأجيال والمعلمة له والمهندسة والطيارة والوزيرة والسفيرة والموظفة والزوجة وسيدة الأعمال والأديبة والصحفية، اثبتن بحق أنهن علامة فارقة في حياتنا ونصفنا الآخر الذي لا غنى عنه.
ففي الخمسة عقود الماضية استطاعت المرأة العمانية أن تثبت قدرتها ليس على المستوى المحلي بل العالمي كونها مؤثرةً في الحضارة الإنسانية علمًا وأدبًا وثقافةً وابتكارًا وقدرةً على تغير نمط الحياة، وهذا ما تهدف إليه القيادة المجددة بأن تنطلق المرأة العمانية إلى العالمية التي تواصل فيها حصاد الإنجازات كالتي حققتها بنات عمان خلال الأسبوع الماضي.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، فعالمية المرأة العمانية يجب أن تستمر إلى جانب أخيها الرجل عضيدها وباعث قدراتها في تحقيق إنجازاتها، وكذلك إلى دور يمكنها أن تصنع مساهمات اكبر على المسرح الدولي.
ألف تحية وتقدير لبنت حواء التي كانت دائما كالشمس المشرقة في أيامنا والقمر المنير في ليالينا.
