نوافذ : على خطى قابوس وزايد

26 سبتمبر 2022
26 سبتمبر 2022

Salim680@hotmail.com

ما يجمع سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة عديد المرتكزات التي تجعل منهما علاقة استثنائية ودائمة، فأواصر هذا التقارب ترتكز على أسس متينة للغاية، وهي كثيرة يمكن البناء عليها مستقبلًا من خلال هذه الزيارات كالتي يقوم بها اليوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سلطنة عمان ولقائه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله.

الزيارة مهمة بحد ذاتها، وهي الأولى لرئيس دولة الإمارات المتحدة منذ توليه مقاليد الأمور، لذلك تمثل محطة مهمة للغاية يمكن من خلالها توسيع التعاون المشترك بين البلدين الجارين اللذين يمثلان ركنًا مهمًا في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتكاملهما في عديد المسارات يمثل عهدًا جديدًا في هذه العلاقة الاستثنائية بين مسقط وأبوظبي، فقد أسس لها المغفور لهما بإذن الله كل من جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وسمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- من خلال التقارب والتطابق في وجهات النظر وإدراك المصالح المشتركة للبلدين، ورسخت هذه المفاهيم علاقة حاضرة مزدهرة ومتينة خلال الـ52 عاما الماضية وما قبل 1970م.

سلطنة عمان قيادة وحكومة وشعبا ترحب بضيفها الكبير، وتتطلع إلى تحقيق أعلى درجات التكامل بين البلدين، فهما يمتلكان من الموارد ما لا يتوفر في الكثير من دول المنطقة والعالم من حيث موقعهما الجغرافي وتاريخهما المشترك والمتداخل والبنية الأساسية والاقتصاد والاستثمار وشبكات الطرق والموانئ والمطارات والانفتاح على العالم وموقعهما بالقرب من ممرات الملاحة الدولية ومستوى التعليم والتبادل التجاري والصناعة والابتكار العلمي ومشروعات الفضاء والتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب والمخدرات وجرائم التقنية.

ما تملكه سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة من إمكانيات متعددة يجعلهما مؤهلين لأداء دور محوري ومهم على الصعيد السياسي من خلال العلاقات الوثيقة مع أقطاب العالم والتأثير في القرارات الدولية وجهودها في خفض التوتر والنزاعات الإقليمية والدولية والقدرة على إنجاح العديد من الملفات التي استعصت على الكثير من الدول ذات التأثير السياسي في العالم.

لغة المصالح المشتركة بين البلدين هي ما يتم التطلع إليها اليوم بين الدول، وهي التي تستطيع أن تصنع تعاونًا مشتركًا وناجحًا إذا ما آمنا أن قدراتنا التي نملكها هي الوحيدة القادرة على استفادة شعوبنا منها، لتحقق بها الازدهار المنشود مع أبناء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فالصعوبات واحدة أمام هذه المنظومة.

اليوم أمام سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة تحديات كبيرة بعضها ظاهرة للعيان وبعضها غير ذلك وبالتالي تحتاج إلى معالجات مشتركة ورؤية مستقبلية ترتكز على الواقعية في معظم المسارات والهدوء والاتزان.

فالعالم يتجه يومًا بعد آخر إلى مراحل التوتر بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وما تلقيه ظلال هذه الحرب على توفر الغذاء، وانعدام الاستقرار الأمني وفرض العقوبات على بعض الأطراف في محاولة لتحييدها من المجتمع الدولي، وما يحدث من استقطابات بين الشرق والغرب وارتفاع القلق لدى المواطن حول ما ستؤول إليه هذه النزاعات من تداعيات تصل إلى احتمالية الاستخدام النووي.. مع هذه الأحداث المتوترة تتقارب سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة أكثر وأكثر من أي وقت مضى حرصًا منهما على توحيد المواقف وتحسبًا للأسوأ في تقلبات أحوال العالم المرتقبة القادمة.