نوافذ : عام من التفاؤل
salim680@hotmail.com
هذا العام قد يمثل انفراجة في عدد من الأمور المحورية على مستوى الدولة ، إذا ما تراجعت الجائحة وأبقت الطلب على الطاقة الممثل في النفط والغاز كما هو الآن ، لأن ذلك سيبقي الأسعار عند ال 70 دولارا في مرحلة الأشهر الأربعة من هذا العام على الأقل نظرا للاحتياج الشديد للوقود خلال هذه الفترة .
وهذا يعني أن يكون هناك زيادة في الإيرادات المبنية على توقعات ال 50 دولار للبرميل كعائدات للنفط ، مما يعني تقليص الدين العام
وتقليل العجز المالي المتوقع له أن يبلغ قرابة مليار ونصف المليار ريال في ميزانية هذا العام .
المؤشر الثاني في زيادة الإيرادات في إنتاج الغاز ، فبعد افتتاح المشروع الأخير لجبال خف التي ستساهم في زيادة تدفق الغاز بخمسة ملايين متر مكعب ، فإن ذلك سيضيف مبلغا ماليا مهما لخزينة الدولة ، وسيساعد على تقليل فجوة العجز .
والثالث يتمثل في استمرار رفع الدعم خلال هذا العام عن الكهرباء والماء والوقود وتحصيل الضريبة ومن القطاعات السياحية والزراعية والثروة السمكية ، الذي سيساهم بأكثر من 32 ٪من الإيرادات المنتظرة ، لكن ذلك سيحتاج خلال العام القادم 2023 والذي يليه 2024 إلى إعادة نظر طالما أن هناك تحسنا في خطة التوازن المالي وارتفاعا في مؤشر العائدات المالية للدولة ، من خلال إعادة بعض برامج الدعم إلى المواطن .
والرابع من المهم جدا إعادة النظر في كثير من الرسوم التي تم رفعها خلال العامين الماضيين في الجانب الاقتصادي ، فأي رفع فيها لن يساعد على تحفيز الاقتصاد وتنشيطه وتقدمه في المرحلة المقبلة ، بل ستكون هناك حالة تراجع وهذا ما سيلحق الضرر بهذا القطاع الذي يجب أن ينال كل التسهيلات لدفعه إلى النمو .
الاقتصاد يحتاج إلى بيئة جاذبة والى إجراءات أسهل وإلى رسوم مشجعة للداخل والخارج وإلى بناء ثقة بين رجال الأعمال وأصحاب المشاريع مع الجهات المعنية
وإلى إيجاد هدف التنافسية في المنطقة الذي يمكن أن يمثل حافزا مهما وقويا ولدينا في ذلك عناصر ترجيح لعمان ، إذا ما استطعنا المواءمة بين المتطلبات والاحتياجات ، ومؤكد أن رغبة صانع القرار مع هذا التوجه الذي يحتاج إلى رؤية جماعية لتنفيذه اليوم وليس غدا .
أمامنا تحديات نحتاج إلى حلحلتها ، وإلى مؤشرات إيجابية علينا استغلالها إلى فرص كبيرة علينا اقتناصها ، لإيجاد بدائل تساعدنا على الانطلاق في تحقيق أولى مراحل رؤية عمان 2040،
وهذا المراحل ستحتاج منا إلى تفكير مبتكر يختلف عن الأفكار السابقة إذا ما أردنا أن يكون لنا مكان في اقتصاد المنطقة .
