نوافذ :صُنَّاع السلام
hotmail.com@ 680 Salim
مشروع السلام الذي تقود جهوده سلطنة عُمان في اليمن إلى جانب الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والداعمين لهذه الجهود، يتقدم بشكل جيد هذه الأيام، وهذا التقدم يعد مرحلة مفصلية في إحلال السلام في اليمن خلال المرحلة المقبلة بعد جهود مضيئة وماراثونية خلال السنوات الماضية.
أثبتت الحرب ذات الأعوام الثمانية أنه لا منتصر فيها، ومن هذه القناعات التي أثبتتها ميادين القتال خلال الأزمة أن طاولة الحوار هي طريق السلام في الأزمات المعقدة التي تحتاج إلى نفس طويل من أجل الحفاظ على أرواح الأبرياء التي تُهدر بين الفينة والأخرى وتراجع الدول أطراف هذه الصراعات أمنيا واقتصاديا وصحيا وتعليميا نتيجة تلك التضادات في المواقف.
مشهد اليوم في الأزمة اليمنية أكثر وضوحا من الأعوام السابقة بعد التوافق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي دفعت فيها سلطنة عُمان الطرفين إلى الحوار والاتفاق على تذويب أي خلافات وما حدث خلال الأيام الماضية كان يمثل بوابة مهمة لإنهاء الأزمة اليمنية وقبلها فتح خط للتواصل بين الرياض وصنعاء وكانت تلك خطوة مهمة للغاية تمهيدا لما يحدث اليوم.
استطاعت سلطنة عُمان من خلال جهودها بين الأطراف اليمنية اليمنية، واليمنية السعودية، والسعودية الإيرانية، ومعها جهود الأطراف الدولية والإقليمية أن تعيد ترتيب الأمور في حلحلة أكثر من أزمة عسكرية وسياسية وهذا الدور الكبير من خلال الزيارات واللقاءات والاجتماعات على المستويات الرسمية وغير الرسمية نجحت في النهاية أن تُوجد أرضية أفضل وقناعات أعلى لحوار الأشقاء معا في اليمن والاتفاق على نقاط تمثل خارطة الطريق تعيد اليمن إلى دوره الإقليمي والعربي وتعزز من مكانه دول الجزيرة العربية في قادم الأيام لأهميتها الاستراتيجية والجغرافية والتاريخية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
انتهجت سلطنة عُمان عندما يطلب منها في الماضي والحاضر، الدور المهم في صناعة السلام الذي يحتاج إلى المصداقية والشفافية والرؤى الواقعية في التعاطي مع الأحداث، ومن خبرتها التاريخية في مد جسور السلام مع بقاع العالم بدءا من نيويورك بالولايات المتحدة إلى كانتون بالصين، ظلت وفية لمبدأ السلام والتعايش طيلة القرون الماضية، واستطاعت أن تتجاوز اللحظات الحرجة بجهودها الدبلوماسية خاصة في توترات الأقطاب الدولية وقد نجحت في ذلك بين عامي 2013 و 2015 وما حققته في سجلها أعطى لها مكانه دولية بين الأمم.
واليوم تسهم جهودها في ملفات عديدة في المنطقة وتسعى لتثبيت الأمن والاستقرار الذي يهم الجميع في حوض الخليج العربي وكذا في الجزيرة العربية وفي الشرق الأوسط الذي يموج بالتوترات المستمرة والدائمة والملفات المفتوحة في سوريا وليبيا، وهذا النهج ينبع من قناعة عمانية غايتها المساهمة في خفض التوترات وتقليل النزاعات وتصفير المشاكل التي طبقتها مع جيرانها أولا في الخمسين عاما الماضية.
لذلك تحظى هذه السياسة الهادئة المتبعة بالكثير من التقدير والاحترام والموثوقية في المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ولدى الأصدقاء لدى الدول الكبيرة والقوية على المسرح الدولي نظرا لذلك الخط السياسي المتزن والرؤية الواقعية.
الأمل أن نشهد خلال الأيام القادمة بعد زيارتي الوفد العُماني والوفد السعودي إلى صنعاء الخطوات الأهم في التوقيع على الاتفاق الذي تستغرق مدته 3 سنوات يتم خلالها الانتقال باليمن من التقسيم إلى الوحدة عبر حكومة يسهم فيها أبناء اليمن جميعا من شماله وجنوبه، ليثبت ذلك أن الحوار أفضل وسيلة للسلام.
