نوافذ :رمضان.. التزام روحي

27 مارس 2023
27 مارس 2023

hotmail.com@ 680 Salim

فرض الصوم في العام الثاني للهجرة حينما نزل الوحي على الرسول الأكرم في شهر شعبان بالمدينة المنورة من ذلك العام والذي بدأ فيه صلى الله عليه وسلم الصيام للمرة الأولى وبعد ذلك صام 9 أشهر من أشهر رمضان في السنوات اللاحقة، وهو أحد أركان الإسلام وجانبا من العبادات واتباعا لنهج الرسول صلى الله عليه وسلم.

ومنذ 1444سنة والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يتبعون هذا المسلك تطبيقا لقوله تعالى في سورة البقرة «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» والذي يؤكد أمرين مهمين هما، أنه فرض على كل مسلم، وأن الشرائع السماوية السابقة اليهودية والمسيحية أيضا قد فرض فيهما الصيام.

وعلى هذه الركائز رسخ رمضان نهجا أخلاقيا ومبادئ ومفاهيم وأوضح جانبا صحيا للإنسان المسلم وعزز القيم الروحية في النفس، فالأول استطاع الملتزم فيه ونحسبهم الأغلبية أن يوجد حالة مختلفة في سلوك الفرد مع العامة خلال أيامه عن بقية الشهور الأخرى، فيقل فيه اللغو، ويتراجع فيه ارتكاب المعاصي، ويُلتزم فيه بالصلوات الخمس، وتزداد فيه العبادات وقيام الليل وإخراج الزكاة وغيرها، وهذه الممارسات لها انعكاسات في سلوك الصائم تجاه نفسه وتجاه أفراد المجتمع، وهذا يرفع من قيمة هذه المبادئ خلال هذا الشهر، كما أنها تعزيز من قيم التواصل كمناسبة دينية تقرب ولا تفرق، وتعزز ولا تضعف بين العائلية وبين عموم الناس.

رمضان كنز من الحسنات لا تعد ولا تحصى وهو فرصة عظيمة للصائم فيكفي أن رب العزة والجلال قال على لسان نبيه محمد -صلى الله عليه سلم-: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به» وهذا دليل دامغ على أن قيمة الصوم لدى رب العرش كبيرة للغاية؛ لأنه يرى فيها ما لا نراه نحن البشر.

والصيام في جانبه الصحي تخبرنا به العديد من التجارب حول العالم، التي أثبتت أنه علاج الأورام التي تسببها الخلايا الخبيثة في جسم الإنسان، فالصيام يكنس هذه الخلايا بإنتاج خلايا جذعية جديدة مكانها؛ لأنها خلال الصيام تأكل بعضها وتتراجع حدتها المسببة للخطر، وقد أثبت العلماء في تجارب عديدة صحة ذلك مما أوجد حالة فريدة عجز عنها علماء الطب قبل ذلك.

وهناك العديد من المكاسب الروحانية للصائم الذي يشعر أنه أقرب إلى الله تعالى في صلواته ومناجاته تتشبع فيها النفس بنفحات الإيمان العطر الذي يوجد حالة من السمو لدى الفرد، ويتجاوز فيها عن الصغائر، وتتعاظم في نفسه حالة التعاون مع المحيطين ويكبر داخله الإحساس بالمحتاجين من الفقراء والمساكين.

كل هذه المبادئ والقيم ما أحوجنا إليها خلال شهور العام لتصويب علاقتنا مع الله ومع الآخرين في المجتمع.