نوافذ : دعما للمستقبل

Salim680@hotmail.com

التوجيهات التي صدرت من المقام السامي حول تخفيض الرسوم الخاصة لبعض الخدمات قبل أكثر من أسبوعين خلال لقائه بشيوخ المحافظات، خطوة مهمة جدا باتجاه تخفيف الأعباء على الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمتطلعين للعمل في التجارة وحتى الكبيرة، لتتمكن من أداء دورها الفاعل في الاقتصاد خلال الفترة المقبلة.

القطاعات التي طالها هذا التصويب في الرسوم يمثل نقلة مهمة جدا ومحورية في إطار تصحيح بعض الخطوات التي اتخذت في العامين الماضيين، التي كان الهدف منها تعزيز الإيرادات، ألا أنه مع ارتفاع أسعار النفط وتراجع جائحة كورونا، كان معها ضرورة إعادة النظر في مثل هذه الإجراءات والتي استشعرت القيادة أهمية مراجعتها وتصويبها في اتجاه تفعيل الحركة الاقتصادية، وهي ليست الخطوة الأولى بل كانت قبل أشهر خطوة مماثلة حول تخفيض بعض الرسوم.

المرحلة المقبلة كما تراها القيادة أنها تحتاج إلى الكثير من المراجعات وكذلك استمرار التقييم، وقد تطال العديد من الإجراءات التي اتخذت بهدف تسريع الحركة الاقتصادية وتنشيطها وتخفيف الأعباء التي تتراكم على مؤسسات القطاع الخاص والالتزامات المالية التي تعد العنصر الأساس في مسألة النجاح، وتسهم في ضمان استمرار نشاطها وديمومتها، وهذا ما يضيف نجاحا آخر على نجاحاتها السابقة ويمكنها من توسيع نشاطها وتنوعه وحتى نستمر في هذا التوجه نحتاج إلى خطوات أخرى في هذا الاتجاه الذي يعزز من تطلعات قطاع كبير من الشباب المتطلعين لتوسيع أعمالهم والاعتماد على ذاتهم، خاصة وإننا في عصر تسهم فيه التقنية بشكل كبير في نجاحات أعمالهم.

المرحلة تحتاج إلى المزيد من الخطوات التقدمية التي تعيد التوازن والثقة في إجراءات الحكومة لتعزيز الخدمات المقدمة على مستوى المواطن، والقطاع الخاص الذي يعتبر ركيزة العمل القادم الذي يجب أن يحظى بكل الدعم. الظروف الحالية التي ارتفعت فيها التكاليف على المواطن ورجال الأعمال خلال هذه المرحلة، والتي تتوجب معها أن يتم تذليل الصعاب أمام المواطن أولا والقطاع الخاص ثانيا، إذا ما أردنا أن نبني هذه المرحلة الجديدة التي تدشن نهضة جديدة.

علينا التفكير في العديد من الخيارات لتطوير القطاعات التي تلامس حياتنا، علينا مراجعة خطواتنا، ومراجعه كل ما يمكن أن يعطل انطلاقتنا وأن يقلل من مسيرتنا، ولا ضير في التغيير والتطوير والتقييم والتعديل. نحتاج إلى الأفكار المبدعة، وإلى الابتكار والتطوير والتقدم التقني الذي يقلل من التكلفة ويزيد الإنتاجية والى العصف الذهني بين حين وآخر لاصطياد الأفكار الثمينة عبر تجمعات وملتقيات.

اليوم عصر الإبداع، وأن لم يكن لديك من ذخيرة الأفكار التي تصنع بينك والآخرين الفارق الذي يرجح مسارك فإن الحال (سيكون مكانك سر)..

* سالم الجهوري صحفي وكاتب عماني