نوافذ.. حماية الطلبة
تكرار حوادث الطلبة المميتة مع كل عام دراسي وفقدان الأسر لأبنائها أصبح أمرا يحتاج إلى مراجعة عاجلة، ومعالجة في ذات الوقت لوضع استراتيجية لحمايتهم طوال العام الدراسي.
فليس منطقيا أن نشهد تكرارها ونعيش مرارتها وآلامها ولا نحاول أن نقلل منها لحفظ أرواح بريئة تغدو لطلب العلم وتعاد إلى منازلها جثث هامدة، ولا نكون قادرين على معالجة الثغرات التي تتسلل منها الأسباب التي يمكننا أن نفعل ما هو أكثر من ذلك.
فليس من المنطق أن يتم إنزال طالب أو طالبة من الحافلة في مكان غير آمن على حياته يضطر معها أن يعبر الطريق للوصول إلى البيت، وليس من المنطق أن لا يتم التأكد من خلو الحافلة من الطلبة بعد إنزالهم سوى للمدرسة أو البيت من قبل سائق الحافلة أو المشرف أو المشرفة على إيصال الطلبة، ليغفو ذلك الطالب أو الطالبة أيا كانت أعمارهم في الحافلة ويتم قفل الأبواب والنوافذ عليهم ليلاقوا حتفهم بسبب الإهمال، وكذلك ليس منطقيا أيضا أن يتكدس الطلبة والطالبات في الحافلة بأعداد أكبر من المقاعد المخصصة لنعرض سلامتهم إلى خطر عند تحرك الحافلة، وأيضا ليس منطقيا أن يتحمل الطالب والطالبة وجوده في حافلة غير مكيفة وأشبه بحافلات لا تتوفر فيها شروط السلامة، وأيضا تحديد السرعات على الطرق والفوضى التي تحدث داخل الحافة نفسها.
لم يعد ذلك مقبولا ولا يمكن أن تسهم تلك الطريقة في بناء أجيال من الطلبة أقلها لا تتوفر له حافلة آمنة لنقله.
علينا تقيم كل الملاحظات التي تحدث، وعليها أن تضع كل الجهات ليست وزارة التربية والتعليم فقط بل والجهات المعنية، استراتيجية شاملة تسهم في خفض هذا القلق اليومي على الطلبة تشمل آلية آمنة لنقلهم وضمان وصولهم للمدرسة والبيت، ووجود مشرف يتابع ذلك، واستحداث آلية إلكترونية كتطبيق يعرف والد ووالدة الطالب والطالبة بوصول ابنهم أو بنتهم إلى المدرسة من خلال إشعار يصلهم على هاتفيهما فور دخولهما من بوابة المدرسة، وحضورهما للصف، أو غيابهما عن المدرسة وكذلك خلال عملية النقل من وإلى المدرسة والبيت، يطور هذا التطبيق إلى أمور كثيرة أخرى لمتابعة الطلبة والطالبات في حضورهم وامتحاناتهم الدراسية.
أيضا النظر في مستوى الحافلات ومطابقتها للمواصفات المطلوبة وعلينا التأكد أن كلما قلت المبالغ المدفوعة لمالك الحافلة ستقل معها مستوى الخدمات وهنا مكمن الخطر، وهذا أمر يجب إعادة النظر فيه فقلة المقابل المدفوع يقابله قلة الخدمات.
ثم أن هناك بدائل أخرى وهي إمكانية أن تنشأ شركة لنقل الطلبة تتألف من أصحاب الحافلات في سلطنة عمان تقوم هذه الشركة التي ستكون جهة واحدة بجمع الراغبين في العمل تحت مظلة واحدة بمواصفات وشروط معينة تكون هي الجهة المسؤولة أمام وزارة التربية والتعليم، الذي سيوفر الكثير من الجهد ويختصر الوقت.
هناك أيضا ما يضاف على هذه الاستراتيجية ما يخص تحديد سرعة الحافلات وأماكن وقوفها وتقليل وإلزام قائدي المركبات في الأحياء بتقليل سرعاتهم، إضافة إلى تحسين مستوى الحافلات والاستعانة بالتطبيقات الإلكترونية والنظر في الشكاوى الواردة حول كل هذه العملية.
