نوافذ :جسور الدراما المقطوعة

29 مارس 2023
29 مارس 2023

«ما المسلسل العماني الذي علق في ذاكرتكم في آخر عشر سنوات؟»

كان هذا هو السؤال الذي طرحته عبر حسابي في تويتر قبل أيام، بعد أن استوقفني استعراض إحدى الصحف العمانية لعدد من صحيفة عمان يعود إلى عام ١٩٧٧، عن عرض مسلسل «أحمد بن ماجد أسد البحار» الذي أنتجه التلفزيون العماني، وجمع فيه ثلة من النجوم العرب، مثل الفنان الأردني القدير محمود سعيد الذي أدى دور أحمد بن ماجد، والفنان المصري أحمد مرعي في دور فاسكو ديجاما، بالإضافة إلى عدد من النجوم اللامعين حينها مثل هناء ثروت، وعبدالرحمن آل رشي، ومحمد العبادي، وداود جلاجل، إلى جانب أسماء عمانية مثل أمين عبداللطيف، وعائشة إلياس وحفيظة فقير.

الردود على سؤالي أعلاه كانت، الشايب خلف (١٩٨٠)، وتبقى الأرض (١٩٨٧) وسعيد وسعيدة (١٩٩١)، وآباء وأبناء (١٩٩١)، والشعر ديوان العرب (١٩٩٤)، ودروب (١٩٩٤)، وقراءة في دفتر منسي (١٩٩٥)، وحلم السنين (٢٠٠٤).

كما أتفق الكثير على مسلسل «عمان عبر السنين» الذي أنتجه التلفزيون العماني عام ١٩٩٥، وكان من بطولة رشيد عساف، وتألق بأسماء فنانين عمانيين مثل إبراهيم الزدجالي وطالب محمد، وسعود الدرمكي وفخرية خميس، إلى جانب أسماء عربية مهمة مثل القديرة منى واصف، وجميل عواد ومرح جبر وغيرهم.

طبعا بإمكاننا وبسهولة ملاحظة أن آخر مسلسل علق في الذاكرة يعود إلى عام ٢٠٠٤، وقد يكون هذا بسبب الفئة العمرية التي أجابت عن السؤال، وربما بسبب مستوى جودة المنتج الدرامي في السنوات العشرين الأخيرة، وربما لعزوف الناس عن مشاهدة التلفزيون المحلي، بعد الانفتاح على الفضائيات وانعدام المغريات المحلية.

هذه كلها أسباب واردة، وكلنا نعرف أن الدراما العمانية لم تستطع يوما أن تكون منافسا على المستوى الخليجي أو العربي، لكنها كانت حاضرة محليا، وكان لها متابعوها، بل ما زال يتردد في المجالس سؤال رمضاني ربما شابه شيء من التهكم «حد شاف المسلسل العماني السنة؟»، لكنه أيضا يدل على الترقب والرغبة في رؤية الدراما المحلية، التي ربما في لاوعينا نظن أنها تقولنا.

الآن ونحن في زمن المنصات الضخمة، نطمح إلى عمل درامي، يعبِّر عن عمان معرفيا وثقافيا وبصريا، دراما تشي ولو من بعيد بجودة المنتج الأدبي العماني الذي صار حضوره قويا ومنافسا في العالم العربي، دراما تناقش قضايانا بعمق وتوصل لهجاتنا ولغاتنا المتنوعة لآذان العالم.

نعم، نحن نطمح لخطة إنتاج درامية واعية لما حولها، مدركة لقوة الدراما الناعمة، فتستغلها لإنشاء الجسور البصرية والفنية مع الآخر وجذبه إلى هنا، إلى سلطنة عمان.