نوافذ : المحافظ.. الوالي..الشيخ

17 يناير 2022
17 يناير 2022

Salim680@hotmail.com

يمثلون أعمدة الحكم المحلي في السلطنة خلال الخمسين عاما الماضية، وقبل ذلك في تاريخ عمان، وبهم يمكن إدارة الحكم المحلي عبر المحافظات بشكل عملي اكثر إذا منحوا الصلاحيات الواجبة.

تأكيد المقام السامي على دوري المحافظ والوالي خلال لقائه بشيوخ وأعيان محافظات الداخلية والوسطى وجنوب الشرقية خلال الأيام الماضية، هو تصحيح للمسار الذي تريده القيادة واستشعارا وإدراكا لدور اكبر لهم في الفترة القادمة، المتزامنة مع الانتقال إلى اللامركزية التي اطلقها جلالة السلطان في أحاديث سابقة، وهذا منسجم مع التوجهات التي تتطلع لتنمية المحافظات التي نحتاجها، ومعها سنحقق مجموعة من العوامل وهي الحد من الهجرة إلى العاصمة وحواضر المدن، وتكريس تواجد المواطنين في مقرات إقامتهم الدائمة، والمساهمة من قبلهم في التنمية وتطوير المشاريع من خلال تحريك عجلة الاقتصاد لتكون اكثر قدرة على تحقيق الأهداف، وتقليل العبء على المدن الكبرى وتخفيف الازدحام فيها وكذا تقليل الضغط على الخدمات والبنى الأساسية، وإيجاد فرص عمل للباحثين، وهذه الخطوة تؤكد ما تم التطرق إليه لتفعيل دوري المحافظ والوالي في اكثر من عمود سابق بهدف إيجاد مدن عصرية جديدة.

تاريخيا المحافظ أدى دورا مهما جدا في كل من مسقط وظفار واستطاع أن يساهم مع المؤسسات الحكومية في إيجاد بنية أساسية في ولايات المحافظتين من خلال ولاة تلك الولايات، ثم توسعت التجربة ليضاف إليها كل من محافظتي مسندم والبريمي، لتشكل الخطوة الأخيرة تقدما مهما بالتقسيم الإداري لتصبح كل المناطق محافظات ليبلغ عددها 11محافظة.

كان ولا يزال المحافظ يمثل رأس الدولة وهو السلطان والذي يمكن أن يصنع الفارق في نهضة كل محافظة، ودوره مهم جدا جدا نظرا لأهمية المكانة التي يشغلها، لكنه يحتاج إلى أمرين:

أولهما: المزيد من الصلاحيات، والمزيد من الموارد المالية التي بدأت في التدفق، وبعدها بسنوات قليلة سنشهد توسع الخدمات المتنوعة التي يحتاجها المواطن والتي تغنيه عن الهجرة إلى عواصم المدن والحواضر.

ثانيا ظل الوالي الرقم المهم في مسيرة التنمية قبل المحافظ في إدارته للحكم المحلي الداخلي، وتقع علية مسؤولية ولايته وهو أيضا صمام الأمان في إدارة شؤون الولاية وقيادة تطلعات أبنائها ونقل مطالبهم إلى المركز وهي الحكومة عبر المحافظ، وعلى قدر نشاطه تكون النتائج، اليوم هو ينضوي والولاية جغرافيا تحت مظلة المحافظة ثم تأتي من بعدها الدولة، ويمكن أن يستعيد الوالي دوره الذي كان، والذي سيجعل من ذلك الدور ضرورة لتطوير الولاية وتقدمها وتنافسها مع بقية ولايات المحافظة، وهذه الروح التي تطمح لها الحكومة في إيجاد تلك البيئة التنافسية بينها، والتي يمكن أن تجعلها اكثر نموا وتطورا وجذبا للمشاريع.

الشيخ لا يقل أهمية ويحتاج إلى المزيد من التمكين لدورة في الولاية التي تعتمد على عدد منهم في معاونة الوالي والمحافظ في إدارة المحافظة، فهو الذي يمثل المرجعية القبلية والمكانية، ويستطيع أن ينقل ما يحتاجه سكان الحي إلى الوالي ثم المحافظ، كما انه يستطيع أن يوجد عديد الحلول للصعوبات التي تواجه أفراد الحي، وبذلك يساهم في إدارة الحكم المحلي، كما انه يمثل مرجعية من ينتمي لذلك الحي، ومن هنا علينا تعزيز دوره وإسناده.

في المرحلة المقبلة علينا أن نمكن هؤلاء بالمزيد من الصلاحيات المطلوبة حتى نخفف العبء على مركز الدولة وان نجد اكثر من طريقة لإشعال التنافس بين المحافظات تحقيقا لهدف أسمى هو التقدم والتطوير.