نوافذ : التعليم.. مسار المستقبل

15 أغسطس 2022
15 أغسطس 2022

نبني المستقبل من أجل أجيال آتية، كما بنى الآباء المؤسسون لنهضة عمان الحديثة قبل 52 عاما، وأسسوا دولة طافت سمعتها آفاق السماء، وترسخت لدى القاصي والداني علامة متقدمة جدا وثقة في المجتمع الدولي..

لكن الحلم لم يكتمل ولا زلنا في البدايات لبناء عمان الغد، ومن سيأتي من الأجيال سيكمل المشوار نحو ذلك المستقبل..

لكن أي أجيال نحتاج !

نحتاج إلى جيل متميز فكريا، مبدع منفتح قادر على صناعة التميز وصناعة الفارق، لأن مسؤولية أبناء المستقبل كبيرة جدا ومهمة جدا.. وتراجع أدوارهم في البناء يعني تراجع تطور الدولة وتراجع مستوى معيشة الفرد وهذا يجرُّ تراجع الكثير معه..

لكن هذه الأجيال بعد 30 سنة من الآن، تحتاج إلى أن تكون قادرة على مواجهة المستقبل

وصانعة له ومؤثرة فيه، وهذا لن يتأتى إلا من خلال منظومة التعليم التي علينا أن نراجعها ونقيمها لتكون صالحة لتلك الأجيال المتوقع أن تتبوأ مكانتها..

منظومة تختلف عن السابقة والحاضرة بطرقها التقليدية، منظومة قادرة على أن تؤهل أبناءنا وبناتنا لمواجهة المستقبل وقادرة على استيعابه ومعايشة تغيراته المتسارعة، لاسيما في التقنية التي تتلاحق تحديثاتها في أوقات زمنية قصيرة جدا.

جيل عليه أن يحافظ على دينه وإرثه وتاريخه، وأن يوائم بين ذلك والعلوم الحديثة والعصرية وخلال الأعوام االثلاثين القادمة سيكون التطور مذهلا في التعليم الذي سيكون نتاجه التصنيع، الذي سيمثل ركيزة الدول ومعها سيتراجع النفط أمامه، لأنه سيكون أجدى ماليا منه.

التعليم الذي نريده هو التركيز على النوعية وتطوير قدرات كل من يلتحق به، ويستطيع أن يستثمر في العقول أيًا كانت قدراتها لأنها ستختلف عن العقول الحالية، فالمتراجعة لن يكون لها مكان في المستقبل والمتوسطة في القدرات ستحتاج إلى أن يتم تطويرها عبر مناهج تستغل إمكانيات تلك العقول لتنتج وتبدع..

تحدياتنا القادمة هو نوعية التعليم الذي نريد، لأن مخرجاته هي من تحدد مسارنا وأين سنكون بين الأمم وماذا يمكن أن نحقق من عوائد مالية للدولة، وعلى الفرد المواطن.

إمكانيات الدولة ستتيح فرصا مهمة للتقدم من موقع جغرافي وهذا في نظري من أهم العناصر، وإمكانياتها السياحية وعنصر الأمن وتاريخ سلطنة عمان وإرثها الضارب في القدم ومواردها المتنوعة وعلاقاتها الواسعة مع العالم التي تمثل رصيدا زاخرا من الثقة وغيرها من المقومات المهمة.

كل هذا.. مع نوعية التعليم المتقدم الذي يستطيع أن يكون ملبيا لحاجة السوق وقادرا على إيجاد أجيال تعمل في كل المهن وصانعة أيضا لاحتياجات السوق العالمي؛ يمكن أن نكون فارقا وإضافة لمستقبل البشرية.