مسار .. الطاقة المتجددة الوقود الدائم

15 يناير 2022
15 يناير 2022

تتسارع دول العالم في تشييد المشاريع الكبيرة التي توفر الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء، لإيجاد البدائل التي تغني عن الوقود الأحفوري ذي التكلفة والجهد العالي والملوث للهواء، وبالاهتمام الكبير لمصادر الطاقة النظيفة، فإن السلطنة تنتج من الطاقة المتجددة ما يعادل نسبته بين 20-30% من الإنتاج الإجمالي من الكهرباء، وتبقى الخطط الطموحة مستمرة لإيجاد البدائل عن الوقود التقليدي، ولعل من المبادرات التي يجب التركيز عليها والاهتمام بها في الخطط القادمة توسعة رقعة تركيب الألواح الشمسية في الوحدات السكنية والمؤسسات الحكومية والخاصة للاستفادة القصوى من أشعة الشمس لتوليد الطاقة الكهربائية بتكلفة أقل وبميزات أعلى وأفضل من إنتاج الطاقة الكهربائية المستهلكة للوقود الأحفوري. فسلطنة عمان تعد من البلدان الحارة في أغلب أشهر سنة، مما حققت مشاريع توليد الكهرباء بالألواح الشمسية نجاحات يجب الإشادة فيها، فعدد من المدارس داخل السلطنة تعمل الآن بنظام الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء مما استطاعت استثمار الطاقة النظيفة في تقليل من الانبعاثات الضارة للبيئة، كما أنها وفرت من التكاليف العالية وعززت من عمل الطاقة النظيفة. من جانب أخرى أيضا استطاعت بعض الألواح الشمسية التي تم تركيبها على أسطح بعض الشركات في السلطنة من خفض استهلالك الكهرباء للمبنى بنسبة تراوحت بين 10-13 % من الإجمالي فاتورة الكهرباء.

فيما حققت المحطات التي تعمل بمشروع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء نتائج إيجابية ومنها مشروع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في ولاية المزيونة بمحافظة ظفار، الذي يعمل حاليا بـ300 كيلو واط/ ساعة، ومشروع قبس صحار للطاقة الشمسية التي نفذته شركة عمان شل بحجم 25 ميجاواط، الذي استطاع دعم ميناء صحار والمنطقة الحرة والذي يسعى بأهدافه إلى تحقيق الاستدامة الكهربائية للمصانع والشركات العاملة في المنطقة، وجاء على مساحة 50 هكتارا ويضم أكثر من 88,000 وحدة للطاقة الشمسية. ونحن بعد أيام قليلة على موعد لافتتاح مشروع عبري 2 للطاقة الشمسية بتكلفة مالية وصلت إلى 150 مليون ريال عماني، والذي سوف يسجل ارتفاع أكبر في حجم إنتاج الطاقة النظيفة في السلطنة ويمكن أن يخدم العديد من المشاريع التجارية والصناعية القريبة من المحطة.

جميع هذه المشاريع الحيوية بمساحات شاسعة وموزعة في مختلف ربوع السلطنة تصب بالإيجابية في مواكبة الانتقال من الطاقة التقليدية الناضبة إلى الطاقة النظيفة المستمرة التي تسعى لاستخدام التكنولوجيا وتواكب الثروة الصناعية، مما تقلل من الانقطاعات والتكاليف المالية العالية. ولنا في محطة ظفار لطاقة الرياح لاستفادة على أهمية الطاقة النظيفة في المشاريع المستقبلية، والتي حققت نتائج عالية بإنتاج أكثر من 30 ميجاواط/ ساعة خلال شهر يوليو الماضي، وهي التي تعمل بكفاءة عالية لتضم 13 توربينه هوائية بطاقة إنتاجية تبلغ 3.8 ميجاواط للتوربينة الواحدة. ويبقى سؤال متى سوف تبدأ شركات الكهرباء بالشراكة مع الجهات المختصة في تنفيذ مشاريع الألواح الشمسية داخل المجمعات والوحدات السكنية؟