مسابقة الإبداعات.. اكتشاف المواهب ورعايتها

21 يوليو 2025
21 يوليو 2025

أقترب للمرة الثانية من مسابقة الإبداعات الثقافية التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وأطلع على تفاصيل المسابقة ومراحل المنافسة، من لحظة الإعلان تفعيل المسابقة على مستوى النادي إلى التصفيات على مستوى المحافظة إلى الإعداد والتحضير لبدء المسابقة، والتواصل مع اللجان الشبابية في الأندية التي تتولى مهام الترويج للمسابقة وتسجيل المشاركين واختيار المحكمين، بالإضافة إلى حضور بعض التصفيات سواء على مستوى النادي أو المحافظة، ولذلك سأكتب من المسافة التي أرى منها، وحسب انطباعي الشخصي.

إذا كانت أهداف المسابقة هي الكشف عن المواهب الشابة في كافة المجالات الإبداعية العلمية والأدبية والمهارية وصقلها، فإن المسابقة ساهمت إلى حد كبير في إعادة الاعتبار لدور الشباب وخاصة اللجان الشبابية في الأندية ومنحتهم فرصة التفاعل والتواصل والمساهمة في تفعيل مسؤولية الأندية تجاه المجالات الثقافية والاجتماعية، بعد أن كان تركيز الأندية منصبا على النشاط الرياضي وخاصة كرة القدم. إضافة إلى ذلك فإن مسابقة الإبداعات الشبابية تمنح الفرصة لبروز مجموعة من المحكمين العُمانيين في مجالات أدبية وفنية متعددة، وهذا يُفهم ضمن تمكين الكوادر الوطنية في أخذ فرصتها في المشاركة والتكوين والاستفادة من التجربة.

يتساءل المتابع للمسابقة عن مصير المبدع بعد تتويجه بالفوز والاعتراف بمنجزه الإبداعي، ومن هي الجهة الراعية التي تتولى رعاية الموهوبين وتوجيههم واستثمار إبداعاتهم؟ خاصة أن العديد من الموهوبين لا يجدون الدعم أو تتوفر لديهم المعلومة عن بعض الجهات الداعمة، وإن لم تكن في مستوى الطموح. فما هو المطلوب تجاه هذه الفئة التي تتطلب عناية خاصة ورعاية وفق خطط ناجعة وبرامج ناجحة، بمعنى أنه قد آن الأوان لبعث هيئة وطنية لرعاية وتكوين وتأطير المواهب الشابة في المجالات الثقافية والرياضية والفنية والعلمية. تضطلع الهيئة بمهمة استقبال المواهب الشابة التي تكشفها المسابقات المحلية أو الكشف عن الطاقات الشابة المبدعة في كافة المراحل الدراسية. وأيضا تهتم بالمواهب التي تمثل سلطنة عمان في الخارج، وتحتضن الموهوبين الذين يتفقون ذهنيا على أقرانهم، وأن تخصص لهم مدارس وطنية خاصة تستقطب الطلبة المتفوقين في اختبارات قياس الأداء المخصص لهذه الفئة، وبعد ذلك يخضعون للبرامج الدولية المعتمدة لرعاية الإبداع، واستثمار الطاقات المبدعة.

عودة إلى المسابقة فإنا نأمل من القائمين عليها الإبقاء على مسابقتي الشعر والمناظرات؛ الشعر نظرا لاهتمام الشباب به، والمناظرات تبرز طاقات واعدة لخلق جيل واع قادر على التأثير الإيجابي على المتلقي، ونقترح كذلك إضافة مسابقة لصناعة المحتوى الإلكتروني العُماني يتضمن الألعاب الشعبية والفنون التراثية وذلك لإحياء الألعاب والفنون والاستفادة منها كصناعات ثقافية واعدة. وهناك مقترح آخر يعنى بتوسيع دائرة المشاركة في المسابقة بحيث لا تقتصر على الأندية الرياضية فحسب، بل يمكن إشراك المراكز الثقافية والرياضية في الولايات، حتى تتسنى للشباب القاطنين في المناطق النائية المشاركة في المسابقة التي نأمل استمرارها سنويا وليس كل سنتين.

إن استمرار المسابقات الثقافية في كافة المجالات الأدبية والفنية ولمختلف الأعمال يُعد نجاحا لها، ويحسب ديمومتها للمؤسسة المنظمة لها والساعية إلى تطويرها.