قيم تحتاج إلى دعم

25 مارس 2024
25 مارس 2024

مقيم في سلطنة عُمان مع عائلته يظهر مع ابنه في بعض مقاطع التوعية حول «السمت العماني» الذي ترسخ في هذا المجتمع منذ مئات السنين، يقدم من خلالها شذرات حول العادات والتقاليد العمانية التي تربى عليها المواطن في تلك المجالس.

الغريب أن هذا المقيم الأوروبي الذي يتقن اللهجة العمانية لديه فهم كبير لذلك السمت، ويقدمه بطريقة سهلة وجميلة ومفهومة كمقطع تمثيلي مع ابنه الذي يندمج أيضًا بشكل سريع في تفاصيل هذا المجتمع، وبالتالي يضيف هذا العمل قيمة مهمة للأجيال الحالية من الناشئة التي لم تستوعب تفاصيل هذا السمت من مجتمعها المحيط أو ممارستها تلك العادات التي ترفع من قيمة الفرد وتعلي من شأن المجتمع وترسخ تفاصيل مهمة في حياة الفرد.

الفكرة رائعة في طرحها، والأمنية أن تكون قد طرحت بهذا الأسلوب السلس منذ فترة ليساعد ذلك أبناءنا على فهم تلك العادات وتقبلها لتكون جزءًا من ممارساتهم اليومية.

لذلك فإن أهمية المجالس والسبلة في الأحياء والحارات ضرورة لاستمرار النهج نفسه الذي نبني به القيم والمبادئ والعادات والسمت العُماني الذي يشكل هذه الشخصية التي تحظى باحترام وتقدير كبيرين.

ومن المهم الالتفات إلى غرس هذه المفاهيم في الناشئة لتحصينها أمام التيارات الجارفة التي يتلقونها بشكل يومي من خلال منصات التواصل التقني المتنوعة والبث اليومي عبر الرسائل الزائفة التي تهدد أخلاقيات المجتمعات وتنذر بانهيارها أخلاقيا.

ولأننا نحتاج إلى ضخ المزيد من المفاهيم حول قيم المجتمع وتثبيتها في الناشئة، علينا أن نعيد صياغة وسائل جديدة ومستحدثة لإيصالها للأجيال عبر السبلة والمجالس والمدارس والجامعات والأندية والتجمعات المتنوعة ووسائل الإعلام وقنوات التواصل والبرامج الجماهيرية، كبرنامج مسابقة الأطفال «سمتنا» الذي تبثه إذاعة سلطنة عُمان خلال شهر رمضان والذي يتبنى هذا النهج القيم.

لذا فإن مهمة المحافظة على القيم خلال المرحلة المقبلة تحتاج إلى المزيد من الجهد والتكاتف والعمل لإبقاء هذه القيم مستمرة وحاضرة وفاعلة وقادرة على التأثير الجماهيري.

ولذلك يتخطى الأمر موضوع السمت العماني فقط إلى أبعد من ذلك، ولعل الشهر الفضيل مناسبة مواتية أيضا لأن يتم فيه تنظيم فعاليات تهدف إلى ذلك الترسيخ وتأكيد مكانته، ففقدانها سيكلف الأسرة والمجتمع ثمنا وسيقلل من قيمة تلك الشخصية المعروفة وسيؤدي إلى تآكل مرتكزاتها الأخلاقية.