صباحكم عيد

19 يوليو 2021
19 يوليو 2021

كل عام وقائد عمان وشعبها في أنعم حال... تنعمون جميعا بالصحة والعافية، ويكون هذا آخر الأعياد التي تمر على البشرية في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي أقعدت الجميع في البيوت وشلت قدراتهم.

كل عام نراكم أكثر زهوا وفرحا وسعادة بدءا من هذا العيد، وتكون الغمة التي خيمت على هذا الكوكب بمن فيه لعامين قد زالت وتنفست العباد والبلاد الحرية التي لم نقدرها إلا في مثل هذه الظروف، ولم نكن ندرك أنها أثمن ما في الوجود.

كل عام ونحن نستعد إلى انطلاقات أفضل في الحياة بعد أن نتخلص من هذا الفيروس الذي غدر بالبشرية وأهلكها وقيدها وهو لا يرى بالعين المجردة.

كل عام وأنتم أكثر إدراكا للصحة التي أنعم الله بها علينا، والتي لا يساويها ثمن في الحياة ولا تعوض بشيء مكانها، ولا يمكن استعادتها إن ذهبت أو فرطنا فيها.

كل عام وألف تحية تزف لأولئك الجنود في الخطوط الأمامية، خط الدفاع الأبيض من الأطقم الصحية التي ما فتئت تكابد الفيروس ليل نهار منذ عام ونصف وتسابق الزمن لإنقاذ الأرواح على حساب حياتها التي وضعتها على أكفها، والتي تواصل نضالها من أجل أن تخرج عمان بأقل الخسائر في الأموات.

وألف تحية لأفراد شرطة عمان السلطانية الذين يكابدون حرارة الشمس ويصلون الليل بالنهار من أجل حماية الجميع والسهر على راحة الجميع.

وكذلك للجنود البواسل المرابطين في التخوم والمدن الساهرين على حماية عمان ومواطنيها، وألف تحية لجهودهم في الأنواء المناخية الأخيرة التي سطروا فيها تضحياتهم.

كل عام وأبناء عمان بأطيب حال يستمدون الروح المعنوية من هذه الظروف التي تحتاج منا التكاتف والتعاون حتى نستطيع الخروج بسلام إلى بر الأمان القريب جدا بعون الله.

بالتأكيد كل المحن التي تمر على البشرية أو الفرد بها دروس وعبر وبها الكثير من التجارب التي يمكن الاستفادة منها، فعند البحث سنجد أن هناك أوجها إيجابية تساعدنا على تطوير إمكانياتنا، ولابد أن نستفيد ونتعلم منها، لذلك قد يكون هذا آخر الأعياد التي تمر علينا ونحن أقل قدرة على التواصل مع الآخرين، أو نمارس مظاهر العيد المعتادة كما كانت.

أمر مؤلم أن لا تكون مع أهلك وأحبتك، وأكثر ألما عدم القدرة على الوصول إليهم، لكنها الظروف التي فرضت ذلك ، وعلينا أن نتحمل عبور هذه الموجة التي فرجها قريب.

ألف رحمة على أولئك الراحلين عنا في زمن كورونا الذين سنفتقد وجوههم في قادم الأيام وخاصة في مناسبات الأعياد، وقد تركوا فينا غصة من الألم، لأنهم لا يعوضون ولا يملأ مكانهم أحد.

ألف رحمة على تلك الأرواح التي كانت بالأمس بيننا وقد اختطفها الموت فجأة، ألف رحمة على التي ذهبت ولن تعود مرة أخرى... ستبقون في قلوبنا.

كل عام وأنتم بخير وعيدكم مبارك.