رؤية عمانية قطرية للمستقبل

22 نوفمبر 2021
نوافذ
22 نوفمبر 2021

تأتي زيارة جلالة السلطان المعظم إلى دولة قطر ولقاؤه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في إطار تدشين مرحلة جديدة للسلطنة وهي الثانية بعد زيارته للرياض في يوليو الماضي، وتهدف للتأكيد على مسيرة العلاقات بين الدولتين والثوابت العمانية المترسخة منذ القدم، وهي إطار التقارب بين الأشقاء الحريصين على المصالح، وتقديرا لدعوة الشيخ تميم بن حمد حفظه الله ورغبة قطر في تطوير التعاون في كل المجالات.

هي زيارة مهمة تهدف إلى أمرين؛ الأول ثنائي بين مسقط والدوحة، والثاني تعزيز مسيرة مجلس التعاون، ففي الأمر الأول ترتكز السلطنة على التواصل مع الأشقاء ومحيط الجوار بهدف تطوير التعاون في المسارات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية والعسكرية والتنسيق في مسارات إضافية، فالسلطنة بحاجة اليوم إلى المزيد من التعاون الاقتصادي بالذات وتعظيم إيراداتها غير النفطية في المرحلة المقبلة وتسخير كل القدرات والإمكانيات وتسهيل الإجراءات من أجل إيجاد بيئة جاذبة لرؤوس الأموال والمستثمرين وتشجيع جذب العلامات التجارية الدولية، ليس فقط في التصنيع والإنتاج فقط، وإنما في التقنية الحديثة والبرمجة والابتكار..

دول المجلس أيضا تحتاج إلى إمكانيات السلطنة من موانئ ومواصلات وبنى أساسية وبحار مفتوحة على العالم بأقل المخاطر، وهذه الإمكانيات توفر المزيد من الانسيابية بينها وبين العالم، ثم هناك المناطق الصناعية المشتركة التي يمكن أن تضيف الكثير إلى اقتصاديات دول المجلس..

الأمر الثاني الذي تباحث فيه جلالة السلطان وسمو الشيخ تميم الذي يهم المواطن الخليجي هي مسيرة المجلس خلال المرحلة المقبلة، و الذي يحتاج إلى تطوير أدائه ودعم الجهود فيه من أجل تطوير منظومته ودفع مشاريعه المعلقة إلى الواقع لجعله أكثر قدرة على مواجهة المستقبل.

ستتوج هذه الزيارة لجلالة السلطان المعظم بالعديد من الاتفاقيات التي تخدم مصالح البلدين في المسارات المذكورة سلفا، وسترفع من المسار الاقتصادي الذي يعد الواجهة الحقيقة للمستقبل الذي تعمل كل دول المجلس عليه وصولا للتكاملية بينها.

من المؤكد أن هناك زيارات أخرى لدول في الإقليم تهدف إلى تطوير المصالح والتعاون في جميع المجالات وبحث الرؤى المشتركة.

عمان تنظر إلى دولة قطر كشقيق وشريك مهم في مسيرة تنمية البلدين ولديهما كبقية دول المجلس تطلع نحو المستقبل برؤى وثابة طموحة وتملكان إرادة في تعظيم أدوارهما عربيا ودوليا.

[email protected]