توسعة المسطحات الخضراء

22 يناير 2022
22 يناير 2022

يعد الاهتمام بمظهر الطرق الرئيسية من الأولويات التي جعلتها البلديات نصب عينها في مختلف دول العالم، فهو انعكاس للجمال والتمدن، وعامل جذب محوري لتعزيز النشاط السياحي والاقتصادي. فالزائر أو السائح يستمتع بجمال المكان وروعة التصميم في تزيين البنية الأساسية بالأشجار، فمتى ما اتسعت المسطحات الخضراء وشكلت بطريقة فنية على جوانب الطرق وفي الأراضي البيضاء القريبة من الشوارع انعكست بالإيجابية على مدى تطور البلاد ونهضتها في تعزيز البيئة النظيفة والصحية.

أما عن ولايات السلطنة فخلال الأعوام الماضية لم نشاهد أو نلمس اهتماما برصد مخصصات مالية لتعشيب وتشجير الطرق، أو الاستفادة من الأشجار المثمرة إلا ما ندر في بعض الولايات المركزية، وكأن زراعة الأشجار وتزيين الطرقات من الأمور المستعصية علينا، ولكن في الواقع هي عبارة عن خطط ورؤية يمكن أن تنفذ في متوسط سنوي لتوسعة الرقعة الخضراء في الولايات.

فمن النقاط المهمة في تنمية المحافظات للوصول إلى تطلعات رؤية عمان 2040 بما يحقق اللامركزية، مراعاة الاهتمام بالمظهر العام للطرق التي يمكن أن تسند إلى شركات تطويرية أو الدخول مع شركات يمكن أن تتبنى مثل هذه المشاريع ضمن مخصصات مبالغ المسؤولية الاجتماعية، بحيث تتوافق مع رؤية المحافظة في الجوانب التطويرية.

من جانب آخر يمكن أن ننطلق بزراعة الأشجار التي لا تحتاج لكميات كبيرة من المياه وتتحمل درجات الحرارة المرتفعة في موسم الصيف كشجرة الأثل التي تتحمل الأحوال المناخية القاسية، وشجرة الأثاب وهي من النباتات التي تصلح لتزيين المتنزهات والأرصفة. وأيضا هنالك أشجار البشام والتي تعرف بأنها عطرية وجميلة وتتحمل الظروف المناخية القاسية، كما يمكن زراعة الورد الشوكي والياسمين وغيره من النباتات التي تتلاءم مع أجواء السلطنة الحارة خلال موسم الصيف.

أما في المرتفعات الجبلية كالجبل الأخضر وجبل شمس فيمكن الاستفادة من اعتدال الجو بزراعة العديد من النباتات والأشجار المثمرة مما يعكس صورة جمالية ويحقق عائدا زراعيا ذا جدوى اقتصادية جيدة للمنطقة، وسوف يساهم في رفع الأمن الغذائي بشكل عام في السلطنة.

وبلغت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بالسلطنة في الإحصائيات الأخيرة ما يقارب 5.5 مليون فدان، فيما بلغ إجمالي حجم الإنتاج النباتي 3018 ألف طن عام 2019م مقارنة بـ2951 ألف طن عام 2018م، وهذه معدلات جيدة في رفعة توسعة المسطحات الخضراء ليحقق معدل نمو سنوي بلغ 2.3%.