تحدياتُ التصنيف السياحي

08 أغسطس 2022
نوافذ
08 أغسطس 2022

تصنيف سلطنة عُمان في المرتبة السابعة عالميا كأفضل وجهة سياحية حسب موقع «لونلي بلانيت» على ضوء تقييم الخبراء من حيث الوجهات والأماكن السياحية، يعد شهادة عالمية مهمة نظرا لما تزخر به سلطنة عُمان من مقومات طبيعية متنوعة يمكن توجيه الرأي العام العالمي بزيارتها.

التقرير حدد عددا من المحافظات والولايات بالذات لزيارتها كمسقط و مسندم والداخلية والشرقية وظفار، وأكد على أن هذا التنوع هو الذي يستحق تلك الزيارة من قبل السائحين من دول العالم، وهذا التصنيف المهم جدا، يعد دافعا مهما لبناء مسارنا السياحي وتعزيز قدراته خلال المرحلة المقبلة.

يتبقى أن نتغلب على تحديين مهمين في هذا الجانب، الأول كيفية توفير المرافق الأساسية التي يحتاجها السائح وأيضا البنية الأساسية في هذه المحافظات حتى نقلل من بعض الجوانب التي تقف حجر عثرة لمتطلبات أي سائح.

ففي محافظة ظفار مثلا هذا الموسم جاء الخريف بفعل الأمطار الغزيرة مختلفا من حيث امتداد مساحة الاخضرار واستمرار الرذاذ طوال الأيام الماضية، وشهد هذا الموسم ازدحاما في عدد السياح للمرة الأولى بهذا المستوى من الكثافة وارتفعت معها وتيرة الحركة الاقتصادية والمناشط والفعاليات المصاحبة، وأوجد هذا الأمر حراكا مهما لأبناء المحافظة وغيرهم.

ومع هذه الإيجابيات في المقابل تسبب ذلك في بطء الحركة المرورية، والتزاحم على المرافق المختلفة مما أوجد إرباكا في بعض الأحيان، وهو على غير العادة في المحافظات السياحية الأخرى.

لذا يمثل التفكير بتعزيز البنية الأساسية في مثل هذه التجارب عاملا مهما وجاذبا للسياحة، وذلك من خلال إضافة بعض الطرق والجسور التي سيفتح وجودها مسارات مهمة كما أعلن عن طرحها مؤخرا، كما أن خطوة توفير دورات للمياه بشكل أكبر كان لها أثر إيجابي في أنحاء مختلفة من ولايات المحافظة.

ومع كل هذه المحاولات الجادة للارتقاء بوضع السياحة في المحافظة يجب علينا التفكير خارج الصندوق في الفترة المقبلة وذلك تعزيز خدمات الترفية والفنون والفعاليات الاستثنائية والمعارض النوعية الدولية التي تضيف قيمة مهمة جدا، وتجذب المزيد من السائحين ورجال الأعمال والمستثمرين.

وتحقيقا لأهداف «رؤية عُمان 2040» نحتاج إلى زيادة أعداد السائحين إلى سلطنة عُمان ورفع إيراداتها من السياحة بما يسهم في تعزيز الخطط الوطنية في هذا الجانب.

وأمام هذا التوجه علينا أن نعتني باختيار السائحين الذين نوجه إليهم رسالتنا الصحفية والإعلامية المؤثرة لزيارة سلطنة عُمان والاستمتاع بسياحة تحافظ على المقومات وتحترم الأعراف والعادات وتمنع الممارسات المغلوطة في حق السياحة، كما أننا بحاجة إلى أن يكون الخريف نشاطا اقتصاديا وتجاريا، يخرج من محيطه المحلي إلى العالمية وهذا الجانب الأهم ليجعل من محافظة ظفار محطة سنوية ينتظرُ دخول خريفها بفارغ الصبر، وسط فعاليات ترفيهية نحتاج إلى تجاوزها بمساحة أكبر وأن نعتمد على ٣ محاور، الأول رسالة إعلامية مؤثرة للخارج، وثانيا تعزيز البنى الأساسية كزيادة أعداد الفنادق ومراقبة أسعارها وزيادة أعداد الرحلات وتقديم أسعار تنافسية، وثالثا تطوير المواقع السياحية، وإضافة المسار الاقتصادي والاستثماري كاستضافة مؤتمرات عالمية وفعاليات استثنائية ومعارض تقنية متقدمة.