المتحدثون في الجلسة النقدية.... تصوير:  حافظ سويلم
المتحدثون في الجلسة النقدية.... تصوير: حافظ سويلم
ثقافة

إشراقات ثقافية تطلق كتاب "بنت البليد" وتحتفل بختام الموسم الثقافي

15 يونيو 2023
15 يونيو 2023

دشن مجلس إشراقات ثقافية كتاب "بنت البليد"، وذلك في حفل أقامه المجلس لمناسبتين، الأولى ختام الموسم الثقافي للمجلس والثانية فوز مبادرة مجلس إشراقات ثقافية بالمركز الأول في معرض مسقط الدولي للكتاب 2023.

أقيم الاحتفال برعاية سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار، وبدأت فقرات الحفل الذي قدمته أمل النويرية بكلمة لرئيسة المجلس الكاتبة إشراق النهدية، التي قالت: "كتاب بنت البليد ليس أول كتاب يصدر من خلال ورشات القصة القصيرة إنما هو أول كتاب يصدر من خلال مجلس إشراقات ثقافية، فالورشات بدأت منذ عام 2016 ونتج عنها عدة كتب منها (أبجدية أولى)، وبالنسبة لحصول المجلس على المركز الأول فهذا الفوز الأول لمحافظة ظفار فيما يخص المبادرات الثقافية وهو فوز لكل من ساهم وشارك في المجلس من أجل الكتابة".

جلسة نقدية

تضمن الاحتفال جلسة نقدية لكتاب "بنت البليد"، شاركت فيها الكاتبة مفيدة جاء بالله، والدكتور سعيد بخيت بيت مبارك أستاذ اللسانيات ورئيس قسم اللغة العربية وأدبها بجامعة ظفار، والدكتور الناقد والكاتب شفيق النوباني أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة ظفار.

بدأت الجلسة بالكاتبة مفيدة جاء بالله حيث ناقشت الموروث الشعبي في "بنت البليد" من خلال أربع قصص، وقالت: "إن كل كاتب يمثل موروثه الشعبي لنجد القصة الأولى في بنت البليد للكاتب خالد الشنفري والتي تتحدث عن الشخص الذي يرتاد البليد لنجد هذا المكان موروثًا ثقافيًا وشعبيًا له حكاياته وخصوصياته التاريخية، حيث أوضح الكاتب بعض الحكايات لأشخاص متلبسين بالجن وأن تلك الحكايات من الموروثات والحكايات الشعبية، وعند قراءة القصة يجدها القارئ سلسة وبها الكثير من التشويق، أما القصة الثانية بكتاب بنت البليد فهي قصة بعنوان الشبع من تأليفي استحضرت فيها قصة (أومسيتي) وهي شخصية باغية ومتمكنة وتمتلك المادة، هذه القصة تحكيها لنا الجدات لأنها من الموروث الشعبي في تونس لزرع الخصال الحميدة، والقصة الثالثة بعنوان (القمقم المسحور) للكاتبة إيمان محمد فنجدها استحضرت القصص الشعبية ورموزها ودلالاتها وتوضيح المورث الشعبي عند المصريين داخل القصة، أما قصة (حسنة بلا ذاكرة) لإشراق النهدية استحضرت فيها شجرة تدور حولها حكايات شعبية حيث استخدمتها الكاتبة كرمز لشخصية المرأة".

ثم تحدث الدكتور سعيد بيت مبارك، مركزا على اللغة الأدبية في "بنت البليد" بين العامية الفصحى، إذ قال: "قرأت الكتاب قراءة لسانية لنناقش العامي الفصيح في الكتاب حيث وجدت في الكتاب 55 لفظة عامية في ظاهرها ولكنها تعود إلى أصل فصيح وبحثت عنها في بعض المعاجم فقد استخدم بعض المؤلفين في بنت البليد تلك الألفاظ منهم خالد الشنفري، ومفيدة جاء بالله، ووفاء الشنفري، وسهيل العوائد ، وخير الشحري، وسعيد تبوك، وإبراهيم عباس، ودالندا الزغيدي، وإشراق النهدية، كما نجد أن هناك بعض اللهجات ظهرت أيضا في الكتاب منها اللهجة الظفارية الحضرية والشحرية واللهجة التونسية واللهجة المصرية وكذلك لهجات من شمال السلطنة، أيضا ضمت قصص الكتاب مستويات لغوية حيث ظهر جميعها في التحليل ما عدا المستوى الصرفي، كما أنه يوجد تحولات دلالية في 33 لفظة".

أما الدكتور شفيق النوباني فناقش (بنت البليد) بين الحداثة والتقليد، قائلا: "في كتاب بنت البليد ربما يصعب الوقوف على ظاهرة محددة لتشمل القصص جميعًا حيث تضمن الكتاب 34 قصة لأكثر من ثلاثين مؤلفًا ولكل مؤلف من هؤلاء رؤيته، وطريقته وهويته وخلفيته المعرفية والثقافية لذلك يصعب التركيز على ظاهرة تشمل كل القصص، لكن يمكن أن نتناول المسألة بطريقة أخرى تختلف عن مسألة دراسة الظواهر المحددة في القصص، ونجد في بداية المجموعة قصة (بنت البليد) التي أتت في بداية المجموعة لنأخذها مدخلًا لبقية القصص من الناحية الزمنية لأنها تناولت ثلاثة أزمنة، زمن القص أو السرديات والزمن الماضي وزمن المستقبل، فالماضي يتمثل بماضٍ حضاري وتراثي مكن ظفار الحديثة من الوصول إلى حالة التقدم التي تعيشها الآن، بمعنى أن الحاضر مستمد من ماضٍ عريق فمنطقة البليد متحضرة ثرية، والحقيقة أن تلك الأزمنة الثلاثة سنجدها في بقية القصص فهناك قصص ركزت على ماضي ظفار الاجتماعي مثل قصة فاطمة والحيمر، وبوابة الذكريات والحب القاتل ورغم كل الظروف، وهنا نجد بعض السمات منها أن القص في تلك القصص غلبت عليه الشعبية لنجد جملًا ثابتة وهذه القصص بها ملامح ناقدة في الزمن الماضي، كما نجد قصصًا اشتملت على ملامح العصر وبها سمة ميّزتها عن بقية القصص وهي سمة التمرد مثل قصة القمقم المسحور، وممر ضيق، وأخيرا أقول إن المجموعة القصصية بنت البليد كتاب ثري يتضمن بعض التجارب المكتملة التي تستحق التطوير وينبغي لكتابها الاستمرار في الكتابة، وقصة (حسنة بلا ذاكرة) تستحق الجائزة التي فازت بها، وقصة ممر ضيق، وفاطمة، وعلى الكوبري، وعتمة روح، وزهايمر جماعي وصيدلية الراعي قصص جيدة".

أما راعي الحفل سعادة الدكتور أحمد بن محسن الغساني فقال: "استلمت كتاب بنت البليد من الكاتبة إشراق ومررت على بعض القصص وأتقدم بالشكر لمجلس إشراقات على المبادرة الرائدة، ربما بعض الكتاب يشاركون لأول مرة ويخرج هذا العمل بهذا الشكل في هذا الوقت القصير، والمشاركون في الكتاب مستويات مختلفة وهذا يخلق تغييرا في أنماط القصص فهناك من عنده خبرات ومؤهلات عالية، وهناك من يكتبون لأول مرة وهذا يعطي نوعا من الراحة للعقل، والمجلس في فترة كورونا من المؤسسات القليلة التي كانت ناشطة من خلال برامجها سواء الافتراضية أو غيرها فلهم الشكر والتقدير".