ثقة الجمهور في وسائل الإعلام العُمانية

13 مارس 2023
13 مارس 2023

تؤدي وسائل الإعلام العُمانية دورا كبيرا وفاعلا في تحقيق مجموعة من الأهداف التي ترتبط بالمجتمع عبر العديد من الأنشطة الإعلامية المتنوعة لاسيما البرامج والمواد الإعلامية التي تزوّد الجمهور بالمعلومات الكافية حول القضايا المجتمعية لترفع من مستوى الإدراك والمعرفة بكافة الموضوعات مما يسهم في قدرة الفرد على تحليلها واستيعابها لانتهاج السلوك السليم والمناسب حولها ولإيجاد حلول لها. أيضا تؤثر وسائل الإعلام في بلورة الوعي الثقافي والاجتماعي للمجتمعات في مختلف المجالات؛ إذ أسهم في اهتمام الباحثين بوسائل الإعلام وما تقدمه أذرعها من مواد إعلامية مؤثرة بصورة مباشرة أو غير مباشرة على المحتوى الفكري والسلوكي للمجتمع.

ووفقا لدراسات وأبحاث مرتبطة بالجمهور ومدى تفاعله مع وسائل الإعلام وثقته بها فإن كثيرا من العُمانيين والعاملين في وسائل الإعلام يعتمدون على وسائل الإعلام العُمانية لتلقي الأخبار ويثقون بها مع حرصهم على الاعتماد على المصادر الرسمية عند مناقشة القضايا المرتبطة بالمجتمع العُماني، أيضا تشير نتائج الدراسات أن هناك رضا عاما بشأن السياسات الإعلامية والاتصالية في عُمان من حيث الاتزان والمرونة وتتميّز بالمرونة في طرح قضايا المجتمع والبحث عن حلول لها إضافة إلى أن الجمهور العُماني يعتمد كثيرا على الحسابات الرسمية للمؤسسات الإعلامية الرسمية في شبكات التواصل الاجتماعي ليستقي منها الأخبار ويتابعها خاصة القضايا الوطنية مثل: قضية الباحثين عن عمل التي يتابع الجمهور تطوراتها باستمرار، ومع تطوّر المواد الإعلامية التي تنشرها وسائل الإعلام العُمانية عبر مختلف أذرعها مثل وكالة الأنباء العُمانية والصحف والإذاعات والتلفزيون أصبح العُمانيون أكثر ترقبا لما ينشر عبرها من معلومات مهمة وجديدة خاصة القضايا والأخبار التي تتطلب تحليلا كميا ونوعيا لاستيعاب تفاصيلها وذلك بهدف اكتساب المعرفة حول الأحداث اليومية لضمان عدم تأويلها أو نقل تفاصيلها بصورة غير دقيقة عندما يستقبلها الجمهور.

ووفقا لاستطلاع أجراه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات حديثا بشأن ثقة المواطنين في وسائل الإعلام، «تبيّن أن 8 من كل 10 مواطنين كان تقييمهم لوسائل الإعلام المحلية بين جيد جدا وجيد، وأن الثقة في الجرائد والمجلات المطبوعة هي أعلى المؤشرات الفرعية، حيث بلغت قيمته 85 نقطة مما يعكس قدرًا عاليًا من الثقة في هذا المصدر من وسائل الإعلام يليه مؤشر الثقة في الإذاعة العمانية، حيث بلغت قيمته 84 نقطة، ثم مؤشر الثقة في التلفزيون العماني بـ79 نقطة كأقل المؤشرات بين وسائل الإعلام التقليدي في حين ارتفع مؤشر الثقة في المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت عنه في حال مواقع التواصل الاجتماعي، في المقابل حصلت مواقع التواصل الاجتماعي مثل: فيسبوك وتويتر وجوجل بلس والمنتديات وصفحات الرأي الخاصة وغيرها على أقل قيمة لمؤشر الثقة بين جميع مصادر الإعلام الأخرى (التقليدية والإلكترونية) من حيث صدق ودقة الأخبار التي يتم تناولها، حيث بلغت قيمة المؤشر لها 51 نقطة فقط» بالرغم من انتشار وسائل التواصل الاجتماعي سريعا وتنوّعها وزيادة عدد متابعيها ومرتاديها وسهولة نقل الأخبار عبر شبكاتها إلا أن ثقة الجمهور وفقا للاستطلاع المنشور في وسائل الإعلام العُمانية كبيرة خاصة عند متابعة الأحداث الوطنية والموضوعات التي تلامس حياته اليومية كانت كبيرة جدا مقارنة بشبكات التواصل الاجتماعي، فالعلاقة بين وسائل الإعلام والجمهور هي علاقة تبادلية من ناحية التأثير؛ إذ يستقي الجمهور من وسائل الإعلام الرسمية الخبر والحقائق وتبادله وسائل الإعلام بالرسائل الإعلامية التي تسلّط الضوء على قضايا مجتمعية محددة مما تساعد على رفع وتيرة اهتمام المجتمع وتفكير أفراده وإن لم تتمكّن من تحديد توجّهاته ومعرفة انطباعاته تجاه بعض الموضوعات بعكس شبكات التواصل الاجتماعي.

إن ما تقوم به وزارة الإعلام من دور بارز في تعزيز الوعي وحس المسؤولية لدى أفراد المجتمع العُماني وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم لتوجيههم التوجيه الصحيح بهدف صقلهم ثقافيا وفكريا أسهم في تصدّي الأفراد للأفكار الهدامة والمغيّبة للهوية العُمانية وساعد في ترسيخ العادات الحميدة التي يتميز بها المجتمع العُماني مدعوما بأسس التربية الإعلامية القائمة على التحليل النقدي للأخبار وفلترة المعلومات التي يتلقاها الفرد من مختلف شبكات التواصل الاجتماعي؛ إذ أصبح المواطن يقدّر حجم المنجزات الوطنية والتنموية التي تقوم بها الحكومة لتعود بالنفع عليه خصوصا وعلى المجتمع العُماني عموما مستقبلا مع مواصلة الحكومة خططها التنموية وأهدافها الاستراتيجية؛ فوسائل الإعلام بكافة أشكالها المرئية والمسموعة والمقروءة هي الأدوات التي من خلالها تغيّر سلوك المجتمع وتنشر سلوكيات وثقافات اجتماعية خلّاقة، ومع فاعلية وسائل الإعلام في سلطنة عُمان لم تستطع شبكات التواصل الاجتماعي من كسب ثقة الجماهير وإشباع حاجاته محققا تطلعاته بالرغم من كثرة التفاعل في منصاتها وتعدد وسائل المشاركة فيها؛ إذ كان للإعلام العُماني دور كبير ومؤثر في أزمة «كوفيد-19» وتعرّض أجواء سلطنة عُمان لأنواء مناخية مثل إعصار شاهين خاصة فيما يتعلّق بنفي الشائعات ونقل الخبر بدقة ومصداقية للجمهور مستخدما رسائل إعلامية محكمة وتتناسب مع مختلف فئات المجتمع العُماني.