سماحة المفتي: تتلمذ على يديه الكثير من العلماء العظام من بينهم حملة العلم إلى عمان ..كان فقيها محقّقا يرجع إليه من أهل المشرق والمغرب محمود السليمي: اهتمام النادي الثقافي بأعلامه عبر الدراسات الأكادیمیة العلمیة المعمقة تخلیدا لوجودهم
انطلقت صباح اليوم فعاليات المؤتمر الدولي" فكر الإمام الربيع بن حبيب وتجربته الإصلاحية رؤية حضارية" الذي ينظمه النادي الثقافي وذلك تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، بمشاركة 63 باحثا، بقاعة جامع السلطان قابوس الأكبر بوشر.
وقد ألقى سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان كلمة مصورة قال فيها: "إنها مناسبة سعيدة أن نلتقي في هذا اللقاء الميمون لأجل دراسة سيرة أحد الأعلام البارزين الذين قامو بدور إصلاحي ودور معرفي في حياة هذه الأمة ذالكم هو الإمام الربيع بن حبيب ـ رحمة الله تعالى عليه ـ الذي يعد الإمام الثالث في القيادة العلمية بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن الناحية العلمية كان اهتمامه بجمع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسنده الصحيح وبهذا أسهم إسهاما بارزا في الحياة العلمية فيما يتعلق بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم."
وأضاف: "بجانب ذلك كان فقيها محقّقا يرجع إليه من أهل المشرق والمغرب، كما وقع ذلك في عهد الإمام عبدالوهاب بن عبدالرحمن رحمه الله تعالى عندما وقع الخلاف بإمامته وبعثوا الأسئلة التي وجهوها إلى أهل المشرق وتولى الإجابة عليها الإمامان الربيع بن حبيب وأبو غسان - رحمهما الله تعالى - فدوره الإصلاحي لا يخفى وقد تتلمذ على يديه الكثير من العلماء العظام من بينهم حملة العلم إلى عمان والبحث فيما يتعلق بدوره العلمي وما يتعلق باجتهاداته في حفظه ومحافظته على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيما يتعلق بالنظر الإصلاحي في قضايا الأمة الإسلامية، دور مهم يجب التفتيش عنه حتى تجد هذه الأمّة رصيدا واسعا فيما يتعلق بالقضايا الفكرية والإصلاحية والدينية."
صيانة المكتسبات الحضارية
كما ألقى د.محمود بن مبارك السليمي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي كلمة النادي، بين فيها أن فكرة المؤتمر جاءت "عملا بأهداف النادي الثقافي التي أنشئ من أجلها، وترجمة لتوجیهات صاحب السمو السید ذي یزن بن هیثم آل سعید وزیر الثقافة والریاضة والشباب المشرف العام على النادي الثقافي، وانطلاقا من الحرص البالغ على تاریخنا العماني والإسلامي الأصیل، والذب عن حرماته وتعریف الاجیال بالأدوار الریادیة لأسلافهم، یأتي اهتمام النادي الثقافي بدراسة أعلامه عبر الدراسات الأكادیمیة العلمیة المعمقة، تخلیدا لوجودهم، وصفحاته الملهمة، بما یعین على فهم حاضرنا والحفاظ على هویتنا بخصوصیتها العمانیة الاسلامیة الأصیلة، وصیانة للمكتسبات الحضاریة والإرث الوطني العماني، كما یأتي المؤتمر ترجمة للأدوار الناظمة لأهداف النادي بحسب مرسوم انشائه، حیث یأتي هذا المؤتمر ضمن احتفاء النادي بمرور أربعین عاما على انشائه، إثراء للحیاء الثقافیة والفكریة، ورغبة في التعریف بما أنجزه الأسلاف وإحیاء التراث الأصیل وأداء لواجب الوفاء لعلمائنا وأدبائنا وقادتنا تعریفا بعطائهم ومنجزهم، ونشرا لمعارفهم، واتخاذهم قدوات في مجال الإبداع والعمل."
واحتوى المؤتمر على معرض شمل مؤلفات الإمام الربيع من كتب ومخطوطات ورسائل، بالإضافة إلى أبرز الكتب والأبحاث التي عنيت بشخصية الإمام الربيع وآثاره العلمية بالتعاون مع وزارة التراث، وذاكرة عُمان، ومكتبة الإمام السالمي، والمكتبة البارونية بتونس، ومعهد عمي سعيد بالجزائر.
حياته وأوضاع عصره
بعدها بدأت أعمال الجلسة الافتتاحية الأولى التي أدارها د.أحمد بن يحيى الكندي والتي ناقشت حياة الإمام الربيع والأوضاع الفكرية والاجتماعية والسياسية في عصره، وقد شارك فيها د.سالم بن راشد بن سعيد البوصافي بورقة حملت عنوان "الخصائص التي شكلت شخصية الإمام الإبداعية" اعتمد فيها على المنهج الاستقرائي التحليلي التصنيفي لسيكولوجية الإبداع لشخصية الإمام الربيع بن حبيب، وهدف البحث إلى إظهار الخصائص النفسية(الانفعالية)؛ السمات الشخصية، والتوافق النفسي، والمفهوم الإيجابي للذات، والاستقرار النفسي، والاستقلالية الفكرية. كذلك إبراز الخصائص المعرفية (العقلية)؛ الذكاء المرتفع، والانتباه، والاهتمام، والدافعية لتلقي العلم، وقوة الذاكرة.
وقدمت د. خلود بنت حمدان الخاطرية، و د.الدكتور بدر بن هلال العلوي ورقة بحثية حملت عنوان "الحياة الاجتماعية والاقتصادية في عُمان خلال القرنين(1-2ه/7-8م) من خلال فتيا الإمام
الربيع الفراهيدي(ت:180هـ/796م)" تناولت المبحث الأول فيها التعريف بالإمام الربيع، وأهمية المسائل الفقهية(الفتاوى) المنقولة عنه في كتابة تاريخ عُمان الحضاري. في حين ركز المبحث الثاني على واقع الحياة الاجتماعية: مظاهرها، وسماتها من خلال فتيا الربيع الفراهيدي، في حين خُصص المبحث الأخير للوقوف على طبيعة الحياة الاقتصادية والمعاملات اليومية الحاصلة بين أفراد المجتمع.
واشترك د. راشد بن علي الحارثي مع الباحث داود بن سليمان البوصافي في ورقة حملت عنوان "التحديات الدعوية وجهود الإمام الربيع في مواجهتها" حاولا فيها تقديم مقاربة لمعرفة التحديات التي واجهت الإمام الربيع وجهوده في مواجهتها، وهدفت الدراسة إلى معرفة التحديات الدعوية التي واجهت الإمام الربيع بن حبيب، وإلى معرفة الجهود التي قام بها لمواجهة هذه التحديات، وذلك من خلال اتباع المنهج الاستقرائي التحليلي وذلك باستقراء التحديات من المصادر والمراجع التي تحدثت عن حقبة الإمام الربيع أو أشارت إليها وتحليل جهوده في التعامل مع هذه التحديات التي واجهته، وتناول البحث التعريف بالإمام الربيع بن حبيب، والتحديات الدعوية الداخلية والخارجية وجهود الإمام الربيع في مواجهتها، وخلص البحث إلى أن الإمام الربيع واجهته تحديات داخلية على صعيد المذهب وخارجه، ومن التحديات الداخلية التي واجهت الإمام الربيع ظهور نزعة التحرر عند بعض تلاميذ الإمام أبي عبيدة.
وفي دراسة أخرى حملت عنوان "بلاغات مسند الامام الربيع ومنهجية السالمي في التعامل معها في كتابه شرح الجامع" بالاشتراك بين أ.د زياد عواد ابوحماد، ود. أحمد بن يحيى الكندي أوضحا فيها أن البلاغ هو قول الراوي بلغني عن فلان والاصل فيها الانقطاع ما لم توصل، والمطلع على مسند الامام الربيع يجد عددا من البلاغات منها من الربيع نفسه ومنها ممن هم دونه في السند كابي عبيدة وجابر بن زيد، ومنها ما هو عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها عن الصحابي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه المنهجية في الرواية لم يتفرد بها الامام الربيع وشيوخه وإنما هي منهجية في الرواية وجدت في القرن الأول والثاني من عصر الرواية كما اشتهر بها الامام مالك وهو المعاصر للإمام الربيع، وفي شرح الامام السالمي للمسند تعامل معها بمنهجية علمية حيث بين الأصل فيها أولا من حيث أن هذه العبارة هي إشارة إلى أنّ هذا الخبر انتهى إليه رضي الله عنه من طريق أو طرق يثق بها ويعوّل عليها، لكنّه نسي من أخبره بذلك لكثرتهم أو لكثرة من لقي من الصّحابة فلم يمكنه التّعيين وبلاغه رضي الله عنه في حكم الاتصال، وثانيا جاء بالروايات والاسانيد التي تدلل على وصل هذه الأسانيد من جهة أخرى، وثبوت أصلها في كتب السنة الأخرى، وما لم يجد له طريقا آخر نبه على تفرد الامام الربيع فيه وان حكمه الصحة على الأصل.
إسهامه في حفظ السنة النبوية
أما الجلسة الثانية فقد تناولت محور " الإمام الربيع وإسهامه في حفظ السنة النبوية " وأدارها د. زياد أبو حماد وشارك فيها أ.د محمد عيسى إبراهيم الشريفين بورقة حملت عنوان "مقالة:"مسند الربيع بن حبيب الإباضي-دراسة نقدية"للشيخ سعد بن حميد..بين اطراد المنهجية، والخطاب الطائفي وإلزاماته" تناول فيها مناقشة مقالة الشيخ سعد بن حميد من خلال ثلاثة محاور: الأول: النسخ الخطية،بين الربيع ودواوين أهل السنة. أما المحور الثاني: رواية المبتدع. وسيكون المحور الثالث في التعديل والتجريح الطائفي وطيا التجهيل الطائفي، وأجابت الدراسة على التساؤلات الآتية: هل اتسمت مقالة الشيخ سعد بن حميد بالاطراد المنهجي؟ وهل استندت إلى معايير ذاتية أم معايير معرفية؟ وهل انطلقت من أرضية الطائفة أم المعرفة؟ وهل احتوت على الإلزامات الطائفية؟ ماذا لو طبقنا ذات المعايير على دواوين أهل السنة الحديثية؟.
وألقى د. لؤي محمد قبيصي علي الشريف ورقة حملت عنوان "الروض البديع في إسهامات الإمام الربيع في خدمة السنة الشريفة المطهرة".
وقدم د.فتحي نصر بوعجيلة ورقة بعنوان "مسند الربيع وموطأ مالك.. دراسة مقارنة ونقد" اتبع فيها المنهج الوصفيّ، والمقارن، الاستقرائيّ، وخلصت الدراسة إلى أن هناك مشتركا بين الأثريْن لما لكل منهما من الخصائص العقدية والفقهية والحضارية، وأن مسند الربيع لم يلق ما لقيه الموطأ من الاهتمام لاعتبارات منها المذهبيّ والجغرافيّ، وتميزَ الجدلُ الحائم حول المسْند بما لمْ يكن في الجدل حول الموطأ ، سندًا ومضمونًا.
وشارك الباحث حاتم بن رشيد بن حمد السيابي في هذا المؤتمر بورقة حملت عنوان "مرويات الإمام الربيع بن حبيب في مدونة أبي غانم الخراساني.. دراسة استقرائية حديثية" هدف فيها إلى التعرف على حياة الإمام الربيع بن حبيب، والوقوف على جهود الإمام الربيع في خدمة السنة النبوية، وبيان مرويات الإمام الربيع بن حبيب في مدونة أبي غانم الخراساني ووصلها في كتب الحديث، والإسهام في خدمة آثار وتراث الإمام الربيع بن حبيب، وإعداد دراسة مستقلة عن مرويات الإمام الربيع المرفوعة والموقوفة في مدونة أبي غانم الخراساني، واعتمد الباحث المنهج الاستقرائي والوصفي والتحليلي.
وهدف البحث الذي قدمه د. صلاح الدين طلب فرج، وحمل عنوان "اختيارات الإمام الربيع بن حبيب في كتاب النكاح من خلال المدونة.. الكبرى لأبي غانم الخرساني" هدف إلى التعريف بعلم من أعلام المذهب الإباضي وبيان اختياراته الفقهية في كتاب النكاح، واظهار منهجية الإمام الربيع بن حبيب في الاجتهاد في مسائل النكاح، وبيان الأصول المشتركة في الفتوى والاجتهاد من خلال مقارنة أراء الإمام الربيع بن حبيب في كتاب النكاح بالمذاهب الفقهية الأربعة وما عليه الفتوى في سلطنة عمان.
وفي الجلسة الثالثة التي أدارها د.محسن السالمي واستكملت المحور الثاني وهو "الإمام الربيع وإسهامه في حفظ السنة النبوية" شارك فيها د.صالح بن أحمد بن سيف البوسعيدي بورقة حملت عنوان"روايات الإمام الربيع بن حبيب مقارنة بالكتب الستة.. دراسة تحليلية مقارنة" تناول فيها تعريف مختصر بالكتب التي شملتها الدراسة وأسباب اختيارها، ودراسة تطبيقية على عدد من الأحاديث المتعلقة بالعقيدة والأخلاق، ودراسة تطبيقية على عدد من الأحاديث المتعلقة بالأحكام الفقهية.
وقدم أحمد حمو كروم ورقة بعنوان "منهج رواية السنة النبوية عند الإمام الربيع بن حبيب" تناول فيها تعريفات أساسية مثل كلمة المنهج والرواية والسنة النبوية، تعريف بالإمام الربيع والإمام أبي يعقوب الوارجلاني وآثارهما في الفكر والحديث، ومعالم المنهج الذي اختاره الربيع في الرواية.
كما قدم د. محـمد الصافـي ورقة بعنوان "إسهامات الإمام الربيع بن حبيب الفراهيدي في العناية بالسنة النبوية وحفظها من خلال مسنده (80هـ/175هـ) اتبع فيها المنهج التاريخي في التعريف بشخصية الإمام وشيوخه وتلامذته ورحلاته العلمية، وكذا في التعريف بمسنده، والمنهج الاستقرائي وذلك من خلال استقراء الكتاب لبيان منهجه في تأليفه، وطبيعة الأحاديث الواردة فيه، والمنهج الوصفي من خلال وصف القضايا ذات الصلة بالموضوع وربطها بالبحث، والمنهج التحليلي: انطلاقا من تحليل النصوص والمقارنة بينها والجمع بين الأدلة بصورة متكاملة، مع إبداء الرأي ونقد جوانب التقصير حسب ما يتبين للباحث من أدلة وبراهين، ووضع هذه العالم الجليل في موضعه المناسب وبيان ما بقي من تراثه.
تدوين السنة النبوية
في حين قدم الباحث محمد الهادي جابلي ورقة بعنوان "الإمام الربيع بن حبيب ودوره في تدوين السنة النبوية" اتباع فيها الباحث أكثر من منهج مثل المنهج الاستقرائي من خلال جمع المادة العلمية المتوفرة في الموضوع والرجوع إلى مختلف كتب الحديث الشريف عموما وإلى مؤلفات الإمام الربيع بن حبيب خصوصا في مجال تدوين وكتابة الحديث الشريف، والمنهج الوصفي من خلال وصف القضايا ذات الصلة بالموضوع وربطها بالبحث، مثل: مراحل تدوين السنة سلسلة الرواة التي اعتمد عليها الإمام الربيع بن حبيب في مسنده والشيوخ الذين استقى منهم وتأثر بمسلكهم، والمنهج التحليلي المقارن من خلال تحليل النصوص والمقارنة بينها والجمع بين الأدلة بصورة متكاملة.
وشارك د.ناصر بن سليمان بن سعيد السابعي بورقة بحثية حملت عنوان "تقويم موقف مدرسة المحدّثين من مسند الإمام الربيع بن حبيب في ضوء أصول المدرسة الإباضية" تناول فيها التعريف بالمسند وخصائصه ومكانته الحديثية، وأنواع الدراسات التي تحدثت عن مسند الإمام الربيع بن حبيب وانتماءاتها، ومعايير النقد المعتمدة في دراسات مدرسة المحدّثين، وطبيعة النقود الموجهة من مدرسة المحدّثين لمسند الإمام الربيع بن حبيب وأنواعها، والإشكالات المحتفة بمدرسة المحدثين حول مسند الإمام الربيع.
واستكملت الجلسة الرابعة المحور الثاني وأدارها د.محمد الشريفين، وشارك فيها د.مهدي عرار ببحث حمل عنوان "مسند الإمام الربيع بن حبيب: مسائل لفظية وحركات جسدية" واستوقفت الباحث ملحظان دلاليان، أولهما مسائل لغوية، وثانيهما حركات جسدية، أما المسائل اللغوية فمتعددة، والخيط الناظم لها، والجامع لمتفرِّقها، أنها دلالية؛ وذلك نحو شرح غريب الحديث في المسند، ورفع المشكل المعتاص، وتعيين دلالة الكلمة في سياقها الشريف.
وتناول البحث الذي قدمه الباحث فوزي بن يونس بن حديد وكان بعنوان "الربيع بن حبيب وأسرار عدم شهرته وقوة مسنده" تناول أسباب عدم شهرة الربيع بن حبيب في عصره رغم أنه راوٍ ثقةٌ وأمينٌ بشهادة الجميع الموافق والمخالف، كما قدم أسرار قوة مسنده التي حامت حوله شبهات للتقليل من قيمته، وهدف إلى إثبات أن الربيع بن حبيب شخصية حقيقية عاشت في القرنين الأول والثاني للهجرة النبوية، ودحض شبهات حول وجوده وأسباب عدم شهرته، وبيان ثقته في عصره.
عناية الباحثين بالمسند
وقدم د.أحمد محمد حسين جوده ورقة حملت عنوان "عناية الباحثين بمسند الإمام الربيع وشرحه في جانبي الرواية والدراية دراسة وصفية" قال فيها: "مما لاشك فيه أن تناول الباحثين لكتاب ما بكثير من البحوث حول مضامينه، لها دلالة واضحة على شهرة الكتب أهميته وقيمته العلمية، وقد حظي مسند الامام الربيع بالكثير من الجهود البحثية حوله، وحول شرح الإمام السالمي له، وحول تعليقات العلماء على الكتاب وشرحه."
وألقى د. خالد بن عايش النصيري الهاشمي ورقة بعنوان "الإمام الربيع بن حبيب وأثر مروياته في معالجة المشكلات الفكرية والسلوكية المعاصرة" استخدم فيها المنهجين الاستدلالي والاستقرائي من خلال جمع الأحاديث النبوية محل الدراسة ثم دراستها وتحليلها ثم نظم عقدها ليلمع بريقها بوضوح معانيها وتجلي أفكارها، وخلص البحث إلى الإمام الربيع بن حبيب رحمه الله تعالى ساهم في حفظ السنة النبوية من خلال ما حبره يراعه الملهم انتقاء لمكنون السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ومن خلال ما رواه عنه تلاميذه بسندهم عنه ومن خلال احتجاج بعض العلماء من غير المدرسة الإباضية بمروياته في قضايا إيمانية."
وقال د. أحمد وجيه عبيد في بحثه الذي حمل عنوان "الامام الربيع واسهامه في حفظ السنة النبوية": "يعدّ الإباضية السُّنَّة النبوية المطهرة المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، وقد حرص الإباضية على تتبّع الأحاديث النبوية من مظانّها، فشدوا الرحال وقطعوا المسافات الطوال لتحقيق ذلك، وعلى رأسهم الإمام جابر بن زيد، والإمام الربيع وغيرهما، وظهر اهتمام الأئمة الإباضية في تدوين الحديث من خلال كتبهم في الرواية، منها الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع."
فكره العقدي والفقهي والأصولي
وتناولت الجلسة الخامسة المحور الثالث : " الإمام الربيع وفكره العقدي والفقهي والأصولي " وأدارتها د.خلود الخاطرية وشارك فيها د. عمرو محمد غانم بورقة حملت عنوان :"عقود الغرر والربا في مسند الربيع وآثارها الاقتصادية" وألقى فيها الضوء على جانب من العقود المحرمة التي انتشرت في بلاد الإسلام بالرغم من النصوص الكثيرة التي نهت عن التعامل بها وحذرت من مغبة الوقوع فيها، بل وتوعدت أحيانا من يتعامل بها؛ لما للتعامل بهذه العقود من نتائج وخيمة على الاقتصاد الكلي أو الجزئي.
وشاركت د. فريدة بنت زايد بوتمجت بورقت حملت عنوان "معالم المذهب الإباضي من خلال منهج الإمام الربيع في عرض مسائل العقيدة المختلف فيها" خلص فيها إلى أن الإمام الربيع لم يكن مجرد عالم أو داعية أو راوي أحاديث ، بل كان له باع في علم الكلام وله منهجه الخاص في درء الأباطيل المتعلقة بالعقيدة والرد على خالف الحق وتنزيه الله عز وجل.
في حين ألقت الباحثة نجية القاسمية ورقة بعنوان "الفكر العقدي عند الإمام الربيع بن حبيب" استخدمت فيه المنهج التأريخي: من خلال معرفة المرحلة التأريخية التي عُرضت فيها تلك القضايا العقدية دون غيرها، وخلص البحث إلى أن الإمام الربيع بن حبيب من أوائل من تبلور على أيديهم الفكر العقدي الإباضي، وأن القضايا العقدية التي أٌثرت عن الإمام الربيع بن حبيب سبقت فيها المدرسة الإباضية غيرها من المدارس الإسلامية، وأن شخصية الإمام الربيع بن حبيب تتميز بمنهجية علمية رصينة في الطرح والنقاش.
وشارك الباحث سعيد بن ناصر الناعبي بورقت حملت عنوان "الإمام الربيع بن حبيب رحمه الله وفكره العقدي والفقهي والأصولي" قال فيها: "دعاني إلى البحث هو إظهار فكره العقدي الذي خصص له بابا مستقلا في مسنده، مع إسناد المسائل العقدية إلى الصحابة والتابعين، فهو بحاجة إلى إظهار هذا الفكر الصافي، لا سيما أن الإمام الربيع عاش في آخر القرن الأول الهجري وبدابة القرن الثاني الهجري، وتلك الفترة كانت نضج بعلماء التابعين وتابعيهم، وكذلك دراسة فكره الفقهي، واستخلاص آرائه، ومحاولة استنباط القواعد الأصولية والفقهية من خلال فتاويه وجهوده العلمية وأثاره الفقهية.
