طرق لا يؤذي النافذة - 1 -
- الشابُ الذي يبدو أنه في سن أبنائك يطالع في عينيك بين كل فينة وأخرى. ينتظر أن تبدأ أنت بالسلام عليه وإن لم تفعل سيمضي كأنه لا يعرفك أو أنه لم يرَك.
- تحاول أن تتجاوز السيارة التي تسير أمامك ببطء لأن السرعة المحددة تسمح بذلك لكنك تتفاجأ بأن يقوم سائقها بزيادة سرعته بحيث لا تتمكن من تجاوزه رغم أنه لا يعرفك ولا يعلم لِم أنت في عجلة من أمرك.
- ربما لأن سيارتك قديمة و"وارد" وهي بطبيعة الحال تُدلل عليك، يعطي سائق سيارة قديمة مماثلة الحق لنفسه فيُطلق مزمار سيارته عليك لتخرج من الشارع أو لتزيد من سرعتك ولا يجد أي حرج في أن يخرج يده من النافذة مُهددا أو يسبك أو يحاول استفزازك وإخراجك من هدؤك بأي صورة من الصور.
- لأن السيارة التي دخلت إلى الشارع بصورة خاطئة سيارة دفع رباعي فارهة تحمل رقمًا ثنائيًّا مميزًا يجدُ الصاحب ألف عذر وعذر لتصرّف سائقها الأرعن وإن عجز عن العثور على عذر منطقي سيقول "من حقه"!
- بعد سنتين تقريبًا من إخراجهم إلى التقاعد يُصر المُقَاعدون في جلساتهم الخاصة والعامة على إعادة نفس الأسطوانة القديمة: لماذا أخرجونا؟ ولماذا لا نعود؟ متناسين أنه زمنُ ولّى وعهد لن يرجع ويجب عليهم أن ينظروا إلى الأمام لا إلى الخلف.
- أول المتضررين من بقاء الرجل "عديم الاهتمامات" في المنزل بعد انقضاء فترة الخدمة هي زوجته والأبناء فهم وحدهم من عليهم تحمُّل انتقاداته التي بلا هدف ونرفزته ومواجهة جيوش الوساوس التي تداهمه بين الحين والآخر.
- تقرر الزوجة دفع زوجها متواضع التعليم لإكمال دراسته فتقترض من البنك لدفع الرسوم وبعد إنهائه الدراسة وتعديل وضعه الوظيفي يكافئ زوجته بالطلاق.
- يدخل الرجل الغني الذي يشهد له الجميع بالفساد والإفساد إلى "السبلة" لأداء واجب العزاء فيُهرع الكبير والصغير من أجل اقتياده إلى رأس المجلس وإن تمكنوا من منعه من مواصلة السلام على بقية الحاضرين بحجة "كثرة الناس" بينما يضيعُ الرجل الفقير المتعفف الذي دخل خلفه في أثناء حصول تلك الجلبة فلا يُعرفُ متى دخل المجلس وأين جلس.
- أربعة موظفين ذهبوا لأداء واجب العزاء في زوجة سعادة وكيل وزارتهم المحترم، وفي الطريق إلى العزاء صدر مرسوم تعيين وكيل آخر للوزارة فما كان من الموظفين الذين يعرفون الواجب والأصول إلا أن قفلوا راجعين إلى حيث أتوا فقد ذهب الوكيل وزمانه وجاء وكيل آخر جديد مكانه.
- أثار الشاب الوسيم وطريقة حديثه وملبسه إعجاب الفتاة على منصة "سناب شات" فقررت المُضي قُدُما في اتخاذ خطوة جادة بأن يكلل هذا التعارف بالزواج. بعد سنة وثلاثة أشهر كان صوت الفتاة يعلو في المحكمة مطالبة القاضي بحضانة الطفل حضانة أبدية لأن والده -كما جاء على لسانها- ليس مهيّأ بعدُ لتربية طفل وقبل ذلك بأن يكون والدا وزوجا صالحا.
