يوميات سورية 31

13 نوفمبر 2021
13 نوفمبر 2021

ـ 1 ـ

قبل عشرين عاما. كتبت في مفكرة مهملة: بي رغبة للتفرغ للكتابة، بعد انقطاع. وكان ذلك أشبه بالتعهد. ولكن ثمة جملة طائشة، لا أعرف من أية نافذة تسللت: " ما الذي نفعله جميعاً بهذه الكراهية التي تشبه في أيامنا، حفلة تنكرية كبيرة يرتدي فيها الجميع أقنعة مصاصي الدماء ؟"

"نحن بحاجة إلى الحب فقط لاغير. قليل من الخبز يكفي، لكن قليلاً من الحب هو الذي يجعل يومك الواحد حقلاً واسعاً من الوقت".

اسمع مني: لا تكتب كأنك تنزف... بل كما يرسم الفنان وجه حبيبته.

ـ 2 ـ

المجاز في اللغة العربية، أحد أدوات الخيال، وفي الطرق الوظيفية للكلام نجد ما يساعد على انحراف الدلالة، مثلا: "الصدق زلة... قدم ".

حين أهداني صديق ديوان شعر صادر حديثاً عنوانه : "البحر الأسود المتوسط "، قلت له: أنت بهذه اللعبة، لم تغير البحر الأبيض المتوسط... بل يعني أنك انتقلت من صانع سفن، أو بحار فينيقي، أو صائد لؤلؤ... إلى مجرد صائد كلمات.

فقال لي: أنت ترى أنك لا تدين المجاز، بل تخلق الطلسم.

ـ 3 ـ

نصيحة: لا تتصرف في المطارات كسوري قليل، مكسور، ومشبوه وحزين... ذلك لأنهم، عندئذٍ، سيشمون فيك رائحة لاجئ، فيفتشون عن خيمة ممزقة في قلبك.

ـ 4 ـ

نعم... أنا هو ذلك الشخص الذي تبحث عنه، لتسأله أسئلة كثيرة. وسوف يجيبك كل أنواع الأسئلة بهذه الجملة البسيطة: "في أزمنة البغضاء ومسارح الحروب... الحب لا يموت".

ـ 5 ـ

سأعلم نفسي حروف الهجاء من جديد.

أتردد يوميا على صفوف ذاكرتي، ورفوف

معرفتي.

أحكّ قدمي بالرمل الذي كونته دموع وأصداف الأساطير،

وأفتش عن خاتم ضاع في ازدحام الممالك على

شاطئ المتوسط، بين أطلال "أُوغاريت".

سأعلم نفسي:

الترحال لا الرحيل

والمغفرة لا الاستغفار

الخطى والخطايا والأخطاء

أقود عماي إلى بصيرتي،

وكل يوم أفتح، في الصباح، باب زقزقة الحياة.

وحين أنهي تعليمي العالي... سأبحث

من جديد عن كتبي الأولى..

ومرة أخرى أعود طفلاً

يتعلم ، من جديد،

أبجدية أولى.

ـ 6 ـ

من دفتر قديم:

1 ـ حين تنتهي الحرب... يخلد الشهداء إلى النوم.

ويخرج الجبناء من الأزقة، ويستلمون المنابر

ليحدثونا عن... بطولاتهم .

2 ـ عندما تسمع جملة "مناطق محررة" فإن ذلك يعني: محررة من سكانها الأصليين.