يوميات سورية ( 17 )

14 أغسطس 2021
14 أغسطس 2021

ـ 1 ـ

أمس قرأت عددا من شهادات السجناء المنشورة في مجلة "عالم الكتاب" بعنوان "كتّاب في السجن" وقد لفت انتباهي هذه الشهادة الموجزة التي قدمها الدكتور ثائر ديب (كاتب ومترجم وطبيب) تعليقا على التعذيب الهادف إلى كسر صمود السجين:

"مخجل هو الزمن الذي لا يزال يحتاج إلى صامدين أمام التعذيب بسبب الرأي".

أحد أصدقائي العراقيين، طوله متران وبضعة سنتمترات كان يقول: أرجو ألا يطلب مني أحد الصمود... ولكي أعترف بما ارتكبت وما لم أرتكب، يكفي أن أشم رائحة اللحم المبهّر المشوي في خبزة ساخنة... فمن السيخ الأول تكون قد انتهت اعترافاتي.

ـ 2 ـ

ستالين... زعيم الاتحاد السوفييتي، اتصل يوما برئيس جهاز الشرطة، وأخبره بفقد ساعة ثمينة في غرفة نومه.

بعد نصف ساعة وجدها الزعيم في الحمام، فعاود الاتصال برئيس جهاز الشرطة، وطلب إيقاف البحث بخصوص الساعة ففوجئ به يقول: اتصلت متأخرا سيدي. لقد اعتقلنا خمسة أشخاص مشتبه بهم، واعترف ثلاثة منهم بسرقة الساعة.

ـ 3 ـ

في التحضير لفيلم "الطريق" الذي كتبت قصته مع صديقي المخرج السينمائي عبد اللطيف عبد الحميد... حاولت في قراءاتي أن أمزج البصريات باللغة. فاستعنت ببعض ما قاله السينمائيون:

"هناك ثلاثة طرق لتنفيذ الأمور: طريقة خاطئة، وطريقة صحيحة، وطريقتي... أنا".

روبيرت دي نيرو

"دافعي لصنع الأفلام هو لمساعدة الناس على الحياة، وهم أحيانا في منتهى البؤس".

تاركوفسكي

"السينما هي الخدعة الأجمل في التاريخ".

جان لوك جودار

"السينما الجيدة هي التي تستطيع تصديقها"

عباس كورستامي

"الفنان الحقيقي هو ذئب سمع نداء الغابة لتوّه"

"الممثل الحقيقي يستغرب ثيابه العادية"

"إذا لم تخطئ في كتابة كلمة "نهر" فسيجري النهر في دفترك"

وفي باريس 80 مقهى تحمل اسم أم كلثوم.

ـ 4 ـ

عندما طلبت من ابنتي، عازفة العود، أن تعزف وتغني أغنية فيروز "أسامينا" كنت تحت تأثير الكلمات:

"أسامينا... شو تعبوا أهالينا تلاقوها. شو افتكروا فينا، الأسامي كلام. شو خص الكلام... عينينا هنّن أسامينا".

ـ 5 ـ

التعصب هو صانع حصري للمجازر.

المتعصب يقتل وهو يلتهم كبد الدجاج ويحتسي الزمن.

المتعصب لا يصبح وطنيا لأنه يستولي على جغرافيا الآخرين.

سئل قائد صربي (أيام حرب البوسنة في يوغوسلافيا السابقة) عن تجويع المسلمين، فقال: مشكلتهم أنهم لا يأكلون لحم الخنزير.

ـ 6 ـ

من دفتر قديم:

ابتعد عن المعلم سبعة أقدام، حتى لا تدوس ظلّه بالخطأ".