منوعات

السياحة الرافد المهم لزيادة الدخل القومي

20 أكتوبر 2022
20 أكتوبر 2022

يعد قطاع السياحة من القطاعات الواعدة والمهمة في أي بلد في العالم، وربما تتفاوت الإمكانيات من وطن إلى آخر وهذا أمر طبيعي، إلا أن للسياحة دور وأهمية كبرى في تنويع مصادر الدخل القومي، ولذا فإن الكثير من دول العالم جعلت هذا القطاع نصب أعينها وأولته جل عنايتها ورعايتها وسعت إلى بلورة الأفكار بحيث يمكنها الاستفادة من عائدات هذا القطاع وتوجيهها نحو تحقيق مزيد من النجاحات في المجال السياحي بمعنى أن هذا القطاع يخدم نفسه بنفسه.

وتعد سلطنة عمان من الدول التي تهتم كثيرا بهذا القطاع، لما تمتلكه من مقومات سياحية، فالطبيعة الجغرافية تعد إحدى المفردات السياحية المهمة، إضافة إلى البنية الأساسية التي شرعت سلطنة عمان في إنشائها وتطويرها من اجل أن تواكب اهتمامات وتطلعات الأفواج السياحية التي تشهد حضورا مميزا خاصة خلال موسم ظفار السياحي في كل عام.

كما أن هذا القطاع يواجه الكثير من التحديات ويحتاج إلى موازنة مالية كبيرة حتى يستطيع أن يؤدي دوره بكفاءة عالية، فحينما ننتقد أمرا معينا فأننا لسنا توجه هذا الانتقاد اللاذع لمجموعة من الناس وإنما نقصد به أحداث نقلة أخرى في طريق المنجزات والنجاحات، لا أحد منا يتمنى أن يسجل أو يعلق ملاحظاته بقصد الإساءة أو الانتقاص من الأدوار المهمة، ولكن قد يكون سببه الغيرة على الوطن، والرغبة في الحفاظ على منجزاته بصور أكثر تطورا ومواكبة للتطورات العالمية في هذا المجال، ولذا فان الاختلاف في الرؤى ليس هدفها إلا المساعدة في توجيه الأنظار إلى بعض النقاط المهمة التي يمكن أن تكون مؤثرة في عملية البناء والتشييد في هذا القطاع الحيوي الهام.

بدون أدنى شك، تعد السياحة في سلطنة عمان من القطاعات الوطنية الواعدة، ولذا ندرك بأنه يحتاج إلى أفكار مبتكرة متجددة، وجهود وعطاء متواصل رغم كل الصعاب التي يمكن أن يواجهها المعنيين في هذا القطاع في سعيهم المستمر نحو عمليات التطوير التي تسير وفق خطط استراتيجية مدروسة وخطوات متدرجة نحو الوصول الى مستويات متقدمة من الرضا والطموح.

لكن هناك أمور قد يجهلها البعض أو قد لا تبدو له الصورة واضحة المعالم، ربما حالة الحرص على الوصول إلى الأهداف هي من تجعله لا يلم بحيثيات الأمور بل تجعله ينظر من زاوية واحدة، ولا ينتبه إلى بقية الزوايا البعيدة، ولذا أعتقد بأن الكثير يشاطرني الرأي بأن الجهات المعنية في هذا القطاع لا يمكنها أن تصفق بيد واحدة، وإنما تحتاج إلى يد أخرى تمتد لتسمع رنين الأيادي التي تصفق عندما يتم افتتاح معلم سياحي أو ثقافي أو ترفيهي وغيره يضاف إلى منجزات الوطن.

اعتقد شخصيا بان المبادرات من الشركات الكبرى لم نحس بوجودها حتى الآن بالشكل الذي نطمح له أو يحتاجه الوطن، رغم أن بعض بلدان العالم استفادة من هذه المشاركة المجتمعية من تلك الشركات الكبرى وكان لها الأثر الكبير في عملية التطوير والتحديث والإنشاء، وهناك أمثلة عديدة في هذا الجانب وعلى سبيل المثال الشركات الكبرى في كوريا الجنوبية كان لها دور رائد في ازدهار ذلك البلد.

قطاع السياحة -كما قلنا- من القطاعات المهمة مهما اختلفنا في وجهات نظرنا بين ما هو متحقق وما هو في طور الإنجاز أو التخطيط، لذا لا بد لنا أن نتفق على أن هذا القطاع الحيوي يحتاج الى جهود جبارة سواء من دعم المؤسسات مع بعضها البعض أو من خلال المشاركة المجتمعية والتي تتجلى في الحفاظ على مكتسبات الوطن وعدم تعرض بعض المرافق الموجودة في ألاماكن السياحية الى التخريب والتلف.

من النقاط الأخرى التي وجب التنبه لها وهي (الطبيعة الجغرافية) فمهما تجلت جمالياتها وروعتها وسحرها المكاني، فلا يمكنها لوحدها أن تؤدي دورها، وإنما لا بد من توفير كافة الخدمات المهمة والضرورية، حتى يستطيع الزائر أو السائح من التمتع بالمكان والحصول على الخدمات التي يحتاج إليها أثناء زيارته لتلك الأماكن السياحية.