No Image
منوعات

التجميل..الرهان الذي يشغل عقول الناس..رغم المخاطر

20 أكتوبر 2022
20 أكتوبر 2022

اقرأ قبل أي شيء، وبتمعن هذه السطور التالية: «عمليات التجميل هي مثل أي عملية جراحية طبية قد تسبب بعض المخاطر المحتملة، والتي تتراوح من مخاطر عمليات التجميل البسيطة إلى مخاطر عمليات التجميل المعقدة، وقد يصل الأمر إلى الوفاة أو الإصابة بمضاعفات مستديمة».

هذه فقرة منتقاة من حديث أحد الأطباء الذين يشهد لهم بالمعرفة والشهرة في مجال العمليات التجميلية، وهي بلا شك تضع النقاط على الحروف، فليس كل العمليات التي نتوقعها ناجحة أو يمكن أن لا يكون لها أي أثر عكسي على حياة الناس.

إذن قبل أن تفكر في إجراء أي عملية ركز في كلمتي (الوفاة أو الإصابة)، وزن الأمور بنصابها الصحيح، ولا تحدث نفسك بالوسائل المتاحة والنتائج المبهرة، فمن المؤسف أن أخبرك أن ثمة عمليات فاشلة أدت إلى نتائج مؤسفة ومحزنة، وأحيانا «مفجعة» لدرجة أن البعض خسر الحياة بأكملها، وأتمنى من يحبه أن يبقى على هيئته الأولى سالما بدون أن يلحقه الضرر من ذلك الطموح المحفوف بالمخاطر.

الكل لديه علم ودراية تامة بحجم الانتشار واسع النطاق لعدد العيادات التجميلية في كافة أرجاء العالم، فهي تفتح ذراعيها على مدار اليوم، وتلبي رغبات كل الراغبين في الحصول على ما يريدون سواء من الحصول على " قوام ممشوق، أو وجه بملامح جديدة، أو التخلص من بعض الكيلو جرامات الزائدة، أو إحداث تغير جذري في بعض مناطق الجسم "، كل ذلك يتم في العلن ولكن بدون النظر إلى نقطة الأمان التي يمكن أن تكون النقطة الأكثر حساسية في هذا الموضوع.

بعض الناس لا يبدي أي اهتمام بالجانب الآخر لتلك العمليات بقدر ما يهتم بالنتيجة التي يتمناها، كل تركيزه ينص في كيفية إجراء العملية بأسرع وقت ممكن، وبأي ثمن وتحت أي وسيلة وبدون أي مسؤولية إجرائية على الأطراف التي تقوم بتلك العمليات ومدى خطورتها، وكأن البعض يقبل على هذه العمليات كجزء من الانتحار لأنه لا يفكر في العواقب التي يمكن أن تخلفها بعض العمليات والمشاهد التي نسمع عنها أو نراها تؤكد ما نقول حرفيا وتدق ناقوس الخطر كل يوم.

دعونا نأخذ "مشكلة السمنة المفرطة " كمثال على إحدى العمليات الرائدة في العالم، والتي أصحبت من أولويات المشاكل الأكثر قلقا بالنسبة إلى العائلات والأفراد، ويمكن أن نعتبرها من الأمور التي أصبحت تنغص على البعض حياتهم، وتشغل مجالات تفكيرهم اليومي على اعتبارها نهج أو نمط يتعايش معه الشخص في حياته اليومية، والتأثيرات التي تنتج عن هذه المشكلة كثيرة وخطيرة للغاية.

بعض الأسر تقلق من ظهور أعراض السمنة على أبنائها خصوصا في إعمار صغيرة، وتصبح هذه الظاهرة كحالة مرضية مستعصية ويصعب الخروج من دائرتها بسهولة خاصة أمام إحساس بعض الأبناء بالضعف أمام قائمة الطعام، والكميات المسموح بتناولها، ونوعية الغذاء، ومن ثم كيفية التخلص من مشكلة تراكم الدهون في الجسم.

من أبرز الممارسات التي تجعل ظهور هذه المشكلة بسهولة هو نظام التغذية الغير صحي وخاصة الاعتماد على الوجبات السريعة، إضافة إلى قلة النشاط البدني وربما هذين العاملين من أكثر العوامل سببا في ظهور السمنة على كثير من الناس سواء كانوا صغارا أو كبارا.

يلجأ البعض للتخلص من هذه المشكلة من خلال اتباع "رجيم قاسي " حتى يستطيع أن يخسر الكثير من الكيلو جرامات بسرعة كبيرة، وهذا الموضوع يشوبه الكثير من الخوف لظهور أعراض مرضية على الإنسان على المدى الطويل خاصة فيما يتعلق بالحرمان ونقص في بعض الفيتامينات، لأن عملية النزول السريع نتيجة الحرمان من التغذية يمكن أن تضر بالجهاز المناعي وغيرها من أجهزة الجسم.

البعض الأخر من الناس يلجأ إلى عمليات شفط الدهون أو عمليات التكميم أو القص للمعدة، أو تحويل مجرى الأكل وغيرها من التقنيات الحديثة التي راح ضحيتها عدد من الناس، فنجاح العملية أو فشلها هو وارد،لكن بالمقابل هناك أشخاص استطاعوا أن يحصلوا على جسم رشيق، ولكن لا يمكننا أن نقول عنه بأنه جسم مثالي أو صحي.

الأطباء والمختصون يرون الحلول تكمن في ممارسة الرياضة، وتقليل من كميات الغذاء التي يمكن أن يؤتي ثمارها بنجاح، بمعنى أن الشخص يكون لديه اتزان في التعاطي مع هذه المشكلة بدون النظر إلى عامل الوقت والاستعجال في الحصول على نتائج التي يمكن أن تكون عكسية وكارثية في بعض الأوقات.

أيضا اتباع نظام غذائي صحي، والبعد عن الدهون والزيوت المهدرجة وغيرها من العادات الغذائية الضارة، ويبقى موضوع العملية في نطاق ضيق ومحدود، رغم التقدم العلمي والتقني في هذا المجال إلا أن هناك نسبة من الخطر لا تزال قائمة في هذه العمليات.