منوعات

أول عرض جماهيري لفيلم "أصابع: فيلم شخصي" لعبدالله حبيب في عُمان

19 أكتوبر 2022
19 أكتوبر 2022

احتضن بيت الزبير أول عرض جماهيري في عمان لفيلم : أصابع (فيلم شخصي) للكاتب والسينمائي عبدالله حبيب، وتضمت الفعالية جلسة حوارية مع مخرج الفيلم أدارته الكاتبة والإعلامية أمل السعيدية، وورقة بعنوان "الآليات في فيلم أصابع –فيلم شخصي- لعبدالله حبيب قراءة تحليلية" قدمها المترجم ثابت خميس النعماني.

وحلل النعماني في ورقته توظيف الآليات الخاصة بالوسيط في صناعة الفيلم بصفته وسيلة اعتراف للمخرج وسلط الضوء على الزوايا الأسلوبية والغوص في عمق الدلالات محللا القابل للتأويل منها ومحددا مرجعيات الآليات في الفيلم ودارسا تأثيراتها الجمالي بأسلوب تحليلي ومستكشفا المعالم الفنية والجمالية، باستخدام نظرية الآليات للفيلسوف الأمريكي ستانلي كافل والتي تعتمد على الانطلاق من عناصر الإطار كما هو ومن ثم محاولة فهم علاقتها بالواقع الخاص بالإطار ومن ثم واقعنا الشخصي.

وفي حديثه عن افتتاحية الفيلم أشار النعماني أنها افتتاحية تخبرنا بأن عبدالله حبيب كاتب ومترجم ومخرج الفيلم –والممثل فيه- مما يهيء المشاهد ليكون على موعد مع عمل صانعه ملم بجوانب كثيرة، ولفت إلى أن هذا الأمر يمنح الامتياز بخرج العمل كما أريد له إلا أنه قد يجعل الفيلم منكفئا على ذاته.

وتناول النعماني الممتلكات في مواقع التصوير والتي أشار أن أغلبها كان عائدا لعبدلله حبيب وهي تعكس الأشياء البسيطة وكنايتها عن الذكريات وحملها وزر الحنين.

وفيما يخص شعرية النص نصية المشاهد يحيلنا النعماني إلى علاقة عبدالله حبيب الوطيدة بالبحر والتي تمظهرت في الفيلم من خلال العديد من الصور ومقاطع الفيديو، والتي أخذ منها الفيلم طبيعة المد والجزر، يقول النعماني: "يعود حبيب في الفيلم بصور وأشكال مختلفة، فتارة نسمعه وتارة نراه وتارة يحكى لنا عنه أو نشاهد اسمه مكتوبا وتارة تغني عنه فيروز".

في حديثه عن أحد المشاهد التي جاءت بطابع تأبيني للشعر قال النعماني : "تمثل ثيمة الشعر في فيلم أصابع أحد الأعمدة الأساسية وقد ألقيت بصوت حاكي أنثوي أشعار من مجنون ليلى والسياب وكافافي وحبيب نفسع وآخرين.

وخلص النعماني بعد أن عد فيلم "أصابع" مثالا صعبا للتحليل، لسيادة الجانب الشخصي إلى أن حضور الجاني الشخصي في هذا الفيلم ظلال عديدة، ظاهرها يعود لاستقاء صانع الفيلم تفاصيلا وموادا من حياته وذاكرته، ولكنه في نفس الوقت قادر على أن يصنع ويعبر عن تجربة جماعية باستخدام الآليات المناسبة، وأشار إلى أ، الدلالات في هذا الفيلم تدعو لمشاركة الشغف والشعور بالألم والخيبة. وانتهى بقوله: "رغم أ، الفيلم لا يخلو من بعض جوان بالضعف إلا أنه يتجنب في المقابل فخاخا كثيرة.

وفي سؤال مديرة الجلسة الكاتبة والإعلامية أمل السعيدية لعبدالله حبيب إن كان يعتبر فيلمه هذا سيرة ذاتية بالمطلق ، وإن كان يؤمن أنه خال من التخييل؟ فأجاب: "بالمطلق؟ لا أعتقد" مشيرا إلى ما قاله بول أوستر كل ما تستدعيه من أمر الذاكر ليس إلا خيالا". وأضاف: "إذا لم يمس الفيلم شيئا في أي واحد منكم، فأنا أعتذر".

وفي الحديث عن اليد والتقنية اللمسية، أشار أن الأصابع أن تكون البطل، مشيرا إلى أن هذا الفيلم لا يمكن أن يكون طويلا.

وعن الإشارة إلى (فيلم شخصي) وما إذا كانت خوفا من تلقي العمل على أنه فيلم؟ يؤكد عبدالله حبيب أنه كل الأسباب إلا أن يكون تخوفا من ردة الفعل، وقال: "ربما ليس فيلما بل قصيدة".

وعن ظهور عبدالله حبيب في الفيلم نصف عار ودوافع ذلك، سألت أمل. قال عبدالله حبيب: "أعتقد أنني عار دائما، عري الشاعر أمام النار والعالم ووحشيته".