مبادرات اجتماعية ونفسية لمركز السلطان قابوس لبحوث السرطان
أكد مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان أن تحسين جودة الحياة يعد هدفا أساسيا في علاج المرضى ورعايتهم، إذ يمثل تشخيص السرطان تحديات جمة، لا تؤثر في الصحة البدنية فحسب، بل تؤثر أيضا على الصحة العاطفية والاجتماعية والروحية، وأصبحت جودة الحياة محورا رئيسا في رعاية مرضى السرطان، بهدف مساعدة المرضى على العيش بشكل جيد إلى جانب العلاج والتعافي.
ومن أبرز مبادرات المركز الاجتماعية والنفسية من أجل تحسين جودة حياة المرضى، برنامج العناية بالجمال (توهج)، وبرنامج النقل، وبرنامج تحقيق أمنية، وبرنامج الفروسية، وبرنامج مجموعات الدعم العلاجية، بالإضافة إلى برنامج الحياة بعد السرطان، وبرنامج نور التعليمي، وبرنامج الإسكان (سكن)، وبرنامج أنت تستطيع (تمكين)، وبرنامج الدعم بعد الفقد.
ويعمل المركز مع فرق الأورام السريرية والجراحية والإشعاعية لتحسين جودة الحياة لمرضى السرطان وأحبائهم، ولا تركز برامج الرعاية المتكاملة على البقاء على قيد الحياة فحسب، بل على رفاهية المرضى، من خلال تقديم الرعاية التلطيفية التي تركز على تخفيف معاناة وتحسين جودة الحياة لمرضى السرطان في المراحل المتقدمة، والبرامج النفسية الاجتماعية التي تقوم بتوفير دعم الأقران والتوجيه العاطفي وتبادل المعلومات لكل من المرضى، بالإضافة إلى أنها تعالج تحديات الصحة العقلية المرتبطة بالسرطان، بما في ذلك القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، ويقوم المركز أيضًا على تقديم الموارد لمساعدة الأفراد على التغلب على العبء المالي المتعلق بمرض السرطان وعلاجه، بجانب برامج إعادة التأهيل التي تعمل على مساعدة المرضى على استعادة قوتهم الجسدية والعاطفية بعد العلاج، وتعزيز الاستقلال الوظيفي، وتوفير العلاجات التكميلية والتكاملية التي تختص بدمج الممارسات مثل توفير خدمات العناية بالقدم أو الوخز بالإبر، والعلاج بالتدليك لإدارة الأعراض وتحسين الصحة العامة.
ويتطلب تحسين جودة الحياة لمرضى السرطان وأسرهم جهدا تعاونيا وخلق تجربة إيجابية ومرضية للمتضررين من السرطان من أجل السعي للحصول على مستقبل يُمكّن فيه الأفراد المصابون بالسرطان أن يزدهروا، وليس مجرد أن يبقوا على قيد الحياة.
وأشار المركز إلى أن جودة الحياة تتجاوز مجرد البقاء على قيد الحياة. على قيد الحياة، إذ تشمل القدرة على إدارة الأعراض الجسدية بفعالية، والتعامل مع الاضطرابات العاطفية والقلق، والحفاظ على علاقات صحية وروابط اجتماعية، والبحث عن المعنى والهدف في الحياة. كما يعمل المركز على أن يتجاوز المريض مرحلة البقاء على قيد الحياة إلى الازدهار وقضاء أوقات بين أحبائه بكل سعادة، من خلال تعزيز جودة الحياة ونهج متعدد الأوجه. وتؤدي العديد من الاستراتيجيات الرئيسة دورا حيويا في دعم جودة الحياة كالرعاية التي تركز على المريض ويُقصد بها تصميم خطط العلاج بما يتناسب مع الاحتياجات والتفضيلات الفردية، وتعزيز اتخاذ القرارات المشتركة، واحترام استقلالية المريض، والإدارة الفعالة للأعراض وتعني معالجة الأعراض الجسدية والعاطفية من خلال الأدوية والعلاج والرعاية الداعمة، بالإضافة إلى الدعم النفسي ويتمثل في تقديم الاستشارات الفردية أو الجماعية لمعالجة القلق والاكتئاب وتحديات الصحة العقلية الأخرى، والدعم الاجتماعي القوي الذي يهدف إلى ربط المرضى وعائلاتهم من خلال مجموعات الدعم وتعزيز الشعور بالانتماء والتفاهم المشترك، والدعم الروحي ويتمثل في تقديم الموارد والفرص للاستكشاف والممارسة الروحية، والمساعدة على إيجاد المعنى والغرض، والوصول العادل إلى الخدمات التي تهدف إلى ضمان حصول الجميع على رعاية جيدة، بما في ذلك الاختبارات التشخيصية وخيارات العلاج وخدمات إعادة التأهيل.