facebook twitter instagram youtube whatsapp


No Image
ثقافة

"ولد أبوه".. تجسيد لواقع التفكك الأسري وصناعة العقدة النفسية !

18 مارس 2023
ضمن التصفيات النهائية للمسابقة المسرحية في "إبداعات ثقافية"

"عمان": قدم نادي صلالة الرياضي، بالاشتراك مع فرقة أوفير المسرحية، العرض المسرحي "ولد أبوه"، وذلك ضمن التصفيات النهائية للمسابقة المسرحية بمسابقة "إبداعات ثقافية".

وعلى خشبة مسرح الجمعية العمانية للسينما والمسرح سردت المسرحية قصة التفكك الأسري ومعاناة المجتمع من هذه المشكلة التي لا تخلِّف إلى عقدا نفسية في نفوس الأبناء، فهذا الأب "برغش" الذي اضطر إلى تطليق زوجته وهي حامل، يُزَفُّ بخبر ولادة طليقته، لينتشي فرحًا، وما زاده فرحًا أنه رُزِقَ بولد، يحمل اسمه ويكون له سندا عندما يكبر، يحاول جاهدا "برغش" أن يحظى بحضانة ولده، فهو أبوه والأحق في ذلك، إلا أن أمه ترفض ذلك بشدة، فهي الأحق لأنه طفل، وهي الأحق لأنها أمه التي حملت به طيلة 9 أشهر وتجرعت ألم الولادة، وهي الأحق بأن تختار له اسما كما تحب، فيحدث الخلاف بين الأم والأب، وينشأ الطفل الذي لم يستقر له اسم حتى كبر نشأة متزعزعة، خلافات، وشجار، وصراخ، وغضب، وصراع ينخر رأسه حتى في حالة السكون لا تزال تكل الأصوات تتردد في عقله، وبين صابر وسالم يناديه كل واحد من والديه باسم يحبه، وبين حب الوالدين الأعمى له يعيش متمنيًا الموت ليرتاح من ألم الدنيا.

فلا الأب يتنازل عنه لأمه، والأم تتنازل، يعكس العمل كيف أن العناد يؤدي إلى التهلكة، فها هي الأم التي ترفض العدوة إلى زوجها، ولا تقبل بأن ترجع الأمور إلى مجاريها، ولا قسوة الأب تسمح له بأن يعامل ابنه بحنية، فيريده رجلا خشنا متناسيا ما فيه من ألم نشأ وكبر عليه، كلٌ متمسكٌ برأيه وعناده دون اكتراث لمشاعر الطفل، أو التضحية من أجله.

يكبر الطفل وفي عينيه أمل بالموت، يرى في خلاصه راحة، وفي خروج روحه استراحة، لينال بعد سنين من التعب والعقد بُغيته مستسلما للإعصار الذي ضرب القرية، وكأنها استجابة من السماء تحققت بعد طول انتظار.

يقول مؤلف ومخرج المسرحية المعتمد اليافعي عن العمل عبر لقاء متناقل: "العمل المسرحي (ولد أبوه) هو عمل شعبي، تدور احداثه في بيئة تقليدية وعصر قديم، إلا أن أحداثه قد تتشابه مع واقع اليوم، إذ تدور حول القيمة الانسانية السامية، وتتجلى في العمل فروقات وتناقضات كثيرة، بين من يتمسك بالحياة وبين من يريد الرحيل، بين من يحب وبين من يكره، وبين الشوق والنكران، والكثير من التناقضات في العمل، والكثير من المشاعر المتضاربة ما يصنع تحديًا بين شخوص العمل، وكلٌ يصر على رأيه ويتنصر له حتى على حساب فقد فلذات الكبد، ليس نكرنا، إنما من سوء التصرف".

العمل رغم سوداية الفكرة العامة فيه إلا أنه لم يخلُ من المشاهد الكوميدية التي تكسر حاجز الألم، وأضفت على العمل نوعا من الطرافة للتخفيف من جمود النص ومباشرته.

تضمن العمل شخوصا متعددة، حكيم القرية الشيخ صاحب السلطة التي لم يستغلها بشكلها الصحيح ليحل من مشكلة الأبوين، أنما كان ميالًا لزوجة برغش ويريدها عروسا له، وشخصية "المهبولة" تلك المرأة المجنونة التي أضافت على العمل نوعا من الكوميديا ومررت بطريقة غير مباشرة بعض الحكم، وكذلك وجود عدة شخصيات من أهل القرية الذين ساهموا بتشكيل مشهد الحياة الاجتماعية في العمل.

العمل من بطولة محمد العجمي بدور برغش، وعبدالله الشنفري بدور الشيخ، حمدة الفزاري بدور الأم، ومصعب اليافعي بدور الابن، ومشعل بيت سليم بدور خال الابن، وبسمة الوهيبي بدور "بهلولة".

كما شارك في العمل مجموعة من ممثلين، منهم أسامة السيم، إبراهيم بوشحام، الناخبي المهري، ريهام الحارثية، رزان ضحي، وئام الغافرية، وأميمة المشيفرية.

وتولى تصميم الديكور والأزياء، والمكياج والموسيقى التصويرية عمر اليافعي، أما الاضاءة فكانت بمعية عبدالرحمن المسكري.

هذا وتتواصل التصفيات النهائية للمسابقة المسرحية ضمن مسابقة إبداعات ثقافية، فقد عرض نادي بهلا يوم أمس عرضه المسرحي "الحلبة"، ويقدم نادي مصيرة اليوم عرضه المسرحي "كوتار" ليكون مسك ختام العروض التي تأهلت جميعها على مستوى محافظات السلطنة ليعلن تتويج أحد الأندية بالفوز بأفضل عرض متكامل على مستوى أندية السلطنة خلال الأيام القادمة، إضافة إلى إعلان العديد من جوائز المسابقة الاخرى.

أعمدة
No Image
في الشباك :غياب الأنشطة الرمضانية 
تمثل الأندية محورا مهما في احتضان الشباب لممارسة هواياتهم وميولهم في مختلف الأنشطة سواء كانت رياضية أو ثقافية أو اجتماعية لأن الهدف الأسمى من إشهار هذه الأندية خدمة المجتمع، وأدّت الأندية دورا مهما وأساسيا في تنمية قدرات الشباب الإبداعية في مختلف الأنشطة الثقافية والرياضية وبرزت أسماء كانت لها مساهمات فاعلة...