ثقافة

مكتبة «وقف الحمراء العامة» تنتزع الصدارة في مسابقة الإجادة للمكتبات والمراكز الثقافية الأهلية لعام 2022

08 نوفمبر 2022
ملتقى المكتبات يسدل الستار بعد يومين من العطاء الفكري
08 نوفمبر 2022

حمد العزري: فكرة المسابقة تمحورت حول وضع خطة مبتكرة لجذب المجتمع للمكتبات

منى السيابية: لدينا مكتبات نموذجية نفاخر بها من عقول تديرها ومرافق تستوعب كافة الأنشطة

د. محمد الغساني: ليكن شعارنا تأسيس مكتبة فـي كل حارة ولنفسح المجال للقطاع الخاص للقيام بذلك

حققت «مكتبة وقف الحمراء العامة» المركز الأول في مسابقة الإجادة للمكتبات والمراكز الثقافية الأهلية لعام 2022 التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب بشكل سنوي، فيما ذهب المركز الثاني لـ «مكتبة الأطفال العامة» بمسقط، أما المركز الثالث فكان من نصيب «مكتبة الشيخ محسن بن زهران العبري العامة» بولاية الحمراء، وحلَّ «مركز بدية الثقافي الأهلي» بولاية بدية بالمركز الرابع.

وجاء إعلان نتائج المسابقة في حفل ختام ملتقى المكتبات والمراكز الثقافية الأهلية، الذي أقيم مساء أمس في مركز ذاكرة عمان الثقافي الأهلي بولاية السيب برعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط.

الجميع فائز

وشمل حفل الختام كلمةً للجنة التحكيم، ألقاها عضو لجنة التحكيم حمد بن محمد العزري، وقال فيها: «انطلاقا من مسؤولية وزارة الثقافة والرياضة والشباب في دعم هذه المكتبات والمراكز الثقافية وفقا لرؤيتها الاستراتيجية الثقافية، وإدراكًا لأهميتها كمؤسسات ثقافية مجتمعية تحفز الإبداع والابتكار والتطوير، فقد أطلقت الوزارة النسخة الثانية من مسابقة الإجادة للمكتبات والمراكز الثقافية الأهلية، والتي خصصت هذا العام بعنوان «نحو مكتبات ومراكز ثقافية أهلية مبتكرة»، والتي تمحورت فكرتها هذا العام حول وضع خطة مبتكرة لتنفيذ عدد من الفعاليات والمبادرات التي تسهم في تفعيل دور هذه المؤسسات الثقافية من خلال جذب المجتمع لها وتشجيعهم على ارتيادها والاعتماد عليها كمصدر رئيسي للمعلومات، وإتاحة مرافقها للمجتمع لتنشيط الحراك الثقافي من خلالها، حيث تم الإعلان عن المسابقة منذ تاريخ 14 يونيو من العام الحالي، وتم فتح مجال استقبال المشاركات حتى تاريخ 10 أكتوبر الماضي، وبناء على المشاركات الواردة، فقد وردتنا نماذج مشرفة وخطط رائعة تم تنفيذها بمنهجية عالية، ولذلك فإن المسؤولية كانت كبيرة جدا، وإننا نؤكد كلجنة تحكيم أن جميع المشاركات في المسابقة فائزة، إلا أنه لا بد من تحديد أربعة فائزين في هذا المسابقة وفقا لما اعتمدته الوزارة، وبناء على المعايير والضوابط المخصصة لشروط المسابقة وأهدافها، والاستمارة المخصصة لذلك، فقد تم تحديد المكتبات الفائزة».

وتابع: «في نهاية حفلنا البهيج لملتقى المكتبات والمراكز الثقافية، لنحتفي به معا بتتويج وتكريم المكتبات والمراكز الثقافية الفائزة بمسابقة الإجادة للمكتبات والمراكز الثقافية الأهلية في نسختها الثانية، ومن هنا -نبارك لكل المكتبات والمراكز الثقافية الأهلية التي حصلت على المراكز المتقدمة في هذه المسابقة، متمنين لها الاستمرار في وضع الخطط والبرامج لتقديم أفصل ما يمكن تقديمه، ومواصلة العمل والإنجاز للوصول إلى الأهداف المرجوة من إنشائها، كما نشجع جميع هذه المؤسسات الثقافية على مواصلة العطاء في هذا الجانب، كما أدعو وزارة الثقافة والرياضة والشباب على مواصلة تنفيذ مثل هذه الملتقيات والمسابقات لما لها من جوانب إيجابية كبيرة».

مكتبات نموذجية

فيما قالت منى بنت هلال السيابية مديرة دائرة المكتبات والمراكز الثقافية في كلمة وزارة الثقافة والرياضة والشباب: «لا شك أن للمكتبات والمراكز الثقافية في مجتمعنا العُماني دورا كبيرا ومهما في حياة المجتمع، وأن وجود مثل هذه المؤسسات في كل ولاية من ولايات سلطنة عُمان لهو أمر بالغ الأهمية، ويتطلب جهدا وعملا دؤوبا ومتواصلا، وقد أصبحت لدينا مكتبات نموذجية نفاخر بها بما تمتلكه من عقول تديرها في بداية الأمر، ومرافق قادرة على استيعاب كافة أنشطته وبرامجه بعد ذلك، ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر مركز ذاكرة عمان الثقافي الأهلي الذي يحتضن حفلنا هذا- حفل تكريم المكتبات الفائزة بمسابقة الإجادة للمكتبات والمراكز الثقافية الأهلية، وكذلك حفل ختام فعاليات ملتقى المكتبات والمراكز الثقافية الأهلية التي استمرت يومين، تناول خلالها الملتقى العديد المحاور المهمة التي بلا شك ستحقق تطلعات ورؤى القائمين عليها للاسترشاد بها في تحقيق هذه الرؤية العظيمة التي نتطلع كلنا لتحقيقها في جميع مجالات الحياة.. لخدمة أجيال عُمان المستقبل».

وتابعت: «لكل بداية نهاية، وها نحن هذا المساء نسدل الستار على ختام فعاليات ملتقى المكتبات والمراكز الثقافية الأهلية الذي حمل عنوان (دور المكتبات في تحقيق رؤية عُمان 2040)، واسمحوا لي أن أعبّر لكم نيابة عن جميع المسؤولين بوزارة الثقافة والرياضة والشباب عن شكرنا العميق، وتقديرنا البالغ لكم جميعا على مشاركتكم وتفاعلكم طيلة أيام الملتقى، والذي كان له الدور الكبير في نجاحه وتحقيق الغايات من تنفيذه».

مكتبة في كل حارة

من جانبه ألقى الدكتور محمد بن حسن الغساني من مكتبة دار الكتاب العامة كلمة نيابة عن المشاركين من مكتبات ومراكز ثقافية، قال فيها: «إن تنفيذ كلٍ من ملتقى المكتبات والمراكز الثقافية الأهلية، ومسابقة الإجادة للمكتبات والمراكز الثقافية الأهلية التي تقام بشكل سنوي، هو حافز وداعم لعمل هذه المؤسسات للقيام بأدوارها وخدمة مجتمعها بما يحقق تطلعات أجيال المستقبل ويتواكب مع أفكارهم وتطلعاتهم بما يتوافق مع رؤية عمان المستقبلية، إن القراءة هي البوابة الأولى للدخول إلى مدائن العلم والمعرفة والسبيل إلى التقدم والرقي في كافة مجالات الحياة، وإن الشعوب الحية والمتحضرة هي التي تراهن على العلم وتحرص على امتلاك أدواته كالقراءة والكتابة والتوثيق وإنشاء المكتبات ودعمها، فليكن شعارنا تأسيس مكتبة في كل حارة وقرية ومدينة ولنفسح المجال للقطاع الخاص للقيام بذلك، وتسميتها بأسماء علماء عُمان ومدنها وبأسماء مؤسسيها للتحفيز والتشجيع وخلق قدوات في المجتمع، فالمكتبات هي بمثابة القلاع الفكرية الضرورية في قلب أي مجتمع مثقف ووجودها مؤثر على وعيه وتحضره، فمتى رأينا ازدحاما وارتيادا لهذه المكتبات، فاعلم بأن ذلك مؤشر على درجة منسوب الثقافة والعلم لهذه المجتمعات».

ومما قاله في كلمته: «من المؤسف أن نرى المكتبات هذه الأيام وقد ضعف مرتاديها وذلك لأسباب كثيرة، ومنها منافسة التقنيات الحديثة لها وتوافر مصادر المعلومات عبر محركات البحث الرئيسية، ولهذا نرى إن الوزارة أوجدت هذه المسابقة «مسابقة الإجادة للمكتبات والمراكز الثقافية الأهلية لعام 2022م» وبشعارها «نحو مكتبات ومراكز أهلية مبتكرة» سيسهم في خلق جذب القراء بطرق جديدة مبتكرة للنهل من المصادر والمراجع التي تتوافر في المكتبات العامة المسجلة، ويتطلب منا جهدا كبيرا في عملية الجذب وابتكار وسائل لاستقطاب المجتمع بكل فئاته من خلال الخدمات التي تقدمها المكتبات».

أوراق العمل

وقد شهد ملتقى المكتبات والمراكز الثقافية الأهلية في الفترة الصباحية أمس تقديم العديد من أوراق العمل، منها ورقة بعنوان «المكتبات العامة ودورها في تعزيز ثقافة المواطنة الرقمية، مكتبة الأطفال العامة نموذجًا» قدمتها سالمة بنت سليمان الريامية، أما الدكتور جمال بن مطر السالمي فقد قدم ورقة عمل بعنوان «دور المكتبات الأكاديمية في تحقيق رؤية عمان 2040»، إلى جانب ورقة بعنوان «دور الاتحادات المهنية في تعزيز مساهمة المكتبات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030» قدمها الدكتور خلفان بن زهران الحجي، وورقة بعنوان «دور المكتبات التجارية والخاصة في تحقيق رؤية عمان 2040» قدمتها بدرية بنت محمد العامرية.