No Image
ثقافة

"حيزيا".. من السيرة الشعبيّة إلى السرديّة الروائيّة

20 نوفمبر 2023
20 نوفمبر 2023

الجزائر "العُمانية": يعود الروائيُّ الجزائريُّ واسيني الأعرج في عمله السردي "حيزيا" (322 صفحة)، الذي صدرت طبعته الثانية عن دار خيال بالجزائر، إلى واحدة من أبرز القصص الشعبية المعروفة في منطقة بوسعادة (جنوب الجزائر)، وهي قصّة "حيزيا"، التي اشتهرت وتواتر ذكرُها، بعد أن خلّدها الشاعر محمد بن قيطون (1843/1907)، في واحدة من أشهر قصائده الشعبية الجزائرية. تبدأ رواية "حيزيا" بشاب اسمه "خالد" تعود أصوله إلى منطقة "سيدي خالد" في بسكرة (جنوب الجزائر)، ويسكن مع والده تاجر التُّمور، في وهران (غرب الجزائر)؛ حيث يشرع هذا الشاب في رحلة بحث عميقة في فصول قصّة ملحميّة، وهي "حيزيا"، ويشدُّ الرحال إلى "سيدي خالد"، ليتعرّف على شاب اسمه "مسعود"، وهو قريب امرأة عجوز لها مكانة كبيرة في سيدي خالد، تلقّب بـ "لالة ميرة"، ليدلُّه مسعود على منبع لغز قصّة "حيزيا"، ويقصد خالد لالة ميرة من أجل معرفة أسرار القصّة الملحمية المدفونة لسنوات في قبر أسرار القبيلة، وظنّ أنّ ما يبحث عنه سهل المنال، ولم يكن يتصوّر أنّ لالة ميرة لن تبوح بسرّ "حيزيا" إلا للشخص الذي كانت تبحث عنه، بعد أن ينجح في اختبار تُجريه له. ومن أبرز الشخصيات، التي اعتمد عليها واسيني الأعرج، في تأثيث هذا العمل الروائيّ "حيزيا" هي: خالد، وابن قيطون، والسعيد، ولالة ميرة، وأحمد بلباي، وعيشة، والقايمة، والجازية، ومسعود، وربيحة حنا، وحليمة، وسراب، وأطلس (كلب)، وكاميليا (سحلية صحراوية). وقسّم الكاتبُ روايته إلى قسمين؛ قسمٌ تناول فيه بأسلوب غير مباشر مغامرات خالد وسعيه نحو الحقيقة، أمّا القسم الثاني، فينطلق فيه واسيني في سرد قصّة "حيزيا"، من خلال رواية لالة ميرة لخالد، وزاوج فيه بين الأسلوب المباشر وغير المباشر؛ إذ يُسافر واسيني بالقارئ في ثنايا قصّة "حيزيا" تارة، وينقله إلى حديث لالة ميرة مع خالد تارة أخرى، ليُعيده إلى قلب القصّة مرة ثالثة، وهكذا حتى نهاية الرواية. وحفلت رواية "حيزيا"، التي عاشت ما بين (1855/1878)، بمعلومات تاريخيّة كثيرة عن تلك المرحلة التي عاشتها بطلة الرواية.