أنجيلا ديانا لانجونه
أنجيلا ديانا لانجونه
ثقافة

باحثة إيطالية تنشر دراسة حول الطبيعة والمكان في الأدب العماني

14 سبتمبر 2021
14 سبتمبر 2021

نشرت الباحثة الإيطالية أنجيلا ديانا لانجونه مؤخرًا دراسة أدبية بعنوان "المناظر الطبيعية في الأدب العماني "ضمن دراسات أدبية في كتاب صدر بالإيطالية مؤخرًا بعنوان "المناظر الطبيعية الأدبية والسياقات الجغرافية الثقافية" أعدّه الباحثان الإيطاليان ماوْرو بالا وروبيرْتو بوجّوني، تناولت الباحثة الإيطالية لانجونه ثلاثة نصوص لثلاثة أدباء عمانيين، هي "العودة إلى الجبال" لسيف الرحبي من مجموعته "قوس قزح الصحراء"، وروايتا "سيدات القمر" لجوخة الحارثي، و"موشكا" لمحمد الشحري. وفي حوار معها مع البرنامج الإذاعي "نوافذ ثقافية" الذي تبثه إذاعة سلطنة عمان مساء كل ثلاثاء قالت الباحثة الإيطالية: إن الأدب العماني لاقى اهتمامًا كبيرًا على الصعيدين العربي والعالمي بعد فوز جوخة الحارثي بجائزة مان بوكر العالمية. وعن سبب اختيارها للنصوص الثلاثة قالت: إن المنهج الذي اتبعته هو الذي فرض هذه النصوص وهو منهج الجيوكراتيك (أو الجيوقراطية) المفهوم الذي قدمه الباحث الفرنسي برتراند ويستفال، وهو عبارة عن طريقة للتحليل الأدبي تدمج دراسة النصوص بدراسة الفضاء الجغرافي.

وقالت لانجونه عن رواية "سيدات القمر" إنها أظهرت كيف غيرت الحداثة الواقع العماني على ثلاثة مستويات: الواقع الحضري والريفي والبدوي من خلال قصة ثلاثة أجيال، أما الشاعر سيف الرحبي فتقول لانجونه إنه يكرس أجمل قصائده للجبال وبشكل عام للطبيعة "كرد فعل على الحاضر الاستهلاكي المُعَوْلَم"، ولذا اختارت قصيدته "العودة إلى الجبال" التي تحمل الجبال فيها أبعادًا روحية وأسئلة حادة بالمعنى الوجودي، وبمعنى إقامة الكائن البشري على هذه الأرض. وتضيف لانجونه أن ظهور الوعي البيئي النقدي والعنصر الفولكلوري يتكرر في العديد من الأعمال العمانية التي تتحدى العقلانية ومادية المجتمعات الما بعد صناعية. ومن الأمثلة التي توضح نقد مركزية الإنسان رواية "موشكا" للأديب محمد الشحري التي تأخذ عنوانها من ميناء موشكا المعروف، وفي هذه الرواية "تقدم أشجار اللبان على هيئة كائنات حية تتكلم وتتألم".

وتختم الباحثة الإيطالية تصريحها بالقول إنها اهتمت بالأدب العماني لكونه لا يزال غير معروف في بلادها إيطاليا حتى في الأوساط الأكاديمية، فمعظم القرّاء الإيطاليين يعرفون من الأدب العربي نجيب محفوظ، أو كتاب "ألف ليلة وليلة"، أو الكاتب المغربي الطاهر بن جلون الذي يجهل القارئ الإيطالي أنه يعيش في فرنسا ويكتب مؤلفاته بالفرنسية وليس العربية. وفي إطار هذا الاهتمام بالأدب العماني فإنها تنوي في المستقبل القريب ترجمة رواية "سندريلات مسقط" للكاتبة هدى حمد إلى الإيطالية، ومن ضمن مشاريعها البحثية القادمة تحليل علاقة مجلة نزوى بالأدب العالمي.