النادي الثقافي يحتفي بـ 76 لوحة خطية في معرض مداد للخط العربي
تصوير ـ خلفان الرزيقي -
جسّد أربعة وخمسون خطاطا ستا وسبعين لوحة خطية جمعت مختلف أنواع وأشكال الخط العربي (بين الرقعة والنسخ والديواني والثلث وغيرها من الخطوط) في معرض مداد للخط العربي الذي انطلق أمس في النادي الثقافي برعاية سعادة الدكتور محمد بن سعيد المعمري وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ويستمر المعرض لشهر في قاعة رواق الفنون وسيصاحبه عدد من حلقات العمل التي تهدف إلى توجيه الممارسين لأصول الكتابة والبناء الفني للوحات الخطية وبعض الأساسيات منها حلقة بيان عملي للرسم على الماء (فن الأبرو) للخطاط سليمان الصبحي، كما سيكون هناك ركن خاص لمؤسسة (هنر) المتخصصة في بيع أدوات الخط العربي في قاعة المعرض، وحلقتا عمل "الإخراج الفني" التي سيقدمها الخطاط محمد الريامي و"الخط النسخ " التي يقدمها الخطاط أحمد الرواحي، وحلقة عمل "الكتابة المباشرة" لمجموعة من مدربي الخط التي من المؤمل أن تقام الأحد المقبل، وحلقة عمل "بري القلم" للخطاط محمد كشتكار، وحلقة عمل "الخط الكوفي" للخطاطة وداد المعمرية الاثنين المقبل.
وفي كلمة له قال سعادة الدكتور محمد بن سعيد المعمري وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إن هذا الكم الجمالي العظيم الذي نشاهده يحق لنا أن نفتخر ونفاخر به وبهذه الإبداعات التي يعجز اللسان عن التعبير عنها، فعمان ولّادة بالعظماء دائما وهؤلاء المبدعون فئة من هؤلاء العظماء الذين يسطرون لعمان أمجادها في سجل الإبداع الإنساني العظيم.
ويضيف المعمري: كل شكل من أشكال التعبير في الفنون الجميلة له رسالة لمستها من أياديكم وقلوبكم وعيونكم وإصراركم، هي رسائل الحب لعمان وللخط العربي، وهي صلة مرتبطة بالتراث والأجيال العربية التي يجب علينا جميعا أن نحافظ عليها، فلغتنا العربية اختارها الله سبحانه وتعالى لتكون لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة، ويحق لنا أن نفتخر بأن نكون متحدثين بهذه اللغة ومن الذين ينشرون جمالها وقوتها وأيضا يوضحون كيف أن الله تعالى اختارها لأن تكون لغة كتابه الكريم، وكل ما لمسناه في كتابة الخطوط العربية يبيّن أن هذا الخط أو هذه اللغة بحر لا ساحل له وإبداع لا يمكن أن تستوعبه كل طاقات البشر وكل حرف يسجل أو يكتب بطريقة معينة أو بخط معيّن له آلاف وملايين الأشكال التي تدل على عظمة هذه اللغة وسر اختيار الله تعالى لها لكتابه الكريم.
وفي الختام قال سعادة الدكتور راعي المناسبة إنه مع التحديات الكثيرة التي تواجه الخطاطين العمانيين أقول إن الإبداع يأتي من رحم الصعوبات والمعاناة، وهذا العطاء هو عطاء أجيال، وبعد عشرات السنين سيكون لهذا الأثر شأن كما هي الآثار العظيمة التي بقيت إلى يومنا هذا، وأحث جميع المؤسسات الرسمية والخاصة وكل المهتمين لأن يأخذوا بأيدي نجباء عمان وأن يساهموا ويدعموهم بما يستطيعون.
من جانبه قال عبدالكريم الميمني عضو مجلس إدارة النادي الثقافي إن هذا المعرض يأتي تجسيدا لاعتبارات أن الخط العربي من أهم الفنون التي أبدعتها الحضارة العربية الإسلامية وأكثرها انتشارا في بلاد العرب والمسلمين على السواء، ولأنه أداة التعبير القرآني، وهو هندسة روحانية بآلة جسدية تجمع بين تجريد المعنى ومادية الرسم، وتحيط الناظر بأطر جمالية ومعرفية متجددة الإبداع والخيال.
ويضيف الميمني: تأتي إقامة المعرض من منطلقات الدعم الذي يوليه النادي الثقافي بالشباب المبدع في هذا المجال، حيث تحتضن هذه التظاهرة كوكبة من ذوي الاختصاص من العمانيين والمقيمين الذي يقدمون جماليات هذا الخط وتجلياته النابضة بالفخامة والألق.
وحول مشاركة الخطاطة المهندسة وداد بنت أحمد المعمرية في لوحاتها بالمعرض حيث تشابكت حروفها الفنية وتناغمت مع أبياتها الشعرية مجسّدة لوحة فنية ممزوجة بالخط والشعر وأخرجت أيقونة شعرية وطنية رائعة بخط النسخ وأخرى بالخط الديواني، تقول المعمرية: عندما ينعم الله على الإنسان بمجموعة من المواهب والإبداع وبمجالات مختلفة فهي وبلا شك تسهم في صقل وإبراز هذه الملكات والمواهب والاهتمام بها والعمل على تطويرها والارتقاء بها صعودا نحو الإبداع والتميز، وهذا ما كشف عنه معرض مداد للخط العربي حيث اللوحات الإبداعية الجميلة ومتشابكة المعاني والحروف كأيقونة فنية ممزوجة بشعرية خطية.
تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن تبدأ كل حلقات العمل المصاحبة للمعرض من الخامسة عصرا حتى الثامنة والنصف مساءً كل يوم تم تحديده إضافة إلى استقبال القاعة للزوار خلال تلك الفترة.
