«الكتّاب والأدباء» تستعرض تاريخ ولاية زياد بن المهلب بن أبي صفرة على عُمان
نظمت الجمعية العمانية للكتّاب والأدباء ممثلة في لجنة الدراسات التاريخية، مساء أمس الأول الأربعاء جلسة نقاشية بعنوان: «ولايتا زياد بن المهلب بن أبي صفرة على عمان»، قدمها الباحث الدكتور محمد إبراهيم عبد الماجد، وذلك عبر برنامج الاتصال المرئي، مع بث مباشر على حسابات الجمعية في يوتيوب والفيسبوك وتويتر.
تطرقت المحاضرة التي أدارها سليمان الحجري إلى السنوات المرتبطة بحكم زياد بن المهلب على عُمان، بدءا من (96-99هـ / 715-717م مرورا بـ 101-102 هـ / 720-721م)، وأوضح المحاضر أن أسرة آل المهلب هي أسرة ذات رئاسة ومجد عظيم، حيث ساعدت الظروف التي كانت تمر بها الدولة الأموية على ظهورهم على مسرح الأحداث التاريخية، خاصة عند ظهور فرقة الخوارج الأزارقة، ولهم دور كبير في خدمة الأمة العربية عندما وضعت الدولة الأموية على عاتق المهلب بن أبى صفرة الأزدي العماني محاربة الخوارج الأزارقة بداية من عام (65هـ/684م)، وملاحقتهم في كل مكان إلى أن تمكن من القضاء عليهم وأعاد للدولة الأموية استقرارها.
وقال المحاضر إن آل المهلب العمانيين نالوا إعجاب وتقدير الخلافة الأموية وارتفعت مكانتهم. وأما الأدلة التي تؤكد عمانيتهم فإنه: يروي النسابون العمانيون أن أبا صفرة من أهل مدينة أدم من داخلية عُمان، وأن آل بوسعيد في عُمان ينتسبون إلى أبي سعيد المهلب بن أبي صفرة.
وجاء «عبد الماجد» في قوله: (نستدل من ذلك على مدى تاريخ هذه الأسرة وعراقتها، كما أن علاقة بني أمية كانت جيدة بأسرة آل المهلب فترة تولي المهلب قتال الخوارج الأزارقة، وكذلك فترة قيامه بالفتوحات في بلاد خراسان وسمرقند وبخارى وبلخ وطخارستان، ولكن عندما تولى يزيد بن المهلب ولاية خراسان خلفا لأبيه المهلب في عام (82هـ/701م) توترت العلاقة بين آل المهلب والدولة الأموية خاصة فترة ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي على العراق (75هـ-95هـ/694-714م). وبيّن «عبد الماجد» أن الحجاج قد حبس يزيد وزياد وإخوتهما من آل المهلب حوالي 4 سنوات (86-90هـ /705-708م) إلى أن استطاعوا الفرار من سجنه وذهبوا إلى ولي العهد الأموي سليمان بن عبدالملك الذي تشفع لهم عند الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك وعفا عنهم الخليفة.
وتطرق «عبد الماجد» إلى ولاية زياد بن المهلب الأولى على عُمان التي تعرف بالولاية الشرعية (96-99هـ /715-718م)، فقد أصدر الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك قرارا بتعيين يزيد بن المهلب واليا على العراق فأصدر يزيد قرارا بتعيين أخيه زياد بن المهلب واليا على عُمان وهي الولاية الأولى والتي تعرف بالشرعية، وقد رحب أهل عُمان بولاية زياد بن المهلب الأولى عليهم، فهو ليس غريبا عنهم بل كان يلقى كل الدعم من أهل عُمان.
وفيما يتعلق بالولاية الثانية (101-102هـ/720-721م) فأشار «عبد الماجد» إلى أن يزيد بن المهلب قام بالثورة على الخليفة يزيد بن عبدالملك (101-105هـ / 720-724م) والتي تعرف بثورة يزيد بن المهلب، وقد قام يزيد بن المهلب بتعيين أخيه زياد بن المهلب على عُمان والتي تعرف بالولاية الثورية (101-102هـ / 720-721م)، كما أنه قد زاد نفوذ المذهب الإباضي في عُمان فترة ولايتي زياد بن المهلب على عُمان والدليل على ذلك وجود الإباضية بكثرة في معسكر يزيد بن المهلب أثناء ثورته على الدولة الأموية (101هـ / 720م). وأوضح عبد الماجد في نهاية حديثه أنه بعد موقعة العقر عام (102هـ /720م) ونكبة يزيد بن المهلب وإخوته رحب بهم زياد بن المهلب في وطنهم الأصلي عُمان، وكان كفيلا بتوفير الحماية لهم من بطش الدولة الأموية، كما كان زياد بن المهلب أكثرهم مالا، وبالنسبة لمكان وفاة زياد بن المهلب فتذكر المصادر التاريخية كالعوتبي الصحاري صاحب كتاب الأنساب أن زياد بن المهلب قد رحل مع إخوته من عُمان إلى قندابيل ببلاد السند، وفي قندابيل كانت نكبة المهالبة ولقى زياد بن المهلب مصرعه في قندابيل، حيث كانت النهاية المأساوية لأسرة المهالبة على يد قوات الخلافة الأموية.
