الكاتب أحمد البادي: العلاقات العمانية السعودية علاقة تكاملية من الطراز الرفيع
متابعة - سعيد الهنداسي -
يعتبر الكاتب أحمد بن سعيد البادي من الأسماء العمانية المتميزة في كتابة التاريخ العماني من خلال تجربته الثرية في هذا الجانب وإنتاجه العديد من المؤلفات التي تستعرض الجوانب التاريخية بالسلطنة والمنطقة الخليجية بشكل عام، ومن آخر مؤلفاته (البوسعيديون وآل سعود) الذي يقع في ثلاثة أجزاء ونشر عن دار الفرقد، ويستعرض المؤلف العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.
وفي التالي وقفة حوارية مع الكاتب أحمد البادي للوقوف على تفاصيل المؤلف.
فكرة الأجزاء الثلاثة
يتحدث البادي عن فكرة كتابه قائلا: «الفكرة من كتابة سلسلة «البوسعيديون وآل سعود» أتتني حينما لاحظت أن تاريخ ولادة الأسرة البوسعيدية والدولة السعودية كان في عام واحد وهو عام 1744م، لذلك شدني الموضوع، وكنت على دراية بتاريخ الأسرة البوسعيدية فأخذت اقرأ عن تاريخ أسرة آل سعود فوجدت أن الموضوع شيق جداً لذلك قررت أن أكتب كتابا يعرف الشعب السعودي عن الحكام والسلاطين العمانيين ويعرف الشعب العماني عن الأئمة والملوك السعوديين، وقد استغرقت في كتابة السلسلة زهاء أحد عشر عاما من البحث والتقصي والكتابة إلى أن انتهيت من كتابة السلسلة عام 2019م، وعندما بدأت في الكتابة قررت أن أقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء وذلك لسهولة تتبع الأحداث وجاء التقسيم على الشكل التالي:
الجزء الأول عند بداية الدولة السعودية الأولى عام 1744م إلى أن نصل إلى نهايتها على يد محمد علي باشا عام 1818م، والجزء الثاني من بداية الدولة السعودية الثانية عام 1820م إلى نهايتها على يد ابن رشيد عام 1892م، فيما جاء الجزء الثالث حول بداية الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن مؤسس الدولة السعودية الثالثة إلى زيارة جلالة السلطان قابوس للرياض أعوام 1971م و1972م».
علاقة تكاملية
وعن العلاقة بين البلدين يصفها الكاتب البادي بقوله: «العلاقة بين الدولتين هي علاقة تكاملية من الطراز الرفيع، فهما الدولتان البارزتان في شبه الجزيرة العربية ومما نجده ونشاهده فإن الشعب السعودي محب للشعب العماني ونحن في عمان نبادلهم نفس شعور المحبة، وتاريخيا تربط بين الشعبين الكثير من العلاقات الاجتماعية والاقتصادية ولا ينكر هذا الأمر إلا أعمى أو فاقد بصيرة، فكلا الشعبين مكملين لبعضهما في مجالات كثيرة، وبتعاونها المشترك في النواحي الاقتصادية والعلمية سوف يولد كيان اقتصادي قوي جدا يكون أثره الإيجابي على الشعبين بكثير من الرخاء والازدهار».
أوجه التشابه
وعن هذا التشابه يضيف البادي: سوف أُلَخِصُ أوجه التشابه بين الشعبين في نقاط لسهولة استيعابها، أولا ميلاد الدولتين كان في عام واحد وهو عام 1744م، ثانيا كثير من السلع التجارية كانت تتبادل بين الدولتين لقربهما من بعضهما وللتنوع الجغرافي بينهما فالسلطنة تطل على البحر بينما المملكة هي أرض برية لذلك كانتا مكملتان لبعضهما في حقبات التاريخ المختلفة، ثالثا كثير من القبائل العمانية تستوطن المملكة وفي المقابل الكثير من القبائل السعودية تستوطن السلطنة لذلك نجد أن الروابط الأسرية قائمة بين الدولتين بشكل كبير جداً، أخيرا يجب علينا التركيز على نقاط الالتقاء وأن ننبذ نقاط الاختلاف وذلك لكي يعم الخير والرخاء على كلا الشعبين، فمهما كان بيننا من نقاط اختلاف فيما مضى يجب علينا اليوم أن نركز على نقاط الالتقاء».
الجدير بالذكر أن الكاتب والمؤلف أحمد بن سعيد البادي قدم للمكتبة العمانية عددا من إصداراته وصلت حتى الآن إلى 6 إصدارات وكانت البداية مع كتاب «قصص عمان عبر الزمان» تلاها «قصص وأخبار جرت في عمان وزنجبار» ثم كتاب «البريمي تاريخ وحضارة» أعقبها بإصدار سلسلة «البوسعيديون وآل سعود»، وهو حاليا في صدد الانتهاء من رواية تدور أحداثها بين فلسطين وعمان.
