ثقافة

الشاعر إبراهيم السالمي يغني معتكفا على زرقة الطين في مهرجان الشارقة للشعر العربي

14 يناير 2023
في الأمسية الخامسة بمشاركة نخبة الشعراء العرب
14 يناير 2023

تتواصل فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان الشارقة للشعر العربي في أمسياته وفعالياته المصاحبة، حيث احتضن قصر الثقافة خامس الأمسيات الشعرية، وشارك من سلطنة عمان الشاعر إبراهيم السالمي برفقة الشعراء محمد عبد الباري من السودان، وعائشة الشامسي من الإمارات، وجاسر البزور من الأردن، وأحمد نناوي من مصر، وسارة الزين من لبنان، وسلطان السبهان من المملكة العربية السعودية، وأدار الأمسية الشاعر المغربي مخلص الصغير.

وقدّم الشعراء المشاركون باقة من نصوصهم الشعرية التي تمثل تجربتهم، وتعددت مواضيع أغراضها بين العاطفة والحكمة والشجن والحواريات المملوءة بالأسئلة، وقد قدّم الشاعر العماني إبراهيم السالمي ثلاثة نصوص شعرية حملت عناوين "اعتكاف"، و"زُرقةُ الطين"، و"المغني" وجاء من نص "المغني" هذه الأبيات:

ما الذي يُطفئني في فكرتي

لأرى النورَ الذي عنّي توارى

والمُغنِّي خَلَعَ العودَ بوادٍ

ليتَهُ آنسَ في واديهِ نارا

ما الذي يُغمِضُ عينيَّ لكيْ

أبصِرَ الآياتِ ليلًا ونهارا

مبصِرٌ مِنْ داخلي في خارجي

فأرى الضدَّينِ سرًّا وجِهارا

فأغنِّي مثلَما كانَ المُغنِّي

صادِحًا من دونِ أنْ يلقى انتِشارا

وكانت قد انطلقت الأمسية الشعرية بالشاعر السوداني محمد عبد الباري مع نصوص شعرية تجول شاعرها بين عوالم الأفكار والتجارب الروحية والتأمل الشفيف في نص، وفي نص آخر يحشد الشاعر السوداني القصيدة بالرؤى الفلسفية حول الزمان والمكان وهما في تمام التشظي، ويغوص المعنى داخل النص، فلا يكاد يلمحه القارئ إلا من خلال الرموز التي تشير إلى ماضي الأندلس والحضارة الإسلامية.

في حين ركزت الشاعرة الإماراتية عائشة الشامسي نصوصها على اللغة، وعزفت اللحن بإيقاعها الخالص الباحث عن الجمال، حيث تتجلى المقدرة على إحداث المقاربات وصناعة الدهشة بلغة شفيفة ودفق شعوري يخاطب القلوب.

في حين قدم الشاعر الأردني جاسر البزور نصوصا تحتفي بالهوية وتحمل القضية والمعاني السامية، حيث تلمح نصوصه إلى رؤى جمالية صاغها ببراعة شديدة، وحيث يسافر بهمس نحو عوالم الحب والنجوى، أما الشاعر المصري أحمد نناوي فأبحر بلغة جزلة بالحضور إلى سماوات من الإبداع الشعري الذي يظهر البراعة والقدرة الفائقة على صناعة المفارقة والدهشة وصناعة الصور.

فيما قدمت الشاعرة اللبنانية سارة الزين باقة من نصوصها الشعرية المضمخة بأريج البوح الأنثوي النفاذ، وفي إحدى نصوصها، يحتشد القصيد بالأسئلة والحيرة، حيث تلمح نصوصها إلى براعة الشاعرة في عقد التشبيهات وصناعة الصور المشهدية وهي الشاعرة والناقدة في آن واحد. بينما قدم الشاعر السعودي سلطان السبهان قصائد يحتشد فيها الحزن والشجن، بمشاعر متدفقة في الوجدان وأخرى تسبح في مقام الرثاء الذي يعكس الحزن الساكن في كل بيت من بيوت القصيدة.