ضباط الأمن يقومون بدورية في موقع التفجيرات في مقديشو
ضباط الأمن يقومون بدورية في موقع التفجيرات في مقديشو
العرب والعالم

مقتل عشرات المدنيًين في هجوم على فندق بمقديشو

20 أغسطس 2022
تبنته "حركة الشباب"
20 أغسطس 2022

مقديشو."أ ف ب": قُتل 19 مدنيًا على الأقل في هجوم تبنته حركة الشباب المتطرّفة على فندق في العاصمة الصومالية مقديشو فيما تسعى القوات الأمنية إلى القضاء على المسلّحين، حسبما أعلن مسؤول في الأمن الصومالي أمس.

وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم. وقالت في بيان مقتضب نُشر على موقع مؤيّد لها على الإنترنت إن "مجموعة من مهاجمي حركة الشباب اقتحمت فندق حياة في مقديشو".

وتابع عبد القادر "واصلت القوات الأمنية تحييد الإرهابيين الذين جرى تطويقهم في غرفة داخل الفندق".

إنقاذ المحاصرين

وأضاف أن "قوات الأمن أنقذت عشرات المدنيين بينهم أطفال كانوا محاصرين في المبنى".

وكان المهاجمون لا يزالون مختبئين في الفندق في ساعة مبكرة من صباح أمس. كما سُمع أزيز رصاص ودوي انفجارات متقطعة في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الشرطة الصومالية عبد الفتاح عدن حسن للصحفيين إن التفجير نفذه انتحاري.

كما أفاد شهود بأنّ انفجاراً ثانياً وقع خارج الفندق بعد بضع دقائق من الانفجار الأول، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف عمّال الإغاثة وعناصر القوات الأمنية والمدنيين الذين هرعوا إلى المكان على أثر الانفجار الأول.

وتخوض حركة الشباب تمرّدا ضدّ الحكومة الفدرالية الصومالية المدعومة من المجتمع الدولي منذ 15 عاماً. وقالت في البيان الذي تبنت فيه الهجوم إن مقاتليها "يطلقون النار عشوائياً داخل الفندق".

وأعلن عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم الشباب أمس عبر إذاعة "راديو أندلس" التابعة للحركة، أنّ قواته ما زالت تسيطر على المبنى وأنها "ألحقت خسائر جسيمة" بالقوات الأمنية.

ويعد هذا أكبر هجوم على مقديشو منذ انتخاب الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود في مايو.

مخاوف

وفي حيّ حمر ججب في العاصمة الصومالية، تساقطت قذائف أيضًا أمس أسفرت عن إصابة 20 شخصا منهم أطفال، حسبما قال المسؤول عن إدارة الحيّ موكاويي مودي لوكالة فرانس برس.

وقال "من بين الأشخاص المصابين بجروح بالغة، امرأة متزوجة وزوجها، بالإضافة إلى عائلة" مؤلفة من أبوين وأطفالهما الثلاثة. ولم تتبنّ أي جهة الهجوم بعد.

وأوضح مدير المستشفى الرئيسي في مقديشو محمد عبدالرحمن جامع أن 40 شخصًا على الأقل أصيبوا في اعتداء الفندق وفي القصف على حيّ حمر ججب يتلقون العلاج في المستشفى.

وطرد عناصر الحركة من المدن الرئيسية في الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو في 2011، لكنهم لا يزالون منتشرين في مناطق ريفية شاسعة وهم قادرون على شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية. وكثّفوا هجماتهم خلال الأشهر الأخيرة.

وأعلن الجيش الأميركي الأربعاء مقتل 13 عنصراً في حركة الشباب كانوا يهاجمون جنوداً من الجيش الصومالي، في غارة جوية شنّها على منطقة نائية في هذا البلد الواقع في القرن الأفريقي.

وأوضح بيان للقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) أنّ الغارة شنّت الأحد الماضي قرب تيدان الواقعة على بعد حوالى 300 كيلومتر شمال العاصمة مقديشو.

وشنت الولايات المتحدة عددا من الغارات الجوية على مسلّحين في الأسابيع الأخيرة.

وفي مايو، أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بإعادة تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الصومال لمساعدة السلطات المحلية في التصدّي لحركة الشباب، بعدما كان سلفه دونالد ترامب قد أمر بسحب غالبية القوات الأمريكية.

استراتيجية جديدة

وفي الأسابيع الأخيرة، شنّ عناصر الشباب هجمات عدة في المنطقة الحدودية بين الصومال وإثيوبيا، ما أثار مخاوف من احتمال اتّباع الحركة استراتيجية جديدة.

والشهر الماضي قال الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود إن وضع حد لتمرد حركة الشباب يتطلّب أكثر من مجرد استراتيجية عسكرية، لكنّه شدد على أن حكومته لن تتفاوض مع الحركة إلا في الوقت المناسب.

ومطلع أغسطس، عيّن رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري القيادي السابق في الحركة مختار روبو وزيراً للشؤون الدينية في الحكومة الصومالية.

وكان روبو البالغ 53 عاماً والملقب بأبي منصور، قد انشقّ علناً في أغسطس 2017 عن الحركة التي ساهم في تأسيسها، وكانت الولايات المتحدة قد رصدت في الماضي مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لاعتقاله.