1640173
1640173
العرب والعالم

مع استمرار القذائف المدفعية والقصف الجوي - إسرائيل تستهدف أنفاق غزة .. والفلسطينيون يواصلون إطلاق الصواريخ

14 مايو 2021
14 مايو 2021

ارتفاع الشهداء إلى 119 بعد مقتل 4 فلسطينيين بالضفة الغربية -

عواصم - (رويترز - أ ف ب) : أطلقت إسرائيل قذائف المدفعية وواصلت القصف الجوي أمس على شبكة من أنفاق النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة وصفتها بأنها «مترو» في حين واصل الفلسطينيون الهجمات الصاروخية على بلدات إسرائيلية.

وقال جوناثان كونريكوس المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن أكبر عملية إسرائيلية ضد هدف محدد منذ بدء الصراع شملت 160 طائرة بالإضافة إلى نيران الدبابات والمدفعية من خارج قطاع غزة.

وسرعان ما أعقب الهجوم الإسرائيلي، الذي استمر 40 دقيقة قبل فجر اليوم الخامس من أعنف صراع بين إسرائيل وغزة منذ 2014، إطلاق صواريخ على جنوب إسرائيل.

وقال مسؤولون في مجال الصحة بشمال القطاع إن امرأة وأطفالها الثلاثة قتلوا في غزة وانتشلت جثثهم من تحت أنقاض منزلهم.

ولاقت امرأة مسنة في إسرائيل حتفها بينما كانت في طريقها إلى ملجأ للاحتماء من الهجمات الصاروخية.

وبدأ أخطر قتال بين إسرائيل ونشطاء غزة الاثنين الماضي بعد أن أطلقت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) صواريخ على القدس وتل أبيب ردا على اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين بالقرب من المسجد الأقصى في القدس.

وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن 119 على الأقل قتلوا في غزة، بينهم 31 طفلا و 19 امرأة، وأصيب 830 آخرون في الأعمال القتالية الحالية.

وقالت السلطات الإسرائيلية إن عدد القتلى في إسرائيل بلغ ثمانية وهم جندي كان يقوم بدورية على حدود غزة وستة مدنيين إسرائيليين بينهم امرأة مسنة سقطت في طريقها إلى ملجأ أمس وطفلان وعامل هندي.

وحذرت رئيس الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية من أن أفرادا متورطين في إراقة الدماء قد يستهدفون في تحقيق المحكمة في مزاعم عن جرائم حرب ارتكبت في صراعات سابقة.

وفي الأجزاء الشمالية والشرقية من غزة، تردد دوي قذائف المدفعية والقصف في ساعة مبكرة من صباح أمس.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن هناك تقارير عن تدمير أكثر من 200 وحدة سكنية أو تضررها بشدة وإن المئات من الناس يسعون للاحتماء بالمدارس في شمال غزة.

وتقول إسرائيل إنها تبذل كل الجهود للحفاظ على حياة المدنيين بما في ذلك التحذير المسبق من الهجمات.

وقال كونريكوس في إفادة للصحفيين الأجانب إن «ما كنا نستهدفه هو نظام أنفاق متقن يمتد تحت غزة ومعظمها على سبيل المثال لا الحصر في الشمال وهي شبكة يستخدمها عناصر حماس للتنقل والاختباء والتستر».

وقال «نطلق عليها اسم المترو» مضيفا أن التقييم النهائي لنتيجة العملية لم يصدر بعد.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إن الحملة «ستستغرق وقتا أطول». وصرح مسؤولون إسرائيليون بأنه يجب توجيه ضربة رادعة قوية لحماس قبل أي وقف لإطلاق النار.

ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس لوقف التصعيد، قائلا إنه يريد خفضا كبيرا في الهجمات الصاروخية.

توتر داخل إسرائيل

فجرت الأعمال القتالية التوتر بين اليهود والأقلية العربية التي تشكل 21 في المائة من سكان إسرائيل والذين يعيشون جنبا إلى جنب في بعض المجتمعات. واستمر العنف في المدن والبلدات التي بها مجتمعات مختلطة من العرب واليهود بعد اشتباكات خلال الليل وهجمات انتقامية متبادلة دفعت الرئيس الإسرائيلي للتحذير من حرب أهلية.

وقال مجد عبده وهو ساكن عربي في مدينة عكا، حيث قال أشخاص من اليهود والعرب إنهم يخشون مغادرة منازلهم «يقولون إن الوضع في غزة يخرج عن السيطرة لكن ما يحدث هنا يخيفني أكثر».

وقال الجيش الإسرائيلي إن فلسطينيا قُتل إثر محاولته طعن جندي قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية.

وأكد مسؤولو صحة فلسطينيون مقتل الرجل. وقال الجيش الإسرائيلي أمس الأول إنه يحشد قواته على حدود غزة، مما أثار تكهنات بشأن غزو بري محتمل، في خطوة تعيد إلى الأذهان عمليات التوغل المماثلة خلال حربي إسرائيل وغزة في عامي 2014 و2009. لكن الغزو بدا غير مرجح، بالنظر إلى عدم رغبة إسرائيل في المخاطرة بزيادة حادة في الخسائر العسكرية في مناطق حماس. وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيناقش غدا في جلسة علنية ​​تفاقم العنف بين إسرائيل والنشطاء الفلسطينيين بعد أن اعترضت الولايات المتحدة على اجتماع أمس. ولم تحرز جهود الهدنة التي تبذلها مصر وقطر والأمم المتحدة أي تقدم.

1800 صاروخ

وقدر الجيش الإسرائيلي عدد النشطاء الذين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية بين 80 و90 مقاتلا. وقال إنه حتى الآن، تم إطلاق حوالي 1800 صاروخ على إسرائيل، منها 430 سقطت في قطاع غزة أو أصابها عطل.

وعلى الجبهة السياسية الإسرائيلية، بدا أن فرص نتنياهو في البقاء في السلطة بعد انتخابات غير حاسمة في 23 مارس تتحسن بشكل ملحوظ بعد أن تعرض منافسه الرئيسي الوسطي يائير لابيد لانتكاسة كبيرة في جهود تشكيل الحكومة.

خسائر بـ 73 مليون دولار في غزة

أعلن المكتب الحكومي الإعلامي في غزة أمس عن خسائر بأكثر من 73 مليون دولار في القطاع جراء هجمات إسرائيل المتواصلة لليوم الخامس على التوالي.

وقال رئيس المكتب الحكومي الإعلامي سلامة معروف خلال مؤتمر صحفي في غزة إن من بين ذلك خسائر مباشرة بقيمة 15 مليون دولار في المنشآت الاقتصادية والتجارية، جراء غارات إسرائيل ومنها قصف 3 مقرات لبنوك محلية.

وذكر معروف أن إسرائيل استهدفت 60 مقرا حكوميا تنوعت بين مقرات شرطية وأمنية ومرافق خدماتية، وبلغت تقديرات الخسائر المباشرة جراء ذلك 10 ملايين دولار.

وبحسب معروف فإن إسرائيل شنت 750 غارة على قطاع غزة طالت تدمير 500 وحدة سكنية ما بين هدم كلي وجزئي وتضرر 350 وحدة سكنية بشكل متوسط وطفيف، فيما تم قصف 32 برجا وبناية سكنية وهدمها بشكل كلي.

وأوضح أن الأضرار طالت أيضا 23 مدرسة وعيادات رعاية صحية و23 مقرا إعلاميا ومؤسسات اقتصادية وجمعيات فضلا عن مزارع حيوانية وأراض زراعية بقيمة 5 ملايين دولار.

وندد معروف باستمرار إسرائيل في إغلاق معابر قطاع غزة ومنع توريد أي احتياجات إنسانية إلى جانب إغلاق ساحل بحر القطاع ومنع عمل الصيادين منذ نحو أسبوع.

ووفق آخر تحديث لوزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر منذ مساء الاثنين الماضي إلى 119 فلسطينيًا بينهم 31 طفلًا و19 سيدة، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 830 آخرين بجراح مختلفة.

من جهته أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان «عملية التدمير الممنهجة» التي نفذتها إسرائيل الليلة الماضية لمناطق سكنية شمال قطاع غزة، داعيًا إلى تدخل دولي فوري لإلزام إسرائيل بوقف هجومها الذي يتعارض مع قواعد القانون الدولي الإنساني.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان إن فريقه الميداني وثق شن سلاح الجو الإسرائيلي في الساعات الأولى من صباح أمس نحو 450 غارة على قطاع غزة، تركّز أغلبها شمال القطاع في مناطق ذات كثافة سكانية عالية.

ووفق الرصد الميداني، يعد الهجوم الإسرائيلي صباح أمس الأعنف في تاريخ الهجمات العسكرية الإسرائيلية على غزة من حيث حجم كثافة النيران بالنسبة إلى الوقت المستغرق في تنفيذها.

وقال المرصد الأورومتوسطي إن الجيش الإسرائيلي ينتهك بقصفه العنيف مبدأ التناسب والتمييز، ويستخدم كثافة نيران عالية بهدف الترهيب والانتقام والعقاب الجماعي للمدنيين وليس لضرورات عسكرية.

وأضاف أن حملة القصف المروعة ونزوح المدنيين من بيوتهم تذكّر بالنزوح الجماعي الذي اضطر له أكثر من نصف مليون فلسطيني خلال حرب عام 2014، والذي خلصت تقارير خبراء حقوق الإنسان، إلى أنه يمثل جريمة حرب.

وذكر المرصد الحقوقي أن المادة (25) من لائحة لاهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية تحظر «مهاجمة أو قصف المدن والقرى والمساكن والمباني غير المحمية».

كما تنص المادة (53) من اتفاقية جنيف الرابعة على أنه «يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتما هذا التدمير».

ويعد تدمير الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير مخالفة جسمية للاتفاقية بموجب المادة (147) منها، وجريمة حرب بموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (المادة 8 (2) (ب) (2)). وأكد المرصد أنّ صمت المجتمع الدولي، بما في ذلك الموقف غير الحاسم والسلبي من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب في الأراضي المحتلة، ساهم بتصعيد إسرائيل من انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين دون رادع.

مقتل ٤ فلسطينيين بالضفة

قتل ٤ فلسطينيين وأصيب العشرات بجروح أمس في مواجهات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، وفق ما أفادت مصادر فلسطينية.

وأعلن مسعفون عن مقتل فلسطيني إثر إصابته برصاص إسرائيلي في الشريان الرئيسي بالفخذ في بلدة يعبد في جنين.

وقبل ذلك أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن شابا فلسطينيا قتل جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي النار عليه قرب رام الله، موضحة أنه تم احتجاز جثمان القتيل.

وذكرت مصادر محلية أن الحادثة وقعت عند حاجز (عوفر) العسكري شرق مدينة رام الله.

فيما قال الجيش الإسرائيلي إن الفلسطيني حاول تنفيذ عملية طعن دهس بسيارته على الحاجز المذكور قبل أن يتم إطلاق النار عليه وتحييده. واندلعت مواجهات بين مئات الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في مناطق متفرقة من الضفة الغربية أشدها عند حاجز «بيت إيل» العسكري قرب رام الله.

وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في حوادث إطلاق النار والمواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي منذ أسبوعين على خلفية التوتر في القدس وقطاع غزة.

من جهته، قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم إن «تصاعد حالة الاشتباك مع الاحتلال في كل مدن الضفة الغربية تجسيد حقيقي لوحدة الشعب والمقاومة».

وأضاف قاسم في بيان أن «حالة الانتفاض والاشتباك على امتداد فلسطين التاريخية، ترسخ حدود الوطن بكل أبعاده على مستوى الأرض والإنسان».