No Image
العرب والعالم

سوريا ستقبل وفدا من الفصائل الفلسطينية وحماس تعلن "طي صفحة الماضي"

19 أكتوبر 2022
الأسد يؤكد على موقف دمشق الثابت والداعم للمقاومة
19 أكتوبر 2022

دمشق "وكالات": أعلنت حركة حماس من دمشق امس الأربعاء استئناف علاقتها مع السلطات السورية، وفق ما أكّد أحد مسؤوليها، بعد قطيعة بدأت إثر اندلاع النزاع في سوريا واستمرت أكثر من عشر سنوات.

وقال رئيس مكتب العلاقات العربية والاسلامية في الحركة خليل الحية، عقب لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في عداد وفد ضمّ عدداً من مسؤولي الفصائل الفلسطينية "نعتقد أنه يوم مجيد ويوم مهم، نستأنف فيه حضورنا الى سوريا العزيزة ونستأنف فيه العمل المشترك... مع سوريا".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي "نعتبره لقاء تاريخياً وانطلاقة جديدة متجددة للعمل الفلسطيني السوري المشترك".

وأكد الحية أن "محور المقاومة عصي على الانكسار وروح المقاومة تتجدد اليوم على أرض سوريا"، مضيفا: "نقول للاحتلال إننا سنفشل كل مخططاته ومخططات الولايات المتحدة التي تستهدف القضية الفلسطينية".

وفي وقت لاحق، أفادت الرئاسة السورية عن استقبال الأسد وفداً ضمّ قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية، وجرى النقاش حول نتائج "حوارات المصالحة في الجزائر".

ونقلت عن الأسد تأكيده أمام الوفد أنّه "على الرغم من الحرب التي تتعرّض لها سوريا، إلا أنّها لم تُغيّر من مواقفها الداعمة للمقاومة بأي شكل من الأشكال".

وتوترت العلاقات تدريجياً بين سوريا وحركة حماس بعد الاحتجاجات التي عمّت سوريا منذ منتصف مارس 2011، حيث انتقدت حماس تعامل السلطات السورية من الاحتجاجات، إلى أن غادر قياديو الحركة وعلى رأسهم رئيس مكتبها السياسي السابق في الخارج خالد مشعل دمشق في فبراير 2012. وأغلقت الحركة كافة مكاتبها وأوقفت أنشطتها فيها.

وقال الحية من دمشق التي وصلها امس الأربعاء "أي فعل فردي هنا أو هناك هو فعل خاطئ لا تقره قيادة الحركة ولم تقره"، مؤكداً "اننا متفقون مع سيادة الرئيس على أن نتجاوز الماضي ونذهب الى المستقبل".

وأضاف "نستعيد علاقتنا مع سوريا العزيزة بقناعة وبإجماع قيادي.. وبتفهّم من محبي حركة حماس"، مؤكداً رداً على سؤال صحفي، عدم تحفظ أي من حلفائهم أو داعميهم الإقليميين، على هذه الخطوة.

بدوره، قال الدكتور طلال ناجي الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة إن "سوريا قلعة الصمود العزيزة على قلوبنا جميعاً التي قدمت الكثير للشعب الفلسطيني... ونحن سعداء بعودة العلاقات بينها وبين حركة حماس".

وجاءت زيارة حماس الى دمشق بعد توقيع الفصائل الفلسطينية الخميس اتفاق مصالحة في الجزائر تلتزم بموجبه إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام. كما أتت بعد إعلان قيادتها الشهر الماضي رغبتها باستئناف العلاقات مع دمشق، على ضوء "التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا".

وعلى مدى سنوات، اعتبر مسؤولون سوريون في تصريحاتهم مغادرة حماس "ضربة قاصمة" للعلاقة مع سوريا.

وسبق زيارة دمشق، وفق ما قال مسؤول في الحركة لفرانس برس في وقت سابق، لقاءات مع مسؤولين سوريين، بوساطة من حزب الله اللبناني وداعمته إيران.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف إن خطوة حماس التصالحية تجاه سوريا تهدف إلى خلق أرضية جديدة للحركة.

وأضاف الصواف لرويترز "أعتقد أن معظم المناطق التي تتواجد فيها الحركة، بدأت تضيق عليها وبالتالي فإنها تسعى لإيجاد أرضية أخرى يمكنها مواصلة العمل منها".