No Image
العرب والعالم

إيران توافق على زيارة «الوكالة الذرية» لحل المسائل العالقة في ملفها النووي

10 نوفمبر 2022
صنعت للمرة الأولى صاروخا بالستيا فرط صوتي
10 نوفمبر 2022

روما فيينا «رويترز» «أ. ف. ب»: قالت المنظمة الدولية للطاقة الذرية اليوم في تقرير اطلعت عليه رويترز إن إيران وافقت على زيارة لخبراء الوكالة هذا الشهر لتقديم إجابات انتظرتها طويلا الوكالة التابعة للأمم المتحدة ومجلس محافظيها، المؤلف من 35 دولة، بشأن أصل جزيئات يورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع.

ومع ذلك، لم تقدم إيران إجابات جديدة. وجاء عرضها قبل الاجتماع الفصلي لمجلس المحافظين الأسبوع المقبل، حيث يقول دبلوماسيون إنهم يعتقدون أن القوى الغربية ستدفع خلاله من أجل إصدار قرار يدعو إيران إلى التعاون.

«عدم تحقيق تقدّم»

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم عدم تسجيل أي تقدّم في المحادثات مع إيران بشأن مواد نووية غير معلن عنها في ثلاثة مواقع، مع وجود خطة لإجراء زيارة إلى طهران هذا الشهر.

وجاء في تقرير للوكالة اطلعت عليه فرانس برس أن «المدير العام (للوكالة) رافايل غروسي يشعر بقلق بالغ من عدم تحقيق تقدّم في توضيح وحل المسائل العالقة المرتبطة بالضمانات».

وسيجري مسؤولون رفيعون في الوكالة زيارة إلى طهران قبل نهاية نوفمبر، وفق التقرير.

وتابع التقرير «جدّدت الوكالة التأكيد على أنها تتوقّع خلال هذا الاجتماع أن تبدأ إيران بتقديم تفسيرات تقنية ذات صدقية لهذه المسائل بما في ذلك إتاحة الوصول إلى المواقع والمواد وأخذ عيّنات بالشكل المناسب».

وأشار التقرير إلى أن المدير العام «يجدد التأكيد على أن هذه المسائل ... يجب حلّها لكي تتمكّن الوكالة من توفير ضمانات على الطابع السلمي البحت للبرنامج النووي الإيراني».

وتمارس الوكالة الأممية ضغوطا على إيران للحصول منها على أجوبة بشان وجود مواد نووية في ثلاثة مواقع غير معلنة، وهي مسألة شائكة أدت إلى صدور قرار ينتقد إيران خلال اجتماع لمجلس حكام الوكالة عقد في يونيو.

وفي تقرير منفصل اطّلعت عليه وكالة فرانس برس، أشارت الوكالة إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب بلغ 3673,7 كيلوجرام بحلول 22 أكتوبر، بتراجع بلغ 267,2 كيلوجرام مقارنة بالتقرير الفصلي السابق.

وتعمد إيران إلى تخصيب اليورانيوم بنسب تتخطى السقف المنصوص عليه في الاتفاق الدولي المبرم في العام 2015 بين الدول الكبرى وطهران التي بدأت تتحرر تدريجيا من التزاماتها في إطار هذا الاتفاق بعدما انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018.

والمحادثات بين طهران والقوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي انطلقت في أبريل من العام الماضي، لكنّها تتوقّف تارة وتُستأنف تارة أخرى لتستقر على مراوحة.

وينص الاتفاق على رفع العقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الإسلامية مقابل كبح برنامجها النووي.

في أواخر الشهر الماضي جدّد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التأكيد على أن الأمل ضئيل على صعيد إحياء الاتفاق النووي بسبب الأوضاع التي تواجهها الحكومة الإيرانية حاليا، في إشارة إلى الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد.

من جهة أخرى، أكّدت إيران اليوم أنها صنعت صاروخا بالستيا فرط صوتي قادرا على «اختراق جميع منظومات الدفاع الصاروخي»، في خطوة أثارت قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في توقيت تسود المراوحة المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.

ويحلّق الصاروخ الفرط صوتي بسرعات تزيد عن ستة آلاف كيلومتر في الساعة، أي خمس مرّات سرعة الصوت.

وأعلن الجنرال أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني أن «هذا الصاروخ الجديد بإمكانه اختراق جميع منظومات الدفاع الصاروخي ولا أعتقد أنه سيتم العثور على التكنولوجيا القادرة على مواجهته لعقود قادمة».

وأضاف حاجي زاده «هذا الصاروخ يستهدف منظومات العدو المضادة للصواريخ ويعتبر قفزة كبيرة في الأجيال في مجال الصواريخ».

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي اليوم في مقابلة مع وكالة فرانس برس في شرم الشيخ إن تصنيع صاروخ إيراني بالستي فرط صوتي، يفاقم «المخاوف» الدولية إزاء إيران.

وأوضح غروسي على هامش مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) في شرم الشيخ أن هذا الموضوع ليس في صلب اختصاص الوكالة «لكن لا يمكن أن ننظر إلى الأمور بمعزل عن بعضها البعض..هذه الإعلانات تفاقم المخاوف وتزيد الانتباه إلى الملف النووي الإيراني» مؤكدا «لا بد أن يكون لذلك تأثير»، لكنه شدّد على أن هذا الإعلان «يجب ألا يؤثر» على المفاوضات بين القوة الكبرى وإيران حول برنامجها النووي.

وخلافا للصواريخ البالستية التقليدية تحلّق الصواريخ الفرط صوتية على علو منخفض في الغلاف الجوي ويمكن التحكّم بها، ما يصعّب عمليّة توقّع مسارها واعتراضها.