No Image
العرب والعالم

رغم القمع .. المظاهرات المؤيدة لفلسطين في الجامعات الأمريكية تمتد إلى نظيراتها في أوروبا

29 أبريل 2024
اعتصامات سلمية في جامعة السوربون بباريس وسط دعوات العديد من السياسيين للمشاركة
29 أبريل 2024

الولايات المتحدة .فرنسا "وكالات": تمددت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي اجتاحت جامعات الولايات المتحدة لتصل الى أوروبا وذكرت تقارير إعلامية أمريكية بأن عددا من جامعات النخبة في الولايات المتحدة قامت بقمع المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في غزة، من خلال استدعاء الشرطة والقيام بالعديد من الاعتقالات.

وتوجه محتجون يعبرون عن استيائهم من الحرب في غزة إلى جامعة السوربون في باريس اليوم الاثنين وهم يهتفون "فلسطين حرة" عند بوابات الجامعة في حين نصب بعض الطلاب خياما في الفناء.

وبعد أيام من احتجاجات مماثلة في كلية العلوم السياسية في باريس، كان الاحتجاج في جامعة السوربون أحدث إشارة إلى أن المظاهرات في الجامعات الأمريكية تمتد إلى أوروبا مع دخول الحرب المدمرة شهرها السابع.

وكانت الاحتجاجات، التي دفعت الجامعة إلى إغلاق المبنى لهذا اليوم، سلمية حيث كان هدف الطلاب هو حث الجامعة، إحدى أقدم الجامعات في العالم، على إدانة الأفعال التي ترتكبها إسرائيل.

وعملت الشرطة على تأمين الشارع الذي يقع أمام المدخل الرئيسي للجامعة، وكان هناك حوالي 50 طالبا يتجمعون في هذا المكان.

ووفقا للسلطات الفلسطينية، تسببت إسرائيل في استشهاد ما لا يقل عن 34488 فلسطينيا في هجومها على غزة.

ودعا العديد من السياسيين الفرنسيين، منهم ماتيلد بانو رئيسة الكتلة النيابية لحزب "فرنسا الأبية" (أقصى اليسار) في الجمعية الوطنية، أنصارهم للانضمام إلى احتجاجات السوربون على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولم تبد أي مؤشرات على انحسار موجة احتجاجات في الجامعات الأمريكية في مطلع الأسبوع على الرغم من اعتقال الشرطة للمزيد من المحتجين في حرم الجامعات ومناوشات بين محتجين داعمين لإسرائيل وآخرين داعمين للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا حيث أقام الطلاب خيمة للاعتصام في الأسبوع الماضي.

ويعارض المحتجون الاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة ويطالبون بوقف إطلاق النار في الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، فضلا عن مطالبة الجامعات بوقف الاستثمار في الشركات الإسرائيلية التي تتعامل مع الجيش وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.

مع اتساع حجم المخيم المؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس في الأيام الأخيرة، أصبح المحتجون المناهضون أكثر صخبا ووضوحا في الحرم الجامعي، على الرغم من أن الجانبين ظلا مسالمين .

وقالت ماري أوساكو، نائبة رئيس جامعة كاليفورنيا للاتصالات الاستراتيجية، إن ذلك تغير عندما اخترق بعض المتظاهرين حاجزا أقامته الجامعة للفصل بين الطرفين.

وتبادل الطرفان الهتافات والشتائم، وفي بعض الحالات تبادلوا اللكمات. واستمرت المناوشات لبعض الوقت لكن شرطة الحرم الجامعي المسلحة بالهراوات قامت في نهاية المطاف بالفصل بين الطرفين المتشاحنين.

وقالت أوساكو في بيان "جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لها تاريخ طويل في كونها مكانا للاحتجاج السلمي، ونحن نشعر بالحزن إزاء أعمال العنف التي اندلعت".

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، امتدت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى حرم الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والتي اندلعت بعد الاعتقال الجماعي لأكثر من 100 شخص في جامعة كولومبيا قبل أكثر من أسبوع.

ومنذ ذلك الحين، تم اعتقال المئات من المتظاهرين من كاليفورنيا وتكساس إلى أتلانتا وبوسطن أثناء قيامهم بمحاكاة المخيمات التي استخدمها طلاب جامعة كولومبيا للفت الانتباه إلى الأزمة الإنسانية في غزة.

وألقي القبض على أكثر من 200 شخص في بعض الجامعات، بما في ذلك جامعة واشنطن في سانت لويس.

ومن بين المعتقلين في جامعة واشنطن المرشحة الرئاسية عن حزب الخضر جيل ستاين.

ولفتت الاحتجاجات في جميع أنحاء الولايات المتحدة انتباه الرئيس جو بايدن.

وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لشبكة (إيه.بي.سي نيوزالأحد إن الرئيس يعلم أن هناك مشاعر قوية للغاية بشأن الحرب في غزة.

وأضاف " نحن بالتأكيد نحترم حق الاحتجاج السلمي. يجب أن يتمتع الناس بالقدرة على التعبير عن آرائهم ومشاركة وجهات نظرهم علنا، ولكن يجب أن يكون الأمر سلميا".

وفي جامعة جنوب كاليفورنيا، ألغت الإدارة حفل التخرج الرئيسي بعد أن ألغت خطابا كانت ستلقيه طالبة مسلمة .

وقالت رئيسة بلدية لوس انجليس كارين باس إنها تعتقد بأن إلغاء حفل التخرج قرار "كان عليهم اتخاذه".

وأضافت في برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة (سي.إن.إن) "كانوا يتوقعون وصول نحو 65 ألف شخص إلى الحرم الجامعي، ولم يشعروا أن الأمر سيكون آمنا".

وشدّد البيت الأبيض الأحد على وجوب أن تحافظ احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تشهدها جامعات أميركية منذ أسابيع على الطابع السلمي، في أعقاب اعتقال الشرطة نحو 275 شخصا في أربع جامعات منفصلة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي لشبكة "ايه بي سي" التلفزيونية "نحن بالتأكيد نحترم الحق في الاحتجاج السلمي".لكنه أضاف "نحن ندين تماما لغة معاداة السامية التي سمعناها مؤخرا "

وانطلقت شرارة التظاهرات من جامعة كولومبيا في نيويورك، قبل أن تنتشر بسرعة في جميع أنحاء البلاد.

ورغم الهدوء الذي خيّم على العديد من حرم الجامعات، إلا أن عدد المتظاهرين الذين اعتقلوا على يد شرطة مكافحة الشغب يتزايد بسرعة.

ومع اقتراب موعد الامتحانات النهائية في الأسابيع المقبلة، أغلقت بعض الجامعات أبوابها وأصدرت تعليمات للطلاب بإكمال دروسهم عبر الإنترنت.

وقال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إن انتفاضة الطلاب والأساتذة والنخب في الغرب التي انطلقت دعما لشعب غزة "حدث عظيم وله جوانب واسعة ولن تخمد عبر الاعتقالات وممارسة العنف".

ونقلت وكالة مهر للأنباء عن رئيسي قوله في اجتماع مجلس الحكومة مساء الأحد أن "القمع الشديد للاحتجاجات الطلابية المناهضة للصهيونية وضرب واعتقال الأساتذة والطلاب في الجامعات الغربية، خاصة في الولايات المتحدة، جزء آخر من فضيحة مدعي حرية التعبير".

وأردف: " بفضل الدماء الطاهرة لشهداء غزة المظلومين، انكشف لشعوب العالم أكثر من أي وقت مضى عن الوجه الحقيقي للحضارة الغربية، ومن الواضح أن مدعي حرية التعبير ليسوا ملتزمين بأي شيء سوى الحفاظ على هيمنتهم".