No Image
إشراقات

النور في القرآن الكريم

03 نوفمبر 2022
تأملات قرآنية
03 نوفمبر 2022

المتأمل في الكتاب العزيز يجد أنه يحتفي بالنور احتفاء خاصا، فيذكره في مواطن عديدة، في سياقات مختلفة، فالنور في السياق القرآني هو تعبير رمزي مجازي، ينطلق من كونه ضوءا فيزيائيا يضيء المناطق المظلمة أو المعتمة فيساعد العين على رؤية الأشياء واستيضاحها، ويتجاوز ذلك بالتعبير المجازي الذي يطرق دلالات واسعة وعميقة، تمثل جانب الخير والهداية والتنوير والإشراق، والطريق القويم، والكتاب المنير الواضح البين.

ومن عناية القرآن الكريم الخاصة بهذا الموضوع فقد أفرد سورة بهذا الاسم وهي سورة النور، وفيها آية النور التي يقول الله عز وجل فيها واصفا ذاته العلية بالنور، وضاربا مثلا لهذا النور بقوله تعالى: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" فالله تعالى وصف ذاته أنه نور الوجود، وشبه نوره لكي يقرب الصورة إلى الأذهان، فقال إن مثل نوره كمشكاة وهي الكوة في الجدار أو ما شابه الفتحة ويوضع فيها الفوانيس، فقال إن هذه الفتحة في الجدار يوجد بها مصباح أي قنديل أو فانوس يوجد به شمعة ويحيط بها زجاجة كأنها كوكب من الدر في تلألؤها، وهذه الشمعة توقد من شجرة الزيتون المباركة التي يكاد زيتها أن يضيء ولو لم تلمسه نار، فقال نور على نور أن ضوء الزيت الذي يكاد يضيء يشعل الشمعة المضيئة، فهو ضوء يشعل من ضوء، وعقب في نهاية هذه الآية الكريمة إن الله يهدي لنوره أي لهدايته من يشاء.

وفي المقابل نجد آية كريمة في السورة ذاتها تتحدث عن الظلمات التي تعلوا بعضها البعض، وهو قوله تعالى: "أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ"

فلنتأمل هذا التعبير القرآني المعجز، الذي يتحدث عن الظلمات التي يتخبط فيها أهل الكفر، فهذه الظلمات مثلها كمثل الظلمة في البحر العميق لا يعرف قعره، فوقه موج في الأعماق، وكذلك البحر والموج الذي يعلوه، ومن فوقه ظلام الليل الحالك بسبب عدم وجود القمر أو النجوم بسبب السحاب الذي يمنع ظهورهما، فهي ظلمات متراكبة، إذا أخرج الإنسان فيها يده لم يكد يراها، وكذلك ظلمات الكفر، ومن لم ينوره الله بنور الهداية فلا نور له.

ولو أتينا إلى مثل آخر يضربه الله في كتابه العزيز يتعلق بالنور، وهو في وصفه وتبيانه للمنافقين، فقال تعالى: "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ" فهؤلاء المنافقون اطلعوا على نور الهداية ولكنهم لم يهتدوا فمثلهم كمثل الذي أوقد نارا لتضيء ما حوله ولكن بعد أن أضاءت ذهب الله ببصره، فأصبح في ظلمة لا يبصر شيء رغم أن ما حوله مضيء، وهذا المثل ينطبق على المنافقين، بكونهم عرفوا الهداية من الرسول صلى الله عليه وسلم وسمعوها وأبصروا الحق، ولكن كانت قلوبهم مريضة فلم ينتفعوا بما رأوا وأبصروا وسمعوا، فهم يتخبطون في الضلال.

في المقابل نجد القرآن الكريم يطرح المفارقات الضدية حول النور والظلام والإيمان والكفر، فنجد ربنا سبحانه وتعالى يقول في سورة الأحزاب: "هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً" فالله برحمته وهدايته يخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور، وكذلك قوله تعالى في سورة البقرة: "اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" وكذلك قوله تعالى في سورة إبراهيم مخاطبا رسوله الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم بأنه أنزل عليه القرآن الكريم ليخرج به الناس من ظلمات الكفر إلى نور الهداية فقال: "الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ"، وقال تعالى في سورة الرعد: "قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ".

وفي قوله تعالى في سورة الأنعام: "أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" وقد اختلف المفسرون في من نزلت فيه هذه الآية ومن هو الذي كان ميتا بالكفر فأحياه الله بالإسلام فقال بعضهم أنه عمر بن الخطاب، وقال آخرون أنه عمار بن ياسر، وأما الذي في الظلمات ليس بخارج منها فهو أبو جهل.

وفي ملمح آخر لاستخدامات كلمة النور نجد ربنا عز وجل يستخدمه كوصف للقرآن الكريم باعتباره هداية ونورا للمؤمنين فقال تعالى في سورة النساء: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً"، وقال ربنا عز وجل في سورة المائدة: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ"، وقال تعالى في سورة الشورى: "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" فبالقرآن الكريم المعجزة الخالدة يخرج الله بها الناس من الظلمات إلى النور فقال ربنا تبارك وتعالى في سورة الحديد: "هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ.

وكذلك أخبرنا الله عز وجل عن أهل الكتاب أن الذين آمنوا منهم بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه مكتوبا في كتبهم واتبعوا القرآن الذي أنزل معه فوصفه بالنور فأولئك هم المفلحون، فقال تعالى في سورة الأعراف: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".

وقد أطلق القرآن الكريم وصف النور على الكتب السماوية السابقة التي أتى بها الرسل من عند ربهم، فقال تعالى في وصف التوراة بالنور في سورة المائدة: "إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ"،

وقال في سورة الأنعام: "وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ"، وقال ربنا في سورة إبراهيم: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ" كما في وصف الإنجيل بالنور في سورة المائدة بقوله تعالى: "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ".

كما ذكر الله عز وجل في كتابه العزيز النور أو الضوء باعتباره ظاهرة طبيعية فيزيائية من الظواهر التي خلقها الله وهي النور المنبعث من القمر والضوء المنبعث من الشمس فقال تعالى في سورة يونس: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ". وقال ربنا في سورة الأنعام: "الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ"، وقال في سورة نوح: "وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً".

ويصف الكتاب العزيز النور الذي يكون يوم القيامة، وحال ذلك اليوم وحال المؤمنين فيه، فقال في سورة الزمر: "وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"، وقال في النور الذي يضيء المؤمنين ويسعى نورهم أمامهم فقال في سورة الحديد: "يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، وقال في سورة التحريم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ". كما يبين حال المنافقين وطلبهم النور من المؤمنين فقال تعالى في سورة الحديد: "يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ".